المواد البلاستيكية الدقيقة تهدد بطاريق غالاباغوس

امتدت أضرار الأنشطة البشرية إلى الجزر المعزولة وما فوقها من كائنات حية.

على مسافة 1369 كيلومتر من ساحل الأكوادور في أمريكا الجنوبية، تقع جزيرة «غالاباغوس» التي اشتُهرت في رحلة حياة عالم الأحياء الراحل «تشالز داروين»، عندما زارها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وعاد منها مذهولًا من الأنواع الفريدة التي رآها وفي رأسه الكثير من الأسئلة التي دفعته للبحث في أصل الأنواع.

في نفس الجزيرة، والتي هي بالمناسبة تقع بالقرب من خط الاستواء، يعيش نوع من البطاريق، يُطلق عليه «بطريق غالاباغوس»، واسمه العلمي (Spheniscus mendiculus)، لكن لسوء الحظ؛ فذلك البطريق مُهدد بالانقراض. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد كشفت دراسة حديثة عن أنّ المواد البلاستيكية الدقيقة، تهدد حياته أيضًا، وتدخل في نظامه الغذائي.

جزر غالاباغوس المعزولة

تتراوح أحجام المواد البلاستيكية الدقيقة ما بين 1 ميكرون إلى 5 ملم، وصارت منتشرة -بصورة ملحوظة- في المحيطات، لكن زاد خطرها على بطريق غالاباغوس؛ إذ كشفت مجموعة بحثية دولية عن تراكم جزيئات البلاستيك الدقيقة في الكتلة الحيوية للبطريق، وشبكته الغذائية أيضًا. الأدهى أنّ ذلك الخطر يمتد إلى جزر غالاباغوس المعزولة والمحمية من اليونسكو. ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «بلوس وان» (Plos One) في 24 يناير/كانون الثاني 2024.

استكشاف

حلل الباحثون عينات لمياه البحر حول جزيرة سانتا كروز، وهي جزيرة مأهولة بالسكان، تعيش فيها أيضًا مستعمرات بطريق غالاباغوس. ووجدوا فيها جزيئات من البلاستيك. من أجل تتبع مدى تأثر بطريق غالاباغوس، تعمد الباحثون الكشف عن مدى تأثر نظامه الغذائي، لذلك راحوا يفحصون:

• نظامهم الغذائي، والذي تضمن: (الباراكودا، السردين، الرنجة، السالمة، الأنشوجة)..
• فضلات البطريق

وصمموا نموذجًا يوضح معدل تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في الكتلة الحيوية للبطريق، ووجدوا أنّ البلاستيك الدقيق يشغل نسبة كبيرة من الكتلة الحيوية للبطريق.

يرى الباحثون أنّ هذا يُشكل خطرًا كبيرًا على النظام البيئي؛ إذ تمتد مخاطر البلاستيك إلى المناطق النائية مثل جزر غالاباغوس.

• كيف يؤثر التغير المناخي على درجة حموضة المحيط الجنوبي؟

مخلوقات جذابة ومهمة

تلعب طيور بطريق غالاباغوس دورًا مهمًا في حفظ النظام البيئي في المناطق الساحلية لأرخبيل غالاباغوس؛ إذ تتغذى على مجموعة واسعة من الكائنات البحرية، وتتحكم في أعدادها، كما أنها تُمثل غذاءً لبعض المخلوقات البحرية المفترسة، ما يجعلها ضرورية لحفظ توازن الشبكة الغذائية. إضافة إلى كونها خلوقات جذابة، وجودها يُشجع على السياحة البيئية.