متحف اللوفر يعرض تمثالا أثريا لملك عربي من "العلا" السعودية
أصبح بإمكان الملايين من عشاق الفن في جميع أنحاء العالم الاستمتاع بمشاهدة أحد أهم المكتشفات الأثرية من منطقة دادان في منطقة العُلا السعودية، معروضة في متحف اللوفر بباريس، أحد أشهر المعارض الفنية في العالم.
ويأتي عرض هذا التمثال الضخم في متحف اللوفر بباريس في إطار شراكةٍ ثقافية جديدة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، ليكون القطعة الأبرز في معرض آثار الشرق الأدنى ضمن المتحف.
ويعود هذا التمثال المذهل المصنوع من الحجر الرملي إلى الفترة بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد، ويصل طوله إلى 2.3 متر ووزنه إلى 800 كيلوجرام.
ويعتقد العلماء أن التمثال يعود لملك من الفترة اللحيانية، وتم نحته بمهارةٍ ودقةٍ عالية تُظهر بالتفصيل عضلات الجذع والبطن وما تبقى من الذراعين الموضوعين بمحاذاة الجسم والرجلين، حيث فقد التمثال أقسام الرأس والرقبة واليدين والقدمين.
ويجسّد التمثال الضخم، الذي أرسلته الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى متحف اللوفر، التاريخ الغني للمملكة العربية السعودية، وهو يعرض أمام زوّار المتحف البالغ عددهم 9.6 مليون زائر سنوياً، مما يجعله أول قطعة أثرية من العُلا تحظى باهتمام عالمي واسع وتُعرض لفترة طويلة في باريس.
كما يسلّط هذا الإنجاز الضوء على جهود المملكة المتواصلة للكشف عن الآثار والحفاظ عليها في المنطقة، ويتيح للمتاحف العالمية فرصةً مميزة للوصول إلى الغنى الثقافي والتاريخي الذي تحتضنه شبه الجزيرة العربية.
وتتضمن الشراكة أيضاً آفاق تعاون إضافية بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومؤسسات فرنسية رائدة في مجالات التعليم والبحث والتراث، كما أشرفت الهيئة، منذ تأسيسها عام 2017، على العديد من المشاريع الأثرية، حيث استطاع فريق من الخبراء العالميين تحت إشرافها تحقيق اكتشافات أثرية عديدة ذات أهمية كبيرة للمنطقة والعالم.
وتحمل منطقة دادان، الموجودة في وادي العُلا، أهميةً تاريخية لكونها سابقاً إحدى أهم المحطات على طرق التبادل التجاري قبل 2,800 عام، حيث حكمها ملوك قبيلة لحيان من النصف الثاني للألفية الأولى قبل الميلاد حتى مئات السنوات بعدها.