ميار الببلاوي تكشف لـ"العين الإخبارية" لحظة انكسارها.. وسر زواجها 5 مرات وعودتها للفن (حوار)
ميار الببلاوي، كوكتيل ساحر، متنوع الطعم ومختلف الأصناف، فهي الممثلة، والمدرسة، والإعلامية التي تمتلك وعيا ثقافيا رائعا.
تبدو أمام الكاميرات شرسة، وقادرة على تخطي التحديات، وخوض المعارك، ولكنها في الوقت نفسه، تحمل قلبا مسالما، وإحساسا مرهفا.
ولا يعلم الكثير من الناس، أنها نشأت في أسرة تقدس العادات والتقاليد لأب صعيدي متشدد ويعمل ضابطا.
ولأنها متمردة، اقتحمت مجال التمثيل رغما عن أسرتها، وانسحبت منه بإرادتها، عندما شعرت بأنه لا يناسبها، وأن قناعات الصبا تغيرت، وحلت بدلا منها قناعات جديدة، وأولويات مختلفة.
تصدرت ميار الببلاوي محركات البحث، ومواقع التواصل، الأيام القليلة الماضية، بسبب تصريحاتها في أكثر من برنامج تليفزيوني، عن فترة عملها بالمجال الفني، وأمام الضجة التي حاصرتها، قالت إن ابنها الوحيد تأثر، وإن الحزن أصابها بالاكتئاب.
"العين الإخبارية" التقت ميار الببلاوي، وحاورتها عن العوامل التي أثرت في تكوينها، وأسباب اعتزالها التمثيل، وسر الفشل في الزواج.. وإلى نص الحوار..
بداية حدثينا عن نشأتك؟
أنا بنت عادية جدا، نشأت وسط أسرة بعيدة تماما عن الوسط الفني، والدي رجل صعيدي، وكان يعمل ضابطا، وأمي سيدة عاملة، من تلقاء نفسي أحببت الفن، ووجدت فيه الطريق للتعبير عن مشاعري، وأحاسيسي التي كانت مكبوتة بسبب النشأة المحافظة.
كنت أعشق مشاهدة التليفزيون، ولذا أحببت الفن، وتمنيت الوقوف أمام الكاميرا، لكن لم أخطط لهذا الأمر، لأن أسرتي كانت ترى أن مصيري الزواج بعد الانتهاء من دراستي الجامعية.
ما هو مؤهلك الدراسي؟
أنا حاصلة على ليسانس آداب، قسم الدراسات اليونانية واللاتينية من قبل جامعة القاهرة، وحاصلة على دبلومة في الأدب الإيطالي، وماجستير في الفقه المقارن، وقمت بعمل دكتوراه في الإعلام والخطاب الديني.
كيف حدث التحول في حياتك، ومن الذي شجعك على دخول عالم الفن والأضواء؟
لا أبالغ إذا قلت إنني لم أجد من يشجعني، بالعكس كل أسرتي رفضت الفكرة، ولكن بطبعي متمردة، وأحب أن أكون مثيرة للجدل، لا أعلم السر في هذا التركيبة، ربنا هو العالم بهذا الأمر، ولكن أنا لو موجودة وسط ناس بتبكي وحزينة، أضحك، ولو وسط ناس تعيسة، أظهر امامهم سعيدة ومبسوطة، المهم أني أكون مختلفة عن السائد.
لذا تمردت على قيود الأسرة، وبحثت عن نافذة أعبر من خلالها للناس، وأفجر مشاعري، ووجدت ضالتي في الفن.
كلامك يؤكد أنك دخلت الفن بالصدفة، وضد رغبة أسرتك؟
بالفعل دخلت الفن بالصدفة.. كانت شركات الإعلانات تبحث عن الفتيات الجميلات في الجامعة، وفي أحد الأيام، تأخرت في الجامعة أنا وصديقتي هايدي، وكان شعري طويلا، وطلب مني مخرج إعلانات العمل في إعلان للشعر، رفضت الفكرة خوفا من والدي، لكن صديقتي طلبت مني توصيلها في اليوم التالي.
