تحليل مباراة السيتي وليفربول.. كلوب يستغل هدايا جوارديولا في ويمبلي
تأهل ليفربول لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بالفوز على مانشستر سيتي (3-2) بعد مباراة مثيرة على ملعب ويمبلي.
تقدم الليفر بثلاثية في الشوط الأول سجلها، إبراهيما كوناتي وساديو ماني "هدفين" في الدقائق 9 و17 و45، بينما سجل جاك جريليش وبرناردو سيلفا هدفي السيتي في الدقيقتين 47 و90.
بداية نارية
بدا يورجن كلوب مدرب "الريدز" أكثر إصرارا على تحقيق الفوز والتأهل، حيث دفع بقوته الضاربة في كل الخطوط، بعدما أراح الكثيرين في المباراة الماضية ضد بنفيكا بدوري أبطال أوروبا.
أما بيب جوارديولا، المدير الفني للسيتي، فقد أجرى تعديلات عديدة على التشكيل الأساسي، وتمسك بوجود حارس المرمى الأمريكي زاك ستيفن.
بدا فريق جوارديولا بطيئا بدنيا وذهنيا وفنيا، ودخل أجواء اللقاء متأخرا بعدما سمح لمنافسه بالتقدم بثلاثة أهداف في أول شوط.
خطف الليفر زمام المبادرة بسلاح معتاد في المباريات الـ3 الأخيرة من ركنية أندرو روبرتسون، ارتقى لها إبراهيما كوناتي برأسه في الشباك دون رقابة حقيقية، بعدها استغل ماني خطأ فادحا من الحارس الأمريكي ليسجل هدفا ثانيا.
ارتبك السيتي للغاية، وبدا فريقا من الأشباح في أول 45 دقيقة في ظل ضعف منظومة الوسط بتواجد الثلاثي فرناندينيو وفودين وبرناردو سيلفا، وعدم انسجام الثلاثي الهجومي جريليش وسترلينج وجيسوس، واختفاء انطلاقات الظهيرين زينتشيكو وجواو كانسيلو.
رغم هذا الترهل الفني، فإن كلوب ولاعبيه عابهم عدم التركيز وكثرة التمريرات المقطوعة، لتختفي خطورة صلاح وماني ولويس دياز، ولم يكن ثلاثي الوسط فابينيو وتياجو ألكانتارا ونابي كيتا أفضل حالا، بينما لجأ الظهيران أرنولد وروبرتسون للكرات الطولية بدون جدوى.
ومن الهجمة المنظمة الوحيدة للريدز، مهد ألكانتارا الكرة لساديو ماني، ليسدد الأخير مباشرة في الشباك مسجلا الهدف الثالث.
ظن الكثيرون أن ليفربول في طريقه لتحقيق فوز عريض في الشوط الثاني، إلا أن السيتي انتفض بقوة، وعاد سريعا لأجواء اللقاء، وتبادل مع ليفربول إضاعة الفرص السهلة بغرابة شديدة.
قلص رجال جوارديولا الفارق من اختراق "جيسوس" لمنطقة الجزاء، ليمرر كرة إلى جريليش ليكملها في الشباك بعد مرور أقل من دقيقتين.
أضاع جيسوس انفرادين تامين، مسددا الكرة في جسد مواطنه البرازيلي أليسون، حارس مرمى ليفربول، الذي أنقذ فريقه من موقف معقد.
كذلك تبارى لاعبو ليفربول، صلاح ودياز وماني في إهدار فرص تبدو خطيرة بسبب الرعونة في التسديد، حيث بدا عليهم الإرهاق البدني الشديد رغم البطء الشديد لقلبي دفاع السيتي ناثان آكي وجون ستونز.
تأخر يورجن كلوب كثيرا في إنعاش صفوف فريقه بالتبديلات حيث انتظر 73 دقيقة ليشرك جوردان هندرسون مكان نابي كيتا، وفي الدقائق الخمس الأخيرة أشرك جوتا، فيرمينو وكورتيس جونز مكان ماني ودياز وألكانتارا.
ومثلما تباطأ جوارديولا في دخول اللقاء، تباطأ أيضا في إشراك البدلاء للدقيقة 83، حيث اكتفى بتبديل وحيد بإشراك رياض محرز مكان جابرييل جيسوس.
وأسفر الضغط السماوي عن هدف ثان سجله برناردو سيلفا مستفيدا من اختراق محرز لمنطقة جزاء الليفر بمهارة وسهولة.
احتسب الحكم 4 دقائق وقت بدل ضائع، واشتعلت أجواء المباراة، وكاد السيتي أن يقلب الطاولة بثلاث فرص خطيرة للغاية لسترلينج وفرناندينيو ومحرز، ورد فيرمينو بإهدار انفراد تام، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية.