من ماليزيا لأمريكا.. انتفاضة دولية ضد "جزيرة" قطر
هذه التحركات تؤكد استخدام تنظيم "الحمدين" قناة "الجزيرة" لدعم الإرهاب وإثارة الفتنة وشن حملات افتراءات وأكاذيب وفبركات
تحركات متواصلة تشهدها العديد من دول العالم هذه الأيام، لملاحقة قناة "الجزيرة" القطرية، والتحقيق في فضائحها وسقطاتها وانتهاكاتها، التي تتكشف يوما بعد يوم.
أحدث تلك التحركات تشهدها الولايات المتحدية الأمريكية، حاليا، بعد صدور تقرير يؤكد انتهاك "الجزيرة" القوانين الأمريكية ويتهمها بدعم إيران والإرهاب.
وبالتزامن مع ذلك، تتواصل التحقيقات في ماليزيا بشأن فيلم وثائقي بثته القناة القطرية، وأكدت السلطات إنه ملئ بالأكاذيب، ويسعى لتشويه صورة البلاد.
يأتي هذا فيما تتواصل أصداء الفضائح المعروفة إعلاميا بـ"تسريبات خيمة القذافي"، والتي كشف الأدوار المشبوهة المكلفة بها "الجزيرة" من قبل تنظيم "الحمدين"، وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة، وسيطرة تنظيم الإخواني الإرهابي على القناة.
كما يأتي بعد 6 أسابيع من إعلان السلطات المصرية، ضبط خلية "إخوانية إرهابية" تقوم بإعداد تقارير "مفبركة" عن الأوضاع في البلاد وإرسالها لقناة "الجزيرة" القطرية.
كل هذه التحركات على الأرض، تصب في اتجاه واحد وتدعم بعضها بعضا لتؤكد الحقائق نفسها، وهي استخدام تنظيم "الحمدين" قناة "الجزيرة" لدعم الإرهاب وإثارة الفتنة وشن حملات افتراءات وأكاذيب وفبركات ضد الدول الرافضة للسياسات القطرية الداعمة للإرهاب.
انتهاك القوانين الأمريكية
تلك الحقائق دفعت العضو السابق في الكونجرس الأمريكي أليانا روس ليتينن، لإصدار تقرير يؤكد انتهاك "الجزيرة" القوانين الأمريكية ويتهمها بالترويج للنظام الإيراني والمنظمات الإرهابية، بحسب ما أفاد موقع Washington free beacon، أمس الأربعاء.
واتهمت ليتينن، التي عملت في الكونجرس لمدة 30 عاماً وترأست لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي (2011 – 2013) ، قناة الجزيرة بالعمل كعميل غير معلن للحكومة القطرية، في انتهاك لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، والذي يطالب العاملين لدى الحكومات الأجنبية بالإبلاغ علناً عن أنشطتهم.
وكشف التقرير عن أن الجزيرة عملت تحت ستار منظمة إخبارية مستقلة، لها استقلالية تحريرية، وبالتالي لم تخضع للكشف عن جوانبها الماليا وفقا للقانون، وفي حين أن الجزيرة ممولة من الحكومة القطرية، وتستخدمها لدعم أجندتها الخاصة وتعزيز مصالحها السياسية في أمريكا.
وأثار التقرير تساؤلات حول الأهداف الإقليمية لقطر، لا سيما علاقتها الوثيقة بشكل متزايد مع إيران والقوى الإرهابية في المنطقة، ودعم هذه الأهداف من خلال أقسام التغطية والرأي المختارة.
وأفاد الموقع الأمريكي أن أعضاء بارزون في الكونجرس قدموا التماسا إلى وزارة العدل الأمريكية، لبدء تحقيق شامل في أنشطة قناة الجزيرة لتحديد ما إذا كان ذلك ينتهك قوانين الكشف عن المعلومات.
ونقل المصدر نفسه عن مصادر أن الكونغرس قد يتحرك بشأن تلك المسألة في الأسابيع المقبلة.
تحقيقات في ماليزيا
ومن التحقيقات المزمع إجراؤها في أمريكا، إلى التحقيقات الجارية الآن في ماليزيا، بعد بث الجزيرة القطرية فيلم وثائقي بشأن أوضاع المهاجرين هناك، وهو اعتبره مسؤولون ماليزيون "محاولة تشويه صورة البلاد"، وأكدوا إنه غير دقيق ومضلل وغير نزيه.
وقالت الشرطة الماليزية الثلاثاء الماضي، إنها ستستدعي صحفيين من قناة الجزيرة الإخبارية لاستجوابهم بشأن الفيلم الذي يحمل عنوان "معتقلون خلال العزل العام في ماليزيا.
وبثت "الجزيرة" فيلماً وثائقياً زعمت فيه أن ماليزيا قد مارست التمييز العنصري في تعاملها مع المهاجرين غير الشرعيين عندما اتخذت خطوات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، الأمر الذي انتقادات واستياء واسع في ماليزيا.
وطالب وزير الدفاع الماليزي إسماعيل صبري يعقوب هذا الأسبوع، القناة القطرية بالاعتذار للماليزيين، وقال إن اتهامات العنصرية والتمييز ضد المهاجرين الذين لا يحملون وثائق غير حقيقية.
وسبق أن دافعت السلطات الماليزية عن عمليات الاعتقال وقالت إنها ضرورية لفرض القانون وللحد من انتشار الوباء.