وعندما ذهبت معها، أصر المخرج على الظهور مع صديقتي، وهدد بحرمان "هايدي" من العمل في حالة رفضي، وأمام ضغط صديقتي وافقت، الغريب أنني عملت في الإعلانات لمدة سنة كاملة دون علم والدي، وعندما علم بالموضوع ضربني بالحزام "علقة ساخنة" وكان يوم أسود في حياتي، وكانت المرة الأولى التي أتعرض فيها للضرب منه.
بعد ذلك تم ترشيحي للعمل ممثلة، ورضخ والدي لرغبتي، وكانت البداية بالظهور في مسلسل "هي وغيرها" بطولة الفنانة صابرين، ومحمد ثروت، وتوالت بعد ذلك أعمالي في السينما والتليفزيون.
كم عدد الأعمال في سجلك الفني؟
قدمت عبر مسيرتي الفنية 43 مسلسلا، منوعة ما بين المصري والخليجي، ولا أبالغ إذا قلت إنني كنت بطلة في 20 مسلسلا، وكانت صورتي تتصدر أغلب المجلات، عشت الحمد لله حالة رائعة من النجاح، وكنت أحب العمل في التليفزيون، ولا أحب العمل في السينما.
وعبر شاشة السينما قدمت ما يقرب من 6 أفلام فقط، منها "زوجتي والذئب، يا تحب يا تقب، دماء على الثوب الأبيض" وحصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي، وجائزة التميز من مهرجان روتردام في هولندا.
وما هم أعمالك من وجهة نظرك في التليفزيون؟
مسلسل "بريق في السحاب" لأنه كان بمثابة نقطة انطلاقتي مع أحمد السقا، والمسلسل السعودي" أيام في السراب" و"أبو خليفة النعمان" مع الراحل محمود باسين، و"الإمام النسائي" و"الإمام عبدالحليم محمود" مع القدير حسن يوسف.
هل كانت مشاركتك في مسلسلات دينية وراء الاعتزال، وارتداء الحجاب؟
لا.. اتخذت قرار الحجاب عندما علمت بحملي في طفلي، وابتعدت لرعاية ابتي فقط، وأتمني العودة للفن قريبا بأعمال تليق بالحجاب الذي أرتديه وتليق بمسيرتي الفنية.
نجحت ميار الببلاوي في مجال العمل، لكن فشلت في تكوين عائلة.. ما تعليقك؟
تزوجت 5 مرات، ولم يحالفني التوفيق، لست امرأة عاشقة للزواج، كنت أخشى على ابني محمد من الوحدة، لذا تزوجت 4 مرات بشكل سريع، خوفا من أن يتقدم بي قطار العمر، وأعجز عن إنجاب أخ أو أخت لمحمد، والتسرع في اتخاذ قرار الزواج وراء الفشل.
كما أنني لم أجد رجلا يحتويني، أنا الحمد لله مثقفة وقرأت مئات الكتب، وحظى السيئ أوقعني في رجال لم يستوعبوا ما يدور في رأسي، وكانت مشكلة بالنسبة لي.
ماذا عن لحظات الانتصار والانكسار في حياتك؟
لحظة الانكسار عندما ماتت أمي، مضى على رحيلها عام ونصف العام، وذهبت في عيد ميلادها ومعي التورتة وجلست أمام قبرها، واندهش قارئ القرآن من تصرفي، لأني كنت متعلقة بها جدا.
أما لحظة الانتصار فعندما تخرج ابني محمد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فهو ابني وحبيبي وصديقي وكل شيء بالنسبة لي، فهو على كتفي منذ 20 عاما، ولا أنسى دور أمي معي في تربيته حتى صار رجلا يعتمد عليه، وأدعو له في كل صلاة لأنه مصدر سعادتي وكل حياتي.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز