مهمة انتحارية.. كيف سيتغلب مانشيني على "عالمية" الدوري السعودي؟
يخوض الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب المنتخب السعودي الجديد، مهمة صعبة للغاية عندما يبدأ مشواره مع الأخضر خلال الفترة المقبلة.
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن رسميا (الأحد) تولي مانشيني مهمة تدريب الأخضر، بعقد يمتد لنحو 3 سنوات كما ذكرت تقارير صحفية.
واعتاد مانشيني النجاح في مسيرته التدريبية، خلال أغلب التجارب التي خاضها خلال السنوات الماضية، لكنه سيواجه تحديا صعبا للغاية بعد تعيينه مدربا للمنتخب السعودي، حيث سيتعين عليه انتقاء أفضل اللاعبين المحليين بمسابقة للدوري باتت تسيطر عليها صبغة العالمية، بعدما بات يسيطر عليها نجوم عالميون بقيادة الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفتح رونالدو الطريق أمام نخبة من أفضل نجوم العالم للانتقال إلى الدوري السعودي بعد انضمامه لصفوف النصر في الانتقالات الشتوية مطلع العام الحالي، لتلحق به أسماء بحجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيما، والساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا، والجزائري الطائر رياض محرز، والسنغالي القناص ساديو ماني، والهداف البرازيلي المخضرم روبرتو فيرمينو، وغيرهم.
وحجز كل هؤلاء النجوم أماكن أساسية في تشكيلات الفرق السعودية منذ وصولهم إلى الدوري السعودي، ليأتي هذا الأمر على حساب الكثير من المواهب السعودية التي كانت تحصل على فرصة لإثبات ذاتها مع فرقها في المسابقة المحلية.
ونشرت وكالة رويترز تقريرا استعرضت فيها كيف ستكون مهمة مانشيني الجديدة مع المنتخب السعودي، مستعينة ببعض الآراء للجماهير والنقاد المحليين، حول تأثير الصفقات العالمية على اللاعبين المحليين الذين يدعمون الأخضر.
وكان كريم بنزيما، آخر اللاعبين المتوجين بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2022، ومهاجم الاتحاد الحالي، إنه وبقية النجوم العالميين سيساعدون اللاعبين السعوديين على التطور واكتساب مزيد من الخبرات.
لكن التجربة أثبتت أن اللاعبين السعوديين المحليين خاصة الدوليين منهم باتت بصماتهم المؤثرة لا تكاد تذكر مع فرقهم في الموسم الجديد للدوري السعودي، مع التوسع في الاعتماد على النجوم العالميين، مما زاد من صعوبة لأمر، في ظل حقيقة أن اللاعبين السعوديين دائما يفضلون عدم خوض تجارب احترافية خارج المملكة.
وقال أكرم طيري، المحلل بشبكة الرياضة السعودية (إس إس سي): "نتساءل كيف سيتعرف مانشيني على اللاعبين السعوديين، لكننا في الأساس لم نشاهد اللاعبين السعوديين حتى الآن".
وأضاف طيري: "تأجيل دوري الرديف هذا العام خطأ استراتيجي في وجهة نظري، وكان يجب أن يستمر ليوفر الحلول لمانشيني للتعرف على لاعبين سعوديين لأنه لن يراهم كثيرا في دوري المحترفين".
وبالنظر إلى العناصر الدولية المعروفة في المنتخب السعودي فإن الحارس الأساسي محمد العويس أصبح بديلا في الهلال مع وصول المغربي ياسين بونو، وسيتراجع دور المدافع علي البليهي على الأرجح بعد ضم حسان تمبكتي مع إعطاء الأولوية للسنغالي كاليدو كوليبالي.
وفي النصر، تراجعت أسهم ثلاثي الوسط سامي النجعي وعبد الله الخيبري وعلي حسن مع انضمام البرتغالي أوتافيو والفرنسي سيكو فوفانا والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.
كما انخفض دور صالح الشهري وعبد الله الحمدان في هجوم الهلال بعد وصول نيمار والصربي ألكسندر ميتروفيتش، وكذلك الحالي بالنسبة لعبد الرحمن غريب في النصر بعد ضم ساديو ماني.
ومن الصعب أن يقدم الأهلي، الصاعد لدوري المحترفين (دوري روشن) بعد موسم واحد في الدرجة الأولى (دوري يلو)، لاعبين في الجانب الهجومي في ظل الاعتماد على الثلاثي القادم من الدوري الإنجليزي والمكون من فيرمينو ومحرز والفرنسي آلان سانت ماكسيمين.
وقال تركي العواد، حارس المنتخب السعودي السابق، في مقابلة بقناة العربية: "مانشيني أهم مدرب جاء إلى المملكة، وهو صاحب شخصية قوية ويقبل التحدي، ونأمل في أن يعيد السعودية لمنصة التتويج بكأس آسيا بعد 27 عاما من الغياب (منذ 1996)".
وأضاف الحارس المخضرم السابق: "مانشيني خيار مناسب لمرحلة البناء بالمنتخب السعودي، نعرف أن أسلوبه دفاعي، ويفوز كثيرا بنتيجة 1-صفر، وهذا ما نحتاجه لأننا نستقبل الكثير من الأهداف".
خبرة مانشيني رهان المنتخب السعودي
ووفقا لكلام العواد، فإن خبرة مانشيني، الفائز خلال مسيرته ببطولة أمم أوروبا "يورو 2021" مع منتخب إيطاليا، وبالدوريين الإنجليزي والإيطالي مع مانشستر سيتي وإنتر ميلان، ستكون المحفز الأول له والسلاح الأبرز الذي سيعتمد عليه لخوض التحدي مع الأخضر السعودي.
ويملك مانشيني عينا ثاقبة اعتمد عليها في تجربته الأخيرة مع منتخب إيطاليا في انتقاء المواهب، حتى إذا كانوا خارج الأندية الكبرى، وهو ما قد يكرره مع المنتخب السعودي.
وكان مانشيني قال في إعلان تقديمه مدربا جديدا للمنتخب السعودي إنه صنع تاريخا في أوروبا والآن يريد أن يكتب التاريخ مع الأخضر، مضيفا عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "أنا متحمس لقبول هذا المشروع القائم على استراتيجية لتطوير كرة القدم خاصة في عالم الشباب الذي لطالما اهتممت به".
يذكر أن المنتخب السعودي كان ينعم بالاستقرار مع المدرب الفرنسي هيرفي رينار، ونال إشادة كبيرة رغم خروجه من دور المجموعات بكأس العالم 2022 التي أقيمت بقطر العام الماضي بعد فوزه على الأرجنتين، البطلة لاحقا، في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ البطولة.
لكن رينار فاجأ الجميع وتقدم باستقالته من أجل تدريب منتخب بلاده فرنسا للسيدات، ليخوض معه كأس العالم 2023، التي ودعها نساء الديوك من ربع النهائي بالخسارة من أستراليا صاحبة الأرض بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، مما أربك حسابات الأخضر قبل أشهر قليلة من خوض منافسات كأس آسيا المقررة في قطر مطلع العام المقبل 2024.