تسريبات القذافي.. فضيحة مزدوجة
يأتي هذا فيما تتواصل أصداء تسريبات خيمة القذافي التي سببت فضيحة مزدوجة لقناة "الجزيرة"، الأولى بسبب تورطها المباشر في تلك التسريبات، والثانية لعدم تناولها أيا من تسريبات خيمة القذافي في تغطياتها.
التسريبات الجديدة التي تم كشفها بعضها، يتعلق بقناة "الجزيرة" ويؤكد سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي عليها، وتوجيهها من قبل تنظيم الحمدين لمهاجمة الدول الرافضة لسياسات قطر.
القسم الثاني من التسريبات يكشف تآمر عناصر من إخوان الكويت مثل مبارك الدويلة وحاكم المطيري على دول خليجية مثل السعودية والكويت والبحرين.
وفي أحد التسجيلات المسربة الخاصة بالجزيرة، يعترف حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، وأحد أقطاب تنظيم "الحمدين" في الدوحة، خلال حوار مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بسيطرة عناصر الإخوان بشكل كامل على قناة الجزيرة.
ويؤكد التسجيل أن القناة تعد بمثابة ناطق باسم التنظيم الإرهابي، وهو ما يفسر الدفاع المستميت لها عن الإخوان وعملياتهم والسعي لترويج أفكار جماعة الشر الإخوانية بشكل خبيث.
التسريب دحض أكاذيب بالجملة يصر تنظيم الحمدين على ترديدها، أبرزها أكذوبة عدم وجود علاقة بين قطر وتنظيم الإخوان الإرهابي، الذي لا يمل وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من ترديدها في كل حوار أو تصريح، رغم يقينه بإدراك العالم إنه يكذب، وخصوصا أن دعم قطر للتنظيم موثق ومعروف ومرصود.
أيضا يكشف التسجيل حجم سيطرة عناصر الجماعة الإرهابية على القناة، وهو الأمر الذي لطالما نفته القناة، رغم الأدلة الواضحة للعيان.
كما يدحض التسجيل الجديد مزاعم قطر حول استقلالية القناة، ويؤكد أنها تخضع لإشراف مباشر من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة، ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، وهو الأمر الذي أكده أيضا تسريبين تم نشرهما خلال الشهر الماضي، وأكدا أن تنظيم "الحمدين" هو من يضع السياسة التحريرية للقناة، بل ويبتز الدول عبر القناة.
ويظهر في أحد التسريبات حوار بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم من جانب والقذافي من جانب آخر.
وفي أحدهما، قال القذافي إن "الجزيرة" متوقفة خلال تلك الفترة عن الهجوم على السعودية، ويرد عليه بن جاسم متفقا معه، قائلا "أمهلونا شوية".
ويكشف التسريب الآخر وجود اتفاق بين "الحمدين" والقذافي على طبيعة تغطية قناة الجزيرة للشأن الليبي، بل وقيام الجانبين بتخصيص منسقين في الدولتين لهذا الأمر.
وبدا أن الحوار، يدور حول وجود مواد بثتها "الجزيرة"، وتخالف فيها اتفاقًا بين قطر وليبيا حول ذلك الشأن بحسب ما قاله القذافي في التسجيل.
خلية مصر
تأتي هذه التسريبات، بعد إعلان السلطات المصرية في 22 مايو / آيار الماضي، عن ضبط خلية "إخوانية إرهابية" تقوم بإعداد تقارير "مفبركة" عن الأوضاع في البلاد وإرسالها لقناة "الجزيرة" القطرية.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية المصرية، أن الخلية تتكون من 11 عنصرا إخوانيا كانوا يعدون مواد إعلامية مفبركة تستهدف المساس بأمن البلاد، مقابل مبالغ مالية ضخمة تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية، والترويج للشائعات والتحريض ضد مؤسسات الدولة لبثها بقناة "الجزيرة" تنفيذًا لتوجهات التنظيم الإرهابى.
واعترف أفراد الخلية بأن مهامهم تتمثل في جمع المعلومات عن الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، ومناطق أخرى، ومن ثم إرسالها إلى القيادات الإرهابية في تركيا وقطر، من أجل استخدامها في تشويه صورة قوات الجيش والشرطة، بحسب البيان.
وأكدت الداخلية المصرية استمرارها في التصدي بكل حسم لأية محاولات تستهدف إثارة البلبلة والفوضى والنيل من استقرار البلاد.
كل الطرق تؤدي لإدانة الجزيرة
والمدقق في كل تلك التحركات على أرض الواقع، يجد أنها تؤكد بعضها بعضا وتدين "الجزيرة" وتنظيم "الحمدين".
فالتسريبات التي تكشف عدم استقلالية قناة الجزيرة والسيطرة على من النظام الحاكم في قطر وإداراتها من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي، هو نفس ما يؤكده التقرير التي أصدرته العضو السابق في الكونجرس الأمريكي أليانا روس ليتينن الكاشف عن انتهاك "الجزيرة" القوانين الأمريكية وتمويلها من قبل النظام القطري وترويجه لأجندته الداعمة للنظام الإيراني والمنظمات الإرهابية.
كما أن الأكاذيب والفبركات التي تحقق فيها ماليزيا وتستهدف تشويه صورتها، هي نفسها التي اعتقلت مصر بشأنها خلية تابعة للجزيرة تقوم بإعداد مواد إعلامية مفبركة تستهدف المساس بأمن البلاد.
بقي فقط توحيد الجهود لوضع حد لتلك الممارسات والانتهاكات التي تعتمد على إساءة توظيف الإعلام في غير أهدافه الحقيقية ، واستخدامه كسلاح لزعزعة والأمن والاستقرار في المنطقة، وفقا لأهداف ومصالح النظام القطري.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز