استطلاع إخواني يقر بتقدم مرشح الأغلبية في موريتانيا
رغم توقعات حسم الاقتراع من الجولة الأولى.. مرشح الجماعة حل ثانيا في الاستفتاء ما عده مراقبون لعبة إخوانية لإبقاء فرصه لخوض جولة ثانية
أظهر استطلاع للرأي في موريتانيا أعده مركز محسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي، تصدر مرشح الأغلبية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها السبت المقبل، على منافسيه الستة بمن فيهم مرشح الجماعة، لكن مراقبين حذروا من "لعبة إخوانية".
وتشهد موريتانيا في 22 يونيو/حزيران الجاري إجراء انتخابات رئاسية بمشاركة 6 مرشحين، أوفرهم حظا مرشح الأغلبية وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، المدعوم من الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز.
وقال مراقبون ومسؤولون سابقون إن تنظيم الإخوان الذي بات يدرك هزيمته المحققة يسعى لإبقاء حظوظ مرشحه في خوض جولة ثانية من الانتخابات بالتأثير على الرأي العام بمثل هذه الاستطلاعات التي تفتقر إلى المصداقية، لكن آخرين عدوا الاستطلاع محاولة من الجماعة لتهيئة عناصرها لفشلهم الذي يلوح في الأفق.
هزيمة الإخوان
وأظهر الاستطلاع تقدما لمرشح الأغلبية ولد الغزواني على بقية المنافسين، ومن بينهم الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من التنظيم، حيث جاء في المرتبة الثانية.
ورغم الانتقادات التي وجهت لهذا الاستطلاع، لكنه يعكس اعترافا ضمنيا ومبكرا من الإخوان بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية أمام مرشح الأغلبية، خصوصا أن الاستطلاع شمل فقط نواكشوط التي تمثل تقليديا أهم معاقل المعارضة كما تضم الكتلة التصويتية الأكبر (نحو 25% من عدد الناخبين).
واعتبر البعض أنه حتى مع هذه النتيجة التي تمنح التقدم للغزواني في أهم معقل انتخابي في البلاد؛ نواكشوط، فإن الاستطلاع لم يكن نزيها أو محايدا من حيث إظهار أن الانتخابات لن تحسم في الشوط الأول.
وزير الخارجية الموريتاني السابق أسلكو أحمد إيزيد بيه، سفير البلاد حاليا في لندن، وصف الاستطلاع بأنه "ليس سوى فقاعة إعلامية للإخوان"، معتبرا أن المركز الإخواني صاحب الاستطلاع يفتقد "للضوابط الأخلاقية والعلمية والقانونية لهذا النوع من القياسات"، حسب تعبيره.
وأوضح ولد إيزيد بيه، في تدوينة بحسابه الشخصي على فيسبوك، أن هذا الاستطلاع "المزور" حسب وصفه، يعد شكلا من أشكال المسكنات السياسية المؤقتة، لمن تأكد من خلال المهرجانات الانتخابية أن مآله الفشل الانتخابي الذريع" حسب تعبيره، في إشارة إلى بوادر هزيمة المرشح المدعوم من التنظيم.
الجولة الثانية
أما الكاتب والباحث في الشأن السياسي الولي طه فاستعرض مؤشرات قدرة مرشح الأغلبية ولد الغزواني على حسم الانتخابات من الجولة الأولى، بما يعتبره "فارقا مريحا" عن أقرب منافسيه، معتبرا أن الجولة الثانية التي يروج لها البعض "ضرب من الخيال"، حسب تعبيره.
وأوضح أن مؤشرات حسم الغزواني للانتخابات في جولتها الأولى تنطلق من معطيات، أهمها حجم الكُتل الداعمة له، ووزن الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي والانتخابي الموريتاني.
وقال إن الكتل والشخصيات المساندة للغزواني ترجح كفته في الفوز بالانتخابات من جولتها الأولى في الشوط الأول، مبينا أنها لا تقتصر على تلك المنضوية تحت لواء الأغلبية، بل تضم كذلك شخصيات وازنة في المعارضة.
واعتبر الكاتب الولي طه أن خطاب وزير الدفاع السابق، بل ترشحه أصلا للرئاسيات، أربك المشهد المعارض، فتشظى بعد المراهنة على وحدة المرشح، مشيرا إلى أن الباقين في المعارضة من الشخصيات ذات البعد الجماهيري أكثرهم لا يخفى مدى الحرج الذي وقعوا فيه من اختيارات أحزابهم.
وخلص الكاتب الولي طه إلى أن معطيات العاصمة نواكشوط "مبشرة جدا" للمرشح غزواني، "بوجود 7 عمد من أصل 9 في العاصمة الآن يدعمون انتخابه".
غموض المشهد الانتخابي
الكاتب مولاي أباه، رئيس تحرير صحفية 28 نوفمبر، يعتبر أن ترشح البعض زاد المشهد الانتخابي ضبابية، كما عززت الشكوك في قدرة أي من المتنافسين على حسم الانتخابات في جولتها الأولى، خصوصا مع الحشد الجماهيري للمرشح ولد بوبكر في ولاية "الترارزة" جنوب البلاد، التي تمثل ثقلا انتخابيا كبيرا على المستوى البلاد بـ12% من مجموع أصوات الناخبين.
واعتبر الكاتب مولاي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه مع ذلك فإن التوقعات تبقى واردة في استمرار المرشح محمد ولد الغزواني في تصدر المتنافسين للرئاسة، وفق قراءة المشهد وموازين القوى الانتخابية.
وأوضح أنه "حتى مع الفرضية غير المحسومة بإجراء جولة ثانية فإن المرشح ولد الغزواني سيتمكن من الفوز، بسبب المتوقع من المعارضة بعدم قدرتها في تويحد الصف، متوقعا أن يحظى الغزواني بدعم 3 من المرشحين على الأقل حال إجراء جولة ثانية.
ومن جانبه، اعتبر الرئيس الموريتاني ولد عبدالعزيز، خلال كلمته في حملة محمد ولد الغزواني، أن التصويت للغزواني يمثل استمرارا لنجاح البلاد في حربها على الإرهاب، لافتا إلى أن موقع موريتانيا في منطقة تواجه تحديات أمنية يحتم على الناخبين اختيار المرشح القادر على مواصلة الحملة على الإرهاب.
وأشاد مرشح الأغلبية (الغزواني) بجهود الرئيس محمد ولد عبدالعزيز لتكريس التداول السلمي للسلطة وتكريس الديمقراطية في البلاد، بالإضافة إلى ما حققته موريتانيا في عهده من إنجازات، متعهدا بمواصلة نهج الرئيس في حال فوزه بالانتخابات.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز