من المريخ إلى الزهرة.. الإمارات تعيد العرب للعصر الذهبي
إنجازات علمية غير مسبوقة، تحققها الإمارات تباعا في قطاع الفضاء، تعزز بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
إنجازات تستلهم عبرها أمجاد الماضي لاستعادة العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية وتعزز مساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للعرب والبشرية جمعاء.
أحدث تلك الإنجازات هو إعلان الإمارات، الثلاثاء، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
يأتي هذا الإنجاز بعد نحو شهرين من كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن اختيار عبدالله الحمّادي وصالح العامري ليكونا أول رائدي فضاء إماراتيين يُشاركان في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1"، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس" 20/21، في خطوة تستهدف تطوير الإمكانات الإماراتية وتُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
أيضا يأتي هذا الإنجاز التاريخي في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالتوازي مع تلك الإنجازات، يواصل رائدا الفضاء الإماراتيان محمد الملا ونورا المطروشي، التي أضحت أول رائدة فضاء عربية، تدريبهما الداخلي في المركز قبل انضمامها في ديسمبر/ كانون الثاني المقبل إلى برنامج "ناسا رواد الفضاء 2021".
أهمية خاصة
إنجازات ترسخ ريادة الإمارات وجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية في قطاع استكشاف الفضاء وعلومه والصناعات والأبحاث والعمليات المرتبطة به.كما تعزز المهمة الفضائية العلمية الجديدة غير المسبوقة موقع الإمارات مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في هذا قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
وتكتسب تلك الإنجازات أهمية خاصة، تتجاوز الفوائد التي ستتحقق منها إلى كونها، قامت بتحفيز وتشجيع العرب على تحقيق نقلة نوعية في اهتماماتهم وإطلاق العنان لطموحاتهم للتفوق في مجال ظل لعقود حكرا على الدول المتقدمة.
كما يأتي إطلاق المشروع الفضائي الجديد، ليجسد لقاء عمق التاريخ العلمي والمعرفي للمنطقة بالاكتشافات المستقبلية وعلوم الفضاء العميق، ويستعيد مساهمات المنطقة العربية في العلوم والحضارة الإنسانية.
إنجازات تتزامن مع احتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي، ومرور 50 عاما على تأسيسها، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071، التي تهدف من خلالها الإمارات أن تكون أفضل دولة بالعالم.
ويأتي إعلان دولة الإمارات عن المشروع الفضائي الجديد لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، ضمن "مشاريع الخمسين" التي تؤسس لدورة تنموية جديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية، الهادفة إلى إطلاق مرحلة جديدة من نموها الداخلي والخارجي، لترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية الريادية في كافة القطاعات، لا سيما قطاع استكشاف الفضاء، والعمل على الارتقاء بتنافسية الإنسان على أرض الإمارات، وصولاً إلى أفضل المراتب عالمياً.
إنجازات تاريخية وضعت الإمارات على خارطة دول العالم المتفوقة في قطاع الفضاء، وتحولت معها "دار زايد" إلى مصدر إلهام للعرب.
استكشاف كوكب الزهرة
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.
جاء ذلك خلال فعالية حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، في قصر الوطن في أبوظبي، أعلنت خلالها حكومة دولة الإمارات وضمن مشاريع الخمسين عن المشروع الفضائي غير المسبوق لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية.
ويستكشف المشروع الفضائي الإماراتي الجديد، الذي يعزز المسيرة التنموية العلمية ويرسخ مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الكواكب والفضاء العميق، أسرار تشكّل المجموعة الشمسية.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "أن مسيرة دولة الإمارات في مجال الفضاء لا تزال في بدايتها.. ورحلاتنا مستمرة.. واستكشافاتنا لن تتوقف..وطموحات شبابنا ليس لها سقف".
وأضاف: "لسنا أقل من غيرنا.. ولدينا مشاريع لتخريج علماء فضاء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء.. ثلث نجوم السماء تحمل أسماء عربية لأن العرب كانوا رواد علم الفلك."
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة : " إن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتي لتحقيق طموح زايد في الفضاء".
وتابع: " كوادرنا ومواهبنا المواطنة ومؤسساتنا الأكاديمية والبحثية التي حققت إنجازات نوعية في قطاع الفضاء قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد".
وتطلق دولة الإمارات المشروع الفضائي بأهدافه العلمية غير المسبوقة عالمياً لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
وتسهم "مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات" في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية من قبل في مختلف قطاعات وتخصصات وعلوم الفضاء، لتحقيق هذه القفزة العلمية التاريخية للمعرفة الإنسانية.
وتعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.
كما تستفيد "مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات" من الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، والتي تؤهلها لقيادة مثل هذا المشروع الفضائي الطموح، استناداً إلى ما تراكم لديها من معارف وخبرات علمية على مدار السنوات الماضية.
تفاصيل المشروع
ويتضمن المشروع الفضائي الجديد إرسال مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 وحتى عام 2033.
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات أول مهمة فضائية عربية من نوعها، إذ سوف يستكشف كوكب الزهرة، بالإضافة إلى جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة .
وتكمن أهمية المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة في مساهمتها في جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن تكوين الكواكب في المجموعة الشمسية، لتساهم دولة الإمارات في كشف تلك المعلومات العلمية التي تتيح للبشرية فهماً أعمق للكون والمجموعة الشمسية.
وتمثل الرحلة المليارية التي تقطعها مهمة المشروع الفضائي الإماراتي العربي الأول من نوعه 7 أضعاف رحلة "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" "مسبار الأمل" الذي نجح بقطع 493 مليون كيلومتر في الفضاء العميق للوصول إلى مدار الكوكب الأحمر.
المريخ 2117
ولأن طموحات الإمارات بلا حدود، يتزامن مع مشروع استكشاف الزهرة العمل على قدم وساق ضمن برنامج المريخ 2117.
وفي هذا الصدد كشف مركز محمد بن راشد للفضاء في أغسطس/ آب الماضي اختيار عبدالله الحمّادي وصالح العامري ليكونا أول رائدي فضاء إماراتيين يُشاركان في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1"، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس" 20/21، والتي تمتد لثمانية أشهر في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو في روسيا.
وستتمحور مُهمتهما حول دراسة آثار العُزلة على الإنسان من الناحية النفسية والفيزيولوجية وعلى ديناميكيات الفريق بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وستؤدي مشاركة الإمارات في مهمة سيريوس دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
مسبار الأمل.. ملهم العرب
كما يأتي الإعلان عن مشروع استكشاف الزهرة في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي الذي يدور حول الكوكب الأحمر "المريخ" حالياً مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالفعل قام المسبار في 30 يونيو/ حزيران الماضي ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
وكان "مسبار الأمل" قد وصل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
ويسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
كما يحمل مسبار الأمل رسائل فخر وأمل وسلام إلى المنطقة العربية ويهدف إلى تجديد العصر الذهبي للاكتشافات العربية.
وبنجاح وصوله للمريخ، أضحى مسبار الأمل مصدر إلهام مئات الملايين من 56 دولة "عربية وإسلامية"، لتكرار هذا الإنجاز، بعد نجاح الإمارات في تسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ.
أول رائدة فضاء عربية
أيضاً دخلت الإماراتية نورا المطروشي التاريخ بعد أن أصبحت أول رائدة فضاء عربية، وذلك بعد أن أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في أبريل/نيسان الماضي، اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين محمد الملا ونورا المطروشي ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية، في خطوة تترجم سعي دولة الإمارات المتواصل نحو الريادة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء.
ويخضع الملا والمطروشي حالياً لبرنامج تدريبي داخل مركز محمد بن راشد للفضاء يشمل تدريبات السباحة والغوص والتدريب على النجاة في مختلف الظروف والبيئات وتحسين القدرة على التحمل ودروس في الطيران وتعلم اللغة الروسية.
وستنتقلان إلى مركز جونسون للفضاء بمدينة هيوستن الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول من العام الحالي للانضمام إلى برنامج "ناسا لرواد الفضاء 2021" كجزء من الاتفاقية الاستراتيجية المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين.