بعد اعتماده رسميا.. 10 معلومات عن أول لقاح للملاريا
قرار تاريخي أعلنته منظمة الصحة العالمية (WHO) بالموافقة على أول لقاح ضد الملاريا، المرض الطفيلي الذي قتل الملايين خلال العقود الماضية.
ويعد القرار الذي طال انتظاره جزءا من برامج مكافحة الملاريا الدولي، ويفتح الطريق أمام البلدان لاستخدامه على نطاق واسع لحماية الأطفال، خاصة في قارة أفريقيا الأكثر تضررا.
وتقتل الملاريا ما يقدر بنحو 260 ألف طفل دون سن الخامسة في أفريقيا سنويا، وهو رقم انخفض بسرعة بين عامي 2004 و2015، لكنه عاد وارتفع وسجل في عام 2019 نحو 409 آلاف وفاة.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد الملاريا مرضًا معديًا يحدث بسبب انتقال الطفيليات إلى الشخص عن طريق لدغات البعوض التي تنقل العدوى.
يعتبر طفيلي الملاريا P. falciparum خطيرًا جدا، حيث يمثل 99.7% من الحالات المكتشفة.
أيضا هذا الطفيل ينتشر بشكل خاص في قارة أفريقيا، التي تشهد سنويا 94% من الوفيات وحالات الإصابة بالملاريا.
"العين الإخبارية" تستعرض أهم المعلومات عن أول لقاح ضد مرض الملاريا؛ استنادا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، وموقعي medicalnewstoday وScience و nature.
1- اللقاح يحمل اسم RTS أو S أو Mosquirix، ويستهدف طفيلي الملاريا المتصورة المنجلية P. falciparum المنتشرة في إفريقيا فقط، وسعر الجرعة 5 دولارات.
2- المنتج الطبي آمن على الأطفال ولم تظهر التجارب أثار جانبية خطيرة، وفقا للجنة من خبراء الملاريا واللقاحات أبلغت منظمة الصحة العالمية.
3- اللقاح جرى اختباره في إطلاق تجريبي شمل أكثر من 800 ألف طفل في 3 دول أفريقية هي غانا وكينيا وملاوي، والنتائج أقنعت منظمة الصحة باعتماده.
4- فعالية اللقاح متواضعة، بحيث لا يوفر سوى 30٪ حماية ضد الملاريا الحادة لدى الأطفال.
5- اللقاح يجب تقديمه للأطفال على 4 جرعات، وكشفت التجارب أن الجرعات الـ3 الأولى قللت من خطر الإصابة بالملاريا السريرية بمقدار الثلث.
6- يحتوي اللقاح على قطعة من بروتين P. falciparum المرتبط ببروتين من فيروس التهاب الكبد B، ويُضاف لتحفيز استجابة مناعية أقوى.
7- تم تطوير اللقاح لأول مرة في ثمانينيات من القرن الماضي، وهو مصمم لمنع قدرة الطفيل على إصابة الكبد والنضوج داخله.
8- تجرى تجارب كبيرة على أول لقاح للملاريا منذ عام 2003، وكانت النتائج الأولية مشجعة لكنها لم تكن رائعة.
9- اللقاح يعمل بشكل أفضل عند إعطائه للأطفال بدءًا من عمر 6 أشهر مقارنة بالأطفال الأصغر سنًا، ما يعني أنه لا يمكن تطبيقه على جدول التطعيم القياسي للرضع.
10- أظهرت التجارب السريرية أن الأطفال الذين تلقوا اللقاح ومضادات الملاريا معا كانوا أقل عرضة للإصابة بالملاريا السريرية بنسبة 60٪، وخطر الإصابة بالملاريا الحادة بنسبة 70٪ مقارنةً بالأطفال الذين تلقوا واحدًا منهما فقط.
قصة اعتماد أول لقاح ضد الملاريا
أوصت منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بمرض الملاريا بأول لقاح اعتمدته رسميا لهذه المهمة بعد عقود من العمل الشاق.
الاختبارات السريرية والتجارب على هذا اللقاح انطلقت قبل عقود، لكن لم تظهر بيانات واعدة حتى عام 2015 ما دفع وكالة الأدوية الأوروبية للموافقة على اللقاح لاستخدامه في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 شهرًا، وفقا لموقع nature.
لكن بعد بضعة أشهر، قررت اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن مخاوف السلامة والعقبات اللوجستية تتطلب مزيدًا من الدراسة، وأوصت بإطلاق تجريبي لفهم تأثير اللقاح في العالم الحقيقي بشكل أفضل.
واستجابةً لذلك، أنشأت منظمة الصحة العالمية برنامج تنفيذ لقاح الملاريا، الذي بدأ في إعطاء اللقاح للأطفال في مناطق مختارة في غانا وملاوي وكينيا في عام 2019.
ومنذ ذلك الحين حصل ما بين 62٪ و67٪ من الأطفال المؤهلين في مناطق بدء البرنامج على الجرعات الثلاث الأولى، فيما تُعطى الجرعة الرابعة بعد 12 إلى 18 شهرًا من الجرعة الثالثة، لذلك لم يتلقها معظم الأطفال بعد.
خلال اجتماعها قبل أيام، استمعت لجنة من منظمة الصحة العالمية إلى بيانات من تجربة حديثة استخدم فيها الباحثون اللقاح جنبًا إلى جنب مع الجرعات المنتظمة من الأدوية المضادة للملاريا، التي تُعطى بشكل وقائي قبل موسم الأمطار مباشرة في مالي وبوركينا فاسو.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تلقوا كلًا من اللقاح ومضادات الملاريا أقل عرضة للإصابة بالملاريا السريرية بنسبة 60٪ تقريبًا وخطر الإصابة بالملاريا الحادة بنسبة 70٪ مقارنةً بالأطفال الذين تلقوا واحدًا فقط.
وأقنعت البيانات المجمعة اللجنة ودفعتها لاعتماده، لكن قادة منظمة الصحة العالمية قالوا إن دراسة أفضل استخدام للقاح مستمرة.
يقدم اللقاح الجديد الأمل في أن معدلات الوفيات ستبدأ في الانخفاض مرة أخرى، وبحلول عام 2030 تهدف منظمة الصحة العالمية إلى خفض معدل الوفيات بنسبة 90٪ عن مستويات مايو/أيار 2015.
وعلق ديان ويرث، باحث الملاريا بجامعة هارفارد ورئيس المجموعة الاستشارية لسياسة الملاريا التابعة لمنظمة الصحة العالمية: "هذا مرض معقد للغاية طور طرقًا للتهرب من جهاز المناعة، ما يجعل تطوير اللقاح أمرًا صعبًا بشكل خاص".
وقال: "نحن لا نقول إن هذه هي النهاية باعتماد اللقاح، وآمل أن تكون هذه بداية لنهضة تطوير اللقاحات في مجال الملاريا".
الدكتور ماثيو لورنز، من مركز تطوير اللقاحات والصحة ومؤلف دراسة في مجلة Human Vaccines and Immunotherapeutics ، علق على تطوير لقاح الملاريا بأنه "جاء في وقت مثالي".
وقال لورنز لموقع "ميديكال نيوز توداي" إن "الشخص المصاب بالملاريا الخفيفة لديه أقل من 1٪ فرصة للوفاة، ومع ذلك فإن الفرد المصاب بالملاريا الحادة لديه فرصة بنسبة 90٪ للوفاة إذا ظل في المنزل، وفرصة بنسبة 20٪ إذا تلقى العلاج في المستشفى".