بجسد نصف ميت.. ميركل "المرتجفة" لم تتمن هذه النهاية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتعرض لوعكة صحية أثارت قلقا داخل الأوساط الألمانية، حيث ظهرت خلال شهر واحد في 3 مناسبات وهي ترتعش
"جسد يرتجف ويدان تتحركان في عشوائية لإخفاء اضطراب كان مفاجئا وبات متكررا"، تلك هي حالة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كل مرة تعرضت للارتجاف أمام عدسات الكاميرات.
ذلك الارتجاف الذي يظهر سيدة ألمانيا القوية تصارع ضعفا تمنت تفاديه قبل 22 عاما، تكرر للمرة الثالثة في غضون 3 أسابيع، اليوم الأربعاء، خلال استقبالها رئيس الوزراء الفنلندي أنتي ريني في برلين، ما فتح باب القلق حول صحتها، ومدى قدرتها على أداء مهام منصبها بكفاءة.
ميركل "٦٤ عاما" لم تضيع وقتا، وخرجت في مؤتمر صحفي بعد دقائق من حالة الارتجاف، لتعلن أنها "بصحة جيدة"، وأنها "في مرحلة التعافي وعليها التعايش مع هذا الوضع لفترة".
وتابعت المستشارة الألمانية: "لا داعي أن يقلق الناس بشأني"، مضيفة "مقتنعة بقدرتي على مواصلة العمل".
ميركل -التي تعرف بين الألمان بـ"ملكة الليل"، لأنها اعتادت ممارسة عملها وعقد الاجتماعات حتى وقت متأخر دون أن تتأثر حالتها الصحية أو الذهنية- تواجه ضعفا طارئا ومربكا تمنت في كتاب نشرته في 1997، حينما كانت وزيرة للبيئة، تفاديه، حيث كتبت آنذاك "أود أن أجد الوقت المناسب لاعتزال السياسة، إن هذا الأمر أصعب بكثير مما تخيلت، ولكني لا أريد أن أبقى في السياسة وأنا جسد نصف ميت".
لكن صمت المستشارة الألمانية فيما يتعلق بالأسباب الحقيقية لهذا الارتجاف، وعدم اقتناع الناس بالمبررات التي أعلنتها في المرتين السابقتين، فتح باب القلق حول صحة المستشارة التي تحكم البلاد منذ 2005، وفق مجلة دير شبيجل الألمانية الخاصة.
ومع تمنيات بالشفاء، أعرب كثير من الألمان على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" عن القلق البالغ على صحة المستشارة، حيث كتب مواطن "من المحتمل أنها تحتاج لفحص طبي جاد.. هذا ليس له علاقة بالضعف".
وكتب آخر "اتركوا السيدة ميركل وشأنها، الحالة الصحية أمر خاص.. أتمنى لها شفاء عاجلا"، وقال مستخدم ثالث "لا أهتم بصحة ميركل إلا إذا أثرت على عملها.. هذه هي المشكلة".
فيما قال رابع "يجب أن تستمع المستشارة إلى رسائل التحذير التي يطلقها جسدها هذه الأيام".
ذلك الارتجاف المتكرر وما يصاحبه من قلق على صحة رئيسة الحكومة الألمانية، دفع صحيفة بيلد الخاصة للتساؤل مساء اليوم "إلى متى تظل المستشارة في منصبها؟".
وكتبت "منذ وقت طويل تمنت ميركل خروجها طوعا من السياسة، بدون ضعف، لكن كلما طالت مدتها في منصبها كلما فقدت فرصتها في الحصول على هذا الانسحاب الجيد من الأضواء".
ويضيف الارتجاف المتكرر والقلق والضبابية المحيط بالحالة الصحية للسيدة التي لطالما قالت إنها بإمكانها العمل طويلا وتحزين النوم مثلما يخزن الجمل المياه، إلى الصعوبات السياسية التي تواجهها في فترتها الرابعة على رأس أكبر اقتصاد أوروبي.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرض الائتلاف الحاكم الذي تقوده ميركل المنحدرة من الاتحاد المسيحي "يمين وسط" بمشاركة الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، إلى هزات سياسية عنيفة، في ضوء الخلافات بين طرفيه حول عدة قضايا، أبرزها قضايا المناخ والرقمنة وميزانية الدفاع، ثم تعرض الاشتراكي الديمقراطي لهزيمة كبيرة في الانتخابات الأوروبية في مايو الماضي، وسط توقعات بانهيار الائتلاف قبل العام الجديد.
وقبل أشهر أعلنت ميركل استقالتها من رئاسة حزبها، وأنها ستعتزل السياسة نهائيا بعد نهاية الفترة التشريعية الحالية في 2021، لكن الوقت لم يمنحها الفرصة لاستكمال ولايتها دون قلاقل، وتتابعت المشاكل السياسية تارة والصحية تارة على المستشارة.
وعلى جانب آخر، ضجت صفحات التواصل الاجتماعي للعرب المقيمين في ألمانيا بالقلق وتمنيات بالشفاء لميركل، التي فتحت أبواب بلادها في 2015 لنحو مليون لاجئ معظمهم من سوريا والعراق، وتحملت عواقب سياسية كبيرة لقرارها أبرزها تراجع شعبيتها ونسب تأييد حزبها.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز