ميجان ماركل ليست أول ملونة في العائلة المالكة البريطانية
كثيرون يتحدثون عن الممثلة الأمريكية ميجان ماركل باعتبارها ممثلة للعرق الملون الذي قد يسهم بتحديث العائلة المالكة البريطانية..كيف ذلك؟
رغم أن العالم ينتظر حفل زفاف الأمير هاري والممثلة الأمريكية ميجان ماركل، الذي من المقرر أن يحدث بعد ساعات، إلا أن البعض مازال يتحدث عن تلك الفتاة الأمريكية الملونة التي دخلت إلى العائلة الملكية في بريطانيا، وبات البعض يناقش علنا كونها تمثل العرق المختلط الذي يراه البعض عنصرا مساعدا لـ"تحديث" الدماء في العائلة المالكة البريطانية.
يتملك الكثيرون الشغف بالحديث عن ماركل، ويراهن البعض على أن الممثلة الأمريكية لن يكون لها مطلق الحرية في الحديث عن مسألة الأعراق بعدما تتزوج من أحد أعضاء عائلة ويندسور نظرا للقيود الثقيلة التي ستفرض عليها بشأن الحديث في السياسة، فضلا عن أن أنشطة العائلة المالكة ستأخذها بعيدا على الأرجح.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت إلى أن دراسة التاريخ البريطاني والأوروبي تبين وجود حالات حدث فيها أن تنصل المجتمع من أشخاص ذوي بشرة سمراء أو من ذوي العروق المختلطة بعد أن انتسبوا بالفعل للعائلة المالكة.
ففي بحث رائع قدم لمجلة "رتروبوليس"، كتب دنين براون محللا روايات بعض المؤرخين ممن جادلوا بأن الملكة تشارلوت مكلنبورج سيترليتز كانت على الأرجح أول سيدة مختلطة العرق تتزوج من العائلة المالكة البريطانية. بحسب براون، قال المؤرخ ماريو دي فالدز إن "تشارلوت كانت تنحدر بشكل مباشر من فرع أسود من العائلة المالكة البرتغالية، فقد كان لألفونسو الثالث خليلة تدعى كورانا، وكانت من المغاربة البربر. وبزواجها من الملك جورج الثالث عام 1761، باتت توصف بأنها صاحبة الوجه الأصفر الداكن. ووصفها رئيس الوزراء ذات مرة بأن أنفها أفطس وأن شفتيها عريضتان".
ورغم احتفاء الأمريكيين بالملكة تشارلوت (سميت مدينة تشارلوت باسمها، وكذلك تحمل العديد من الشوارع الأمريكية اسمها)، بدا لوهلة أن اسمها قد اختفى من عقول البريطانيين.
وفي مقال نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية، أشار ستيوارت جيفري إلى أن "تشارلوت لم تكن بالمرأة المخادعة حسبما روج الكثيرون" في بريطانيا وإن "نسينا أو ربما لم نعرف مطلقا أنها هي من أسست حدائق كيو غاردنز وأنها حملت 15 مرة، استمر منهم 13 على قيد الحياة، وأنها كانت راعية للفنون، وأنها منحت الموسيقي موزارت قلادة الشرف".
وأشار جيفري إلى أنه في القرن التاسع عشر، وضع تمثال للملكة تشارلوت في ميدان بلومسبيري واعتقد الكثيرون بالخطأ أنه للملكة آن. وعندما علم الناس أن التمثال كان للملكة تشارلوت أعيد تسمية الميدان ليصبح "ميدان الملكة"، وليس "ميدان الملكة تشارلوت"، وربما تم حذف اسم تشارلوت عمدا.
لم تكن تشارلوت الرمز الأسود البارز الوحيد الذي مُجد في التاريخ الأوروبي. ففي مقال لمجلة "ذا روتس"، أعاد المؤرخ هنري لويس جيتس سرد رواية سايت موريس، أول قديس أسود، ولد في مدينة طيبة المصرية. كان جيتس يصور كرجل أبيض في العصور الوسطى إلى أن بدأ الرسامون في تصويره كأفريقي أسود في القرن الثالث عشر.
وأشار جيتس إلى أن "علماء الدين يعتقدون أن موريس بدأ يٌرسم كأفريقي ببشرة سوداء في تلك الفترة؛ لأن الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك الثاني بربروسا كانت له طموحات في حكم العالم بأسره مثلما سعى البابا إلى الهيمنة الروحية على العالم. ويشير البعض إلى أن فريدريك عيًن أفارقة سود ضمن حاشيته.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز