إنريكي وبرشلونة.. علاقة متوترة و8 بطولات
إعلان لويس انريكي عن انتهاء ارتباطه مع برشلونة بنهاية الموسم الحالي كان متوقعا، برغم تحقيقه 8 بطولات. تعرف على السبب
كان إعلان لويس انريكي عن انتهاء ارتباطه مع برشلونة بنهاية الموسم الحالي متوقعا، برغم تحقيقه 8 بطولات، إلا أن توقيت الكشف عن الأمر والذي جاء في ختام مؤتمر صحفي أعقب فوز فريقه الساحق 6-1 على سبورتنج خيخون في الدوري الإسباني شكل عنصر المفاجأة.
إنريكي فكر لأول مرة في أمر عدم تجديد عقده - إلى ما بعد الصيف المقبل - خلال فترة الإعداد للموسم الحالي، وهو ما أعلنه عقب التراجع الكبير في مستوى الفريق في نهاية الموسم الثاني له مع برشلونة. فقد خرج برشلونة من دوري الأبطال واستطاع فقط انتزاع لقب الدوري، والذي بدا متأرجحا حتى اليوم الأخير من الموسم.
وكان هذا التراجع في المستوى - الذي شهد خسارة برشلونة لثلاث مباريات متتالية في الدوري لأول مرة خلال 13 عاما - الإشارة الأولى على أن الأمور بدأت تخرج عن مسارها الطبيعي والذي قاد الفريق لنيل الثلاثية في أول مواسمه مع لويس انريكي.
وزادت المخاوف عندما خسر برشلونة 2-1 على أرضه أمام ألافيس الصاعد حديثا عقب إجراء المدرب لسلسلة من التغييرات. وعادت سياسة التناوب بين اللاعبين والتي تعرض بسببها المدرب لانتقادات لتطارده بعد الخسارة 4-3 امام سيلتا فيجو.
وظل برشلونة في إطار الصراع على لقب الدوري هذا الموسم قبل أن يتجاوز ريال مدريد الأربعاء ويعتلي القمة. لكن هذا لم ينس الكثيرين أن الفريق لم يكن مقنعا أمام الفرق الكبيرة. ووصل تراجع الفريق إلى أقصى مدى بخسارته 4-صفر أمام باريس سان جيرمان الفرنسي وهو ما ترك برشلونة على مشارف الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا.
وكانت هناك أكثر من إشارة على وجود حالة من عدم الارتياح بين اللاعبين. وانتقد لاعبون من أصحاب الأسماء الكبيرة مثل سيرجيو بوسكيتس وأندريس انييستا علنا أساليب لعب المدرب في باريس على الرغم من أن إنريكي وجد حليفا يتمثل في جيرار بيكيه.
وبدا المدرب منزعجا عقب المباراة ودخل في تلاسن عنيف مع مراسل لمحطة تلفزيونية كتالونية، الذي أعلن أمامه إنه لا يمكن أن ينسب إليه أي فضل في نجاحات الفريق.
ورغم أن علاقة إنريكي كانت شائكة دوما مع وسائل الإعلام، بات واضحا أن الضغوط التي تمارس على من يتولى تلك المهمة - والتي استطاعت الإجهاز على سلفه بيب جوارديولا - قد طالته هو أيضا.
وفشل برشلونة في الرد بشكل مناسب في المباراة التالية أمام ليجانيس المتعثر وضمن الفوز 2-1 بفضل ركلة جزاء قبل النهاية سددها ليونيل ميسي الذي رفض الاحتفال وقتها.
وكادت العلاقة المتوترة بين إنريكي وميسي أن تكلف المدرب منصبه في يناير 2015 عقب رد الفعل العنيف من قبل اللاعب الأرجنتيني على عدم مشاركته أمام ريال سوسيداد. وفي العموم بدا المدرب أنه لا يحتفظ بعلاقات شخصية قوية مع أفراد تشكيلته.
وتعني هذه المشكلات أنه لن يتم تذكر لويس إنريكي بنفس القدر من التوقير كما هو الحال مع جوارديولا على الرغم من أنه قدم نفس الحصيلة من الألقاب، مثلما فعل زميله السابق في الفريق. وينظر إلى جوارديولا باعتباره الوريث ليوهان كرويف الأب الروحي لفريق برشلونة خلال العصر الحديث.
لكن جوسيب بارتوميو رئيس النادي أعرب عن تأييده القوي للويس إنريكي قائلا "لدينا مدربا ممتازا في آخر 3 سنوات. لا يمكن لاحد أن يشكك في أنه أحد أفضل المدربين الذين مروا ببرشلونة والذي يتناسب مع افكارنا."
ويعد خورخي سامباولي مدرب إشبيلية وآرنستو بالبيردي مدرب أتلتيك بيلباو أبرز المرشحين لخلافة لويس إنريكي على الرغم مما يعتقد بأن المدرب الحالي يريد أن يتولى مساعده خوان كارلوس اونزوي المهمة بدلا منه.
وحول الأرجنتيني سامباولي إشبيلية الى واحد من أكثر الفرق إثارة وامتاعا في لأوروبا بأسلوب لعب يقوم على التحرك والاستحواذ على الكرة بما يذكر بكرة القدم الجذابة التي كان يقدمها برشلونة تحت قيادة جوارديولا. وينظر إلى سامباولي باعتباره اختيار الجماهير بينما يعد بالبيردي اللاعب السابق لبرشلونة المرشح المفضل لمجلس الادارة.
وقد تكون صلة ميسي بمواطنه سامباولي أحد عوامل الحسم لكن وبغض النظر عن من سيتولى تدريب برشلونة فانه سيتم تقييم عمله بناء على قدرته على تكرار انجازات إنريكي على الرغم من أن الأخير لم يستطع في النهاية إرضاء الجميع في النادي.