حاكم مسلم يفوز بلقب "أغنى رجل في التاريخ"
كثير من المؤرخين والرحالة العرب ذكروا مانسا موسى في كتبهم، ومن بينهم ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري.
لقب "الأغنى في التاريخ" لم يكن من نصيب أحد أثرياء هذا الزمان، لكن حامل اللقب كان حاكما مسلما في القرن الرابع عشر.
فوفقا لموقع Website Celebrity Net Worth، وبناء على معلومات تاريخية واقتصادية، وبحساب التضخم الزمني، فإن الملك "مانسا موسى" المسلم، حاكم إمبراطورية مالي في غرب إفريقيا في القرن الرابع عشر، يعد أغنى رجل في كل العصور.
ولد مانسا موسى عام 1280 في مالي الحالية باسم، موسى كيتا، وتولى عرش مملكة مالينكي عام 1312 ليصبح، مانسا موسى، أي الملك موسى وذلك بعد وفاة سلفه أبو بكر الثاني، وكانت هذه المملكة قائمة على نهر النيجر في مالي بغرب أفريقيا.
وقال الموقع "هناك حكام آخرون من العصور الوسطى والعصور القديمة ممن امتلكوا ثروات طائلة، لكن من الصعب تقدير حجم تلك الثروات".
ويُقدر آيان موريس، الباحث التاريخي بجامعة ستانفورد، ثروة الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر بنحو 4,6 تريليون دولار أمريكي، رغم أن موريس يقر بأن هذه التقديرات يجب أن تخضع للتشكيك أيضا.
أما مانسا موسى فكان يمتلك الكثير من الذهب بشكل جعل ثروته ببساطة تفوق الاستيعاب وبشكل يجعله أغنى شخص عرفه التاريخ.
وجاء في المركز الثاني بعد مانسا موسى في قائمة Website Celebrity Net Worth عائلة روتشيلد، ثم الثري الأمريكي جون روكفلر.
وذكر كثير من المؤرخين والرحالة العرب مانسا موسى في كتبهم، ومن بينهم ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري.
وامتد ملك مانسا موسى عبر مساحات شاسعة من الأراضي ضمت موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا.
واحتوت الأراضي التابعة لمانسا موسى على العديد من الموارد الطبيعية، خاصة مناجم الذهب حيث كان أكبر منتج للمعدن الثمين في العالم حينذاك، فضلا عن الملح الذي سيطر على تجارته.
وفي عام 1324 قام موسى برحلة حج إلى الحجاز، ولكنه لم يكن بمفرده، فقد رافقه في الرحلة التي تمتد 4 آلاف ميل، قافلة من الجمال والخيول ضمت عشرات الآلاف من الجنود والعبيد، وكانت محملة بالذهب والحرير.
ويقول مؤرخون إنه خلال مروره بمصر، قدم هدايا وعطايا من الذهب خفضت من قيمته، وأدت إلى حدوث تضخم لدرجة أن الأمر تطلب 12 عاما ليعود الوضع الاقتصادي إلى طبيعته في مصر.
وحظيت مدينة تمبكتو في مالي حاليا، بأهمية كبيرة لدى موسى، حيث استخدم ثروته في بناء المدارس والجامعات والمكتبات والمساجد هناك، خاصة مسجد جينجريبر الذي ما زال قائما حتى الآن، وقد استعان بالعديد من المهندسين من الأندلس ومصر لتحقيق ذلك.
وفي عام 1337، أي بعد 25 عاما من توليه العرش، توفي مانسا موسى وخلفه ابنه ماغان الأول، الذي بدأ في عهده اضمحلال الدولة التي شهدت العديد من الحروب الأهلية، وانهارت تماما بعد ذلك بـ 60 عاما.