جدران المحبة.. منازل خشبية لإيواء الأسر المتعففة في عدن
في المناطق الغربية لمدينة عدن اليمنية، ذات القرى الساحلية والقفار الصحراوية، المصنفة أنها "نائية"، ثمة متعففون لا يسألون الناس إلحافًا، رغم حاجتهم وعوزهم الذي ضاعفه اليُتم وغياب العائل.
وهناك.. تربض العديد من القرى في مناطق رأس عمران وفقم ورأس العارة وقعوة، وغيرها من الجهات المرتبطة بمديرية البريقة إداريًا، ويحول تواجدها القصي دون وصول الخدمات إليها.
إلا أن أيادي وجهود المؤسسات الشبابية المجتمعية والطوعية، استطاعت أن تصل إلى تلك القفار، وتمد للمحتاجين والأيتام يد العون، وتغرس في نفوس أهاليها المحبة والسكينة والأمان.
فالطابع الصحراوي لتلك المناطق، يجعل من البيوت الهشة التي يلجأ إلى بنائها أهالي تلك الجهات، مجرد أكواخ لا تقيهم قيض الصحراء، خاصةً مع غياب العائل ومصدر الدخل الأساسي للكثير من العائلات.
لهذا لجأت مؤسسة شباب الخير، بمنطقة فقم الساحلية، إلى تنفيذ مشروع "جدران المحبة" في نسخته الـ10، لإيواء أيتام وفقراء ومشردي المناطق الساحلية والصحراوية في غرب مدينة عدن.
يقول المدير التنفيذي لمؤسسة شباب الخير للتنمية، علي معروف الشيخ "إن المؤسسة نفذت مشروع "جدران المحبة 10"، والمتمثل في بناء منازل لأسر الأيتام في صحراء غرب عدن، على نفقة مجموعة من فاعلي الخير".
وأشار الشيخ إلى أن المشروع نقل الأسر المستهدفة من الفقراء والأيتام والمشردين، من سكنها السابق تحت الأشجار، أو داخل الخيام المتهالكة، إلى داخل منازل خشبية ملائمة تقيهم البرد والحر، وتضمن لهم حياة متعففة.
وأوضح أن المشروع لم يقتصر على بناء المنازل، بل عمل على توفير كل احتياجات أي منزل بشكل متكامل، كخدمات الكهرباء والمياه، والصرف الصحي، وتأثيثه كليًا، بالإضافة إلى طلائها وعمل ديكورات مناسبة.
وأكد أن كثير من تلك الأسر كانت تحلم بامتلاكها مثل هذه المنازل، وهو ما تحقق بفضل فاعلي الخير، وجهود القائمين على المشروع.
ولفت المدير التنفيذي للمؤسسة إلى أن هدف المشروع كان تلبية كافة متطلبات العيش الكريم للأسر الفقيرة والمحتاجة، وركز على الأسر اليتيمة التي فقدت عائلها ومصدر دخلها الأساسي.
كما استهدف المشروع الأسر التي لا تملك منازل، أو تعيش في خيام مؤقتة، ونوه "الشيخ" بأن طاقم المؤسسة هو من بنى المنازل الخشبية؛ دعمًا لهذه الأسر المعوزة.
وتحدث مدير مؤسسة شباب الخير عن إحدى النماذج والحالات التي استهدفها المشروع، والتي كان عائلها ضحية قصف وحشي لمليشيات الحوثي استهدف سوقًا للخضار في محافظة لحج، خلال صيف 2015.
ونتيجة لفقدان هذه الأسرة لعائلها الوحيد، لجأت للعيش تحت ظل كوخ (عشة) في منطقة القريعي الصحراوية النائية، غرب مدينة عدن، وتم استهدافها في مشروع "جدران المحبة" وكانت أحد المستفيدين منه.
يشار إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع جدران المحبة التي تهتم بجانب المساكن "بناء أو ترميم"، وسبق وأن أنجز هذا المشروع بناء وترميم حوالي 16 منزلا حتى الآن، لأسر الأيتام والفقراء والمشردين.