لوكاكو وتشيلسي.. كيف انتهى "شهر العسل" سريعا؟
وضع البلجيكي روميلو لوكاكو قدما خارج ملعب "ستامفورد بريدج" معقل تشيلسي، وبات قريبا من العودة إلى إنتر ميلان الإيطالي.
وكان لوكاكو انضم إلى تشيلسي في 2011 قادما من أندرلخت البلجيكي، لكنه لم يتمكن من حجز مكان بالتشكيل الأساسي ليخرج إلى إيفرتون في 2014، ومنه إلى مانشستر يونايتد في 2017 ثم إنتر في 2019.
وبعدما استعاد بريقه مع إنتر ميلان، عاد لوكاكو إلى قلعة "ستامفورد بريدج" العام الماضي بمقابل ضخم (113 مليون يورو)، بعقد يمتد حتى صيف 2026.
وأكدت عدة تقارير إعلامية مؤخرا أن لوكاكو يسعى للعودة إلى إنتر ميلان الإيطالي، ناديه السابق، بعد موسم واحد مع تشيلسي اكتفى فيه النجم البلجيكي بتسجيل 15 هدفا في 44 مباراة.
وبحسب قناة "سكاي سبورت إيطاليا"، فإن إنتر على أعتاب حسم صفقة روميلو لوكاكو من تشيلسي بشكل نهائي مقابل 8 ملايين يورو إلى جانب الإضافات والحوافز، وذلك بعقد إعارة مدته موسم واحد، لن يتضمن أي بنود تتعلق بإلزام النادي الإيطالي بشراء اللاعب.
صعود وهبوط
اتجهت آراء العديد من النقاد إلى أن تشيلسي سيصبح أحد أقوى المنافسين على لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي بعد التوقيع مع لوكاكو، وبدا أن النجم البلجيكي في طريقه لإثبات صحة هذه الآراء بعدما سجل 3 أهداف في أول 4 مباريات له بالبريميرليج.
لكن سرعان ما بدأت فترة شهر العسل بين لوكاكو وتشيلسي تتلاشى، حيث تراجع مستوى النجم البلجيكي بشكل ملحوظ بغيابه عن التسجيل في عدة مباريات متتالية، قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته عن 6 مباريات، ليبتعد تدريجيا عن التشكيل الأساسي خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.
في وقت غياب لوكاكو وتذبذب مستواه عاد توماس توخيل مدرب تشيلسي إلى دفاتره القديمة، واعتمد على كاي هافرتز في مركز المهاجم الوهمي، وهو الأمر الذي أتى بثماره وقاد الفريق لتسجيل 20 هدفا وحقق 6 انتصارات في 7 مباريات في مرحلة مهمة في عمر الموسم.
النجم البلجيكي، الذي أصيب بفيروس كورونا في تلك الفترة ليغيب عن مباراتين، انتظر حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول لكي يتمكن من العودة للتشكيل الأساسي.
بالرغم من إيجاد حلول بديلة لغياب المهاجم الأساسي، أو الذي كان كذلك، فإن تشيلسي تعرض لعدة ضربات في وقت نجح فيه مانشستر سيتي وليفربول في الابتعاد بقمة الدوري الإنجليزي.
مقابلة غيرت كل شيء
لوكاكو كان قد عاد لمستواه بعد استعادة مكانه في التشكيل الأساسي، وسجل هدفا في الفوز (3-1) على أستون فيلا، وهدفا آخر في التعادل (1-1) مع برايتون، لكنه أفسد كل شيء بعدما تحدث بصراحة مفرطة في مقابلة إعلامية.
وقال لوكاكو لشبكة "سكاي سبورتس إيطاليا" في نهاية ديسمبر/كانون الأول: "أنا بخير جسديا، لكنني لست سعيدا بالوضع في تشيلسي، لقد اختار توخيل اللعب بنظام آخر، لن أستسلم وسأكون محترفا، لكنني لست سعيدا بالموقف".
لم يكتف النجم البلجيكي بهذا وأضاف: "أنا حقا، بصدق من أعماق قلبي، آمل أن أعود إلى إنتر، ليس في نهاية مسيرتي، لكن بينما ما زلت في المستوى للفوز بالمزيد من الألقاب".
تصريحات لوكاكو فجرت براكين الغضب داخل توخيل وإدارة تشيلسي ومشجعي الفريق وأحدثت أزمة كبيرة، والأمر الذي زاد من اشتعال الموقف أن موقع "جول" العالمي زعم أن المقابلة جرت قبل 3 أسابيع من نشرها، أي في وقت كان تشيلسي يتخلف فيه عن صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي وقتها بنقطتين فقط.
وتصدرت كلمات لوكاكو عناوين الصحف وتسببت في حالة كبيرة من الجدل، لكن لم يتم استبعاده سوى في مباراة واحدة كانت أمام ليفربول في الدوري وانتهت بالتعادل (2-2)، ثم حصل على فرصة ذهبية جديدة بالمشاركة في 4 مباريات متتالية كأساسي، أمام مانشستر سيتي وبرايتون ألبيون وتوتنهام هوتسبير وكريستال بالاس.
تشيلسي حقق انتصارين وحصد 7 نقاط من أصل 12 ممكنة، لكن لوكاكو لم يتمكن من إحراز أي أهداف على مدار 250 دقيقة لعب (3 مباريات لعبها كاملة و80 دقيقة في المباراة الرابعة).
القشة التي قصمت ظهر البعير
مباراة كريستال بالاس في الجولة 26 من الدوري الإنجليزي يوم 19 فبراير/شباط 2022 كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، ليس فقط لأن لوكاكو لم يسجل فيها، بل أيضا لأنها شهدت تحطيمه الرقم القياسي لأقل عدد من اللمسات من قبل لاعب في مباراة بتاريخ المسابقة، بواقع 7 لمسات فقط.
بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن هذا الرقم جعل لوكاكو غير جدير بالثقة التي منحها له توخيل، وعلى أفضل الفروض فهو لا يستطيع التأقلم مع نظام المدرب الألماني.
قبل شهر تقريبا من هذه المباراة، رصدت عدسات المصورين نقاشا ساخنا بين لوكاكو وزميله المغربي حكيم زياش، وقال حينها الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو، المختص في أخبار الانتقالات، إن المهاجم البلجيكي حسم قراره بالرحيل بعد هذه المشادة.
كذلك ذكرت تقارير أن لوكاكو كان يسعى للعودة إلى إنتر ميلان في الانتقالات الشتوية في منتصف الموسم لكن الأمر لم يتم كما أراد، وبعد 3 أشهر دار حديث بينه وبين سيموني إنزاجي، مدرب "النيراتزوري"، تطرقا فيه لإمكانية العودة.
وبحسب ما أكدته "ديلي ميل"، فإن هذه المكالمة تمت قبل 24 ساعة فقط من مباراة تشيلسي أمام ضيفه ريال مدريد الإسباني في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، التي خسرها "البلوز" بثلاثية مقابل هدف.
لوكاكو دخل بديلا في الدقيقة 64 وكانت النتيجة حينها تشير إلى تأخر تشيلسي (1-3)، وأهدر النجم البلجيكي فرصتين رائعتين من مسافة قريبة، ومن الواضح أن عقله كان في مكان آخر.
ما تبقى من موسم لوكاكو مع تشيلسي كان عبارة عن تسجيل أهداف في انتصارات روتينية وسهلة في كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس العالم للأندية، ولم يسجل هدفا له أهمية كبيرة منذ ديسمبر/كانون الأول وحتى ختام الموسم، وبالرغم من أنه انتفض بشكل ملحوظ في نهاية الدوري، لكن هذه الانتفاضة جاءت بعدما ضاع اللقب وبات مقعد دوري الأبطال شبه محسوم، أي يمكن القول إنها كانت بعد فوات الأوان.
بعد التمعن في التسلسل الزمني لعلاقة لوكاكو وتشيلسي في الموسم الماضي، يتضح أن توخيل بذل جهدا لا بأس به لإنجاح صفقة لوكاكو الباهظة، لكن النجم البلجيكي لم يكن مستجيبا بالقدر الكافي، كما سمحت الإصابة التي أبعدته عن الملاعب في نهاية أكتوبر/تشرين الأول أن يستنتج المدرب الألماني أن فريقه كان أفضل بدونه.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA=
جزيرة ام اند امز