من الجوع إلى كأس العالم.. أشهر 5 كذبات في تاريخ مارادونا
تحفل حياة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة الكرة العالمية الراحل، بالعديد من الأحداث المثيرة والغريبة والإنجازات الفريدة أيضا.
لكن كان للكذب دور كبير في حياة مارادونا، مثلما كان للموهبة أيضاً الشيء الكبير في صناعة تاريخه، علماً بأن هذا الكذب لم يكن دييجو متورطاً فيه ككاذب بل في أغلب الأحيان كضحية.
بدأ الكذب في حياة مارادونا من الجوع، ووصل به للاستبعاد من كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة التي شارك فيها وسجل وصنع الأهداف، قبل أن يتم إبعاده في نهاية المطاف.
الجوع.. كذبة مارادونا الأولى
حكى دييجو مارادونا الكثير عن والدته السيدة دونا دوتا، التي كانت تدعي كذباً أنها تعاني من آلام في المعدة كي تترك الطعام لدييجو وأشقائه، حيث قال: "كانت أمي لا تتناول الطعام معنا وتقول إنها تعاني من آلام في المعدة، لكن في سن الـ13 أدركت أنها لم تعان مطلقاً من أي آلام في المعدة".
وأكمل: "هي فقط أرادت أن نأكل، كل مرة كان الطعام يقترب من النفاد كانت تعتذر وتقول إن معدتها تؤلمها، يا لها من كذبة، لم يكن لدينا الطعام الكافي، لهذا السبب أحب هذه السيدة كثيراً".
اتهام مارادونا بالكذب
منذ الطفولة أظهر دييجو مارادونا إمكانيات فنية هائلة، وحين قرر في سن الـ8 سنوات عام 1968 الذهاب لاختبارات نادي أرجنتينوس جونيورز، اتهمه مدربو الفريق بالكذب.
ما كان مارادونا يفعله بالكرة جعل المدربين لا يصدقون أن هذا الموهوب لم يتجاوز الـ8 سنوات، ومن ثم اتهموه بتزوير بطاقة الهوية.
لكن حين أدركوا أن مارادونا لا يكذب وأن الحقيقة بالفعل أنه في الثامنة من عمره، قرروا قبوله والعمل على تطوير إمكانياته ومهاراته الفنية ليتحول إلى لاعب القرن العشرين في كثير من الاستفتاءات.
الأكثر من ذلك أن مارادونا كان يظهر في الملعب في أيام مباريات الفريق الأول لأرجنتينوس لإبراز مهاراته وإمكانياته بالكرة بين الشوطين ليحصل على سمعة عظيمة من خلال ظهور تلك المهارات على شاشات التلفاز.
يد الله وكأس العالم
من أشهر الكذبات التي لم يكن هذه المرة هو متلقيها أو ضحيتها كذبة "يد الله"، ذلك التعبير الذي أطلقه مارادونا عندما سجل هدفاً بيده في مرمى إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم 1986.
في الدقيقة 51 من مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 في المكسيك بين الأرجنتين وإنجلترا سجل مارادونا هدفاً بيده، احتسبه الحكم التونسي علي بن ناصر في مرمى بيتر شيلتون.
ورفع مارادونا يده للكرة فوق يد شيلتون وقام بدفعها بخبث لتسكن الشباك، ليقرر الحكم العربي احتساب الهدف وسط اعتراضات من لاعبي إنجلترا على كذبة دييجو الصارخة.
وفي تصريحات بعد المباراة عن الكرة وصف دييجو هدفه بأنه جاء بيد الله وليس بيده، وهي مزحة أخرى حاول بها دييجو إخفاء الحقيقة.
مارادونا وكأس العالم 1994
استدعي مارادونا للمشاركة في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أزماته وقتها مع تعاطي المخدرات، في بطولة حملت آخر ظهور له بقميص الألباسيليستي ضد نيجيريا، في لقاء صنع فيه هدفاً وقبلها سجل آخر هدف دولي له ضد اليونان في الفوز 4-0.
وأظهرت عينة الدم التي سحبت من دييجو تعاطيه عقار الإيفدرين، لكنه أكد لاحقا أن عينته جاءت إيجابية ليس لأنه تعاطى عقاراً مخدراً ولكن "لأن مدربي الشخصي أعطاني مشروب طاقة، النسخة الأمريكية منه على عكس الأرجنتينية كانت تحتوي على مادة كيميائية، وتناولتها بعد نفاد الكمية التي كانت معنا".
لكن ما يثبت أن هناك كذبة، ربما كان دييجو ضحيتها وربما كان صاحبها، أن مارادونا أكد في تصريحات لاحقة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سمح له باستخدام هذه المادة الكيميائية لفقدان الوزن قبل كأس العالم ثم تحول إلى مذنب بعدما جاءت عينته إيجابية.
ابن مارادونا
رفض دييجو مارادونا على مدار سنوات الاعتراف بأن له ابنا يدعى دييجو سيناجرا، لاعب كرة قدم شاطئية سابقا ومدربا حاليا، رغم أن المحاكم الإيطالية أقرت بصحة النسب.
لكن دييجو عاد واعترف لاحقاً بأنه كان يكذب، وأنه بالفعل والد سيناجرا، بعدما كان رافضاً قبلها إجراء فحوصات الحمض النووي لإثبات أو نفي أبوته له.
الغريب أن اعتراف مارادونا جاء وسيناجرا في سن الـ30، في 2016، قبل 4 سنوات فقط من وفاة دييجو، وعنه قال الأسطورة: "أنا أحبه كثيراً وهو يشبهني للغاية".