الغموض يكتنف مصير لقاء البرهان وحميدتي.. السودان للمربع الأول
تبددت أجواء التفاؤل بشأن حلحلة الأزمة في السودان مع الإعلان عن لقاء مرتقب بين فرقاء السودان، لكن مصير الاجتماع يكتنفه الغموض.
ونهاية العام الماضي، تسارعت جهود إقليمية لجمع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على طاولة المفاوضات، وتعثر اللقاء الشهر الماضي وأرجئ لشهر يناير/كانون الثاني الجاري، لكن احتدام المعارك يؤشر على صعوبة عقد اللقاء.
مشهد رأى مستشار رئيس الوزراء الأسبق، عبد الله حمدوك، فائز الشيخ أنه "يزداد تعقيدا يوما بعد يوم"، وتوقع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" شتاء ساخنا في بلاده.
وقال الشيخ إن اتجاه الأزمة يشير إلى اقترابها من منعطفات جديدة واتساع دائرتها، وسط مخاوف من الانزلاق في آتون الحرب الأهلية.
وأعرب عن أمله في أن يلتقي البرهان وحميدتي في أقرب وقت وإن أشار إلى أن اللقاء على أهميته لن ينهي الأزمة وإنما سيحقق اختراقا في جدارها وبداية لماراثون طويل حتى يتحقق السلام."
ولفت إلى أن "البرهان واقع تحت تأثير دعاة الحرب ومراكز قرار متعددة تهدده حال ذهب للقاء قائد الدعم السريع"، في إشارة على ما يبدو إلى فلول النظام السابق من قادة جماعة الإخوان.
وفي 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت الخارجية السودانية أن جيبوتي أبلغتها بتأجيل لقاء البرهان، مع حميدتي إلى يناير/ كانون الثاني المقبل، وذلك بعد تعذر لقاء الطرفين الذي كان مزمعا في العاصمة جيبوتي.
ولشرح رؤيته بشأن إيقاف الحرب، وتحقيق السلام، أجرى الجنرال حميدتي، مؤخرا جولات خارجية شملت، دول: أوغندا، إثيوبيا، كينيا، جيبوتي، وجنوب إفريقيا، ورواندا، كما وقع مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) "إعلان أديس أبابا"، للعمل على وقف الحرب في البلاد.
لكن في المقابل، قال قائد الجيش السوداني، الجمعة الماضي، إنه لا صلح ولا اتفاق مع قوات "الدعم السريع".
صورة أخرى للمشهد
يحمل الكاتب والمحلل السياسي، محمد الأسباط، صورة أخرى عن المشهد إذ رأى أنه وفق المعلومات والتسريبات، تتجه الأزمة نحو اختراق ما، خاصة بعد إحالة الملف من مسار مدينة جدة إلى اللجنة المشتركة بين منظمة الإيغاد والاتحاد الأفريقي، والتي تخطط لجمع قائدي الجيش والدعم السريع.
واستضافت مدينة جدة السعودية جولات عدة من المفاوضات بين فرقاء السودان لكن الهدن التي جرى الاتفاق عليها هناك فشلت في أن تجد تحققا على الأرض.
وقال الأسباط في حديثه لـ"العين الإخبارية" إنه "صحيح أن قائد الجيش قال في خطابه الأخير لا تصالح ولا اتفاق مع الدعم السريع، ولكن حسب الخبرة فإن هذا الرجل يقول شئيا ويفعل نقيضه، وهذا حدث طوال تصدره للمشهد السياسي من 4 سنوات".
وأضاف أن "تصريحات قائد الدعم السريع مع كل الرؤساء الأفارقة الذين التقاهم كانت تدور حول الحل السياسي والحوار والتفاوض، وهي دول لها قيمتها الإقليمية، مثل جنوب أفريقيا وإثيوبيا وكينيا أوغندا، بالتالي من المتوقع أن يلتقي قائدا الجيش والدعم السريع، وأن يفضي اللقاء على أقل تقدير إلى وقف إطلاق النار."
ضغوط في مواجهة الجيش
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، الهضيبي يس، "في الوقت الراهن استبعد تقارب وجهات النظر ما بين طرفي النزاع المسلح في السودان، سيما وأن الجيش السوداني يعيش وسط ضغط ما بعد سقوط مدينة ود مدني".
وأوضح يس في حديثه لـ"العين الإخبارية"، كذلك فإن الضغوط تتمثل في ضرورة التصدي للتمدد العسكري لقوات الدعم السريع خاصة ما بعد إعلان المقاومة الشعبية لحمل السلاح والتي انتظمت عدة ولايات."
وأضاف، "التوقعات تمضي نحو اشتداد المعارك العسكرية خلال الفترة المقبلة ما بين طرفي النزاع المسلح."
سيطرة ونفوذ
وواصلت قوات الدعم السريع تقدمها جنوبا نحو مناطق في ولاية سنار المجاورة، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة (وسط) وعاصمتها ود مدني.
كما تقدمت قوات الدعم السريع شرقا باتجاه ولاية القضارف، وشمالا باتجاه ولاية نهر النيل.
وتسيطر قوات الدعم السريع بالفعل على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، وجميع ولايات دارفور باستثناء شمال دارفور، بالإضافة أجزاء كبيرة أيضا من ولايات جنوب وشمال وغرب كردفان، وولاية النيل الأبيض.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع" خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.