محمود ياسين.. ابن بورسعيد الخالد في ذاكرة مصر
بصوت رخيم وحضور لافت، وثقافة بلا حدود، يظل الفنان المصري الراحل محمود ياسين خالدا في ذاكرة محبيه.
البدايات
اسمه محمود فؤاد محمود ياسين من مواليد عام 1941، بمدينة بورسعيد، وعلى أرض هذه المدينة المصرية الباسلة، نشأت داخله الكثير من القيم مثل الولاء والانتماء للوطن.
أحب التمثيل منذ الصغر، وعندما أنهى دراسته الثانوية، ترك بورسعيد وانتقل للقاهرة، وهناك التحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، وعلى خشبة مسرح الجامعة أعلن عن موهبته التمثيلية بصورة رائعة.
تخرج محمود ياسين عام 1964، ونصحه أحد الزملاء بالمشاركة في مسابقة المسرح القومي، وبفضل موهبته الاستثنائية احتل الترتيب الأول، وانتظر قرار التعيين بالمسرح القومي، ولكن طال انتظاره بلا جدوى.
وفوجئ بصدور قرار من قبل وزارة القوى العاملة المصرية بتعيينه بشهادة الحقوق، ولكن طموح الفنان انتصر بداخله، إذ رفض الوظيفة الحكومية، وراهن على التعيين بالمسرح، وابتسم له الحظ بعد عام 1976، وتم تعيينه بالمسرح.
الشهرة
انطلق محمود ياسين من خلال دور صغير في مسرحية تحمل اسم "الحلم" من تأليف محمد سالم وإخراج عبدالرحيم الزرقاني، وتوالت بعد ذلك عروضه الناجحة ومنها "وطني عكا، سليمان الحلبي".
ومن المسرح انتقل إلى السينما بأدوار صغيرة في أعمال مهمة مثل "شيء من الخوف" أمام محمود مرسي وشادية، وبذكاء شديد تقدم لخانة الفتى الأول، وكان فيلم "نحن لا نزرع الشوك" أول بطولة مطلقة في مسيرته الفنية.
أعمال محمود ياسين
قدم محمود ياسين للسينما ما يقرب من 140 فيلما، سيطر على أغلبها الطابع الوطني مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي، حائط البطولات، الصعود للهاوية".
ومن باب التنوع ذهب لعالم الرومانسية وقدم أعمالا غنية في المحتوى والصورة أيضا مثل "اذكريني، حب وكبرياء، الخيط الرفيع".
كما تألق في الدراما التلفزيونية، حيث يضم سجله الفني 60 مسلسلا أبرزها "العصيان، سوق العصر، رياح الشرق، ضد التيار، أبو خليفة النعمان، أخو البنات، اللقاء الثاني".
النهاية
تربع محمود ياسين على عرش النجومية لسنوات طويلة، وعندما تقدم به قطار العمر حجز مكانا بارزا لنفسه وسط جيل الشباب، وقدم أعمالا مهمة أبرزها فيلم "الجزيرة" بجانب أحمد السقا.
وفي صباح الأربعاء 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وبعد صراع مع المرض استمر 7 سنوات، فارق الحياة، تاركا خلفه مجموعة من الأعمال الخالدة.