استحواذ "مايكروسوفت" على "أكتيفيغن".. فيتو بريطاني
أوقفت السلطات البريطانية صفقة تستحوذ "مايكروسوفت" بموجبها على شركة ألعاب الفيديو الأمريكية "أكتيفيغن بليزرد" لقاء 69 مليار دولار.
وقالت هيئة حماية المنافسة والأسواق البريطانية إنها منعت شراء مايكروسوفت لعملاق الألعاب "بسبب مخاوف من أن الصفقة ستغير مستقبل سوق الألعاب السحابية سريع النمو، مما يؤدي إلى تقليل الابتكار وخيارات أقل للاعبين في المملكة المتحدة على مدى السنوات القادمة".
ردت مايكروسوفت بأنها ستستأنف الحكم بشأن استحواذها الواسع، الذي لم يفز بعد بالموافقات التنظيمية في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وفي 2022، كانت "مايكروسوفت" قد كشفت للمرة الأولى عن صفقة "أكتيفيغن"، ضمن تطلعاتها لإضافة ألعاب مثل "كول أوف ديوتي" إلى محفظة أعمال تتضمن بالفعل وحدة تحكم الألعاب "إكس بوكس" (Xbox)، وامتياز "هالو" (Halo)، ولعبة بناء العالم الافتراضي "ماينكرافت" (Minecraft). لكن هذه الصفقة أثارت تحفظ الجهات التنظيمية العالمية التي تخشى أن يُمكّن هذا الأمر "مايكروسوفت" من تصعيب وصول المنصات المنافسة بشكل غير مقيد إلى إصدارات "أكتيفيغن" الأكثر شهرة.
وأضافت هيئة الأسواق البريطانية اليوم الأربعاء أن الحلول التي اقترحتها مايكروسوفت بشأن الألعاب السحابية تحتوي على "أوجه قصور كبيرة" وستتطلب مزيدًا من الإشراف التنظيمي بدلاً من السماح للسوق باتخاذ القرار. وأضافت في البيان أن "منع الاندماج سيسمح بفعالية لقوى السوق بمواصلة العمل وتشكيل تطوير الألعاب السحابية دون هذا التدخل التنظيمي".
وفي 9 فبراير/ شباط الماضي، طلبت هيئة حماية المنافسة والأسواق من "مايكروسوفت" إيجاد سُبل لمعالجة مخاوفها بحلول 22 فبراير/ شباط الماضي. فيما حُدد موعد قانوني نهائي لنشر هيئة المنافسة والأسواق تقريرها النهائي في 26 أبريل/ نيسان الجاري، رغم أنها قالت سابقاً إنها تأمل في استكمال التحقيق قبل هذا الموعد.
واقترحت هيئة حماية المنافسة والأسواق آنذاك عدداً من الإصلاحات الهيكلية التي تشمل تصفية الاستثمارات المرتبطة بـ"كول أوف ديوتي" أو الجزء الخاص بـ"أكتيفيغن" أو منع الاندماج تماماً. قالت الهيئة أيضاً إنها ستضع في اعتبارها الإصلاحات السلوكية التي قد تَحد بقدرة المنافسين على إمكانية الوصول إلى "كول أوف ديوتي"، رغم إشارتها إلى مخاوف بشأن قدرتها على إدارة مثل هذه الأمور.
نحتاج للمنافسة
قال مارتن كولمان، رئيس لجنة الخبراء المستقلة التي تجري تحقيق هيئة حماية المنافسة البريطانية، إن الصفقة التاريخية كانت ستمنح مايكروسوفت مزيدًا من السلطة على منافسيها.
قال كولمان: "تتمتع مايكروسوفت بالفعل بمكانة قوية وتتفوق على المنافسين الآخرين في الألعاب السحابية، ومن شأن هذه الصفقة أن تعزز هذه الميزة، مما يمنحها القدرة على تقويض المنافسين الجدد والمبتكرين".
وتابع "انخرطت مايكروسوفت معنا بشكل بناء لمحاولة معالجة هذه القضايا ونحن ممتنون لذلك، لكن مقترحاتهم لم تكن فعالة لمعالجة مخاوفنا وكان من الممكن أن تحل محل المنافسة بقواعد تنظيمية غير فعالة في سوق جديد وديناميكي."
يأتي هذا الإعلان بعد شهر من قيام هيئة أسواق المال البريطانية بتضييق نطاق تحقيقها في الألعاب السحابية، بعد أن خلصت إلى أن صفقة مايكروسوفت لن تضر بالمنافسة فيما يتعلق بسوق الألعاب.
ومع ذلك، أكدت اليوم الأربعاء بأن سوق ألعاب الفيديو بحاجة إلى المنافسة لكي تزدهر. وأضاف كولمان: "تحتاج الألعاب السحابية إلى سوق تنافسي مجاني لدفع الابتكار والاختيار". "يتم تحقيق ذلك على أفضل وجه من خلال السماح للديناميكيات التنافسية الحالية في الألعاب السحابية بالاستمرار في أداء وظيفتها."
معارضات للصفقة
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كانت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية قد رفعت دعوى قضائية لمنع صفقة الاستحواذ، وحددت موعداً لإجراء محاكمة داخلية في أغسطس/ آب القادم.
ركز تحقيق هيئة الرقابة البريطانية على ما إذا كانت الصفقة ستمكّن "مايكروسوفت" من تقييد وصول منصات الألعاب المنافسة ومقدمي خدمات الألعاب السحابية إلى اللعبة.
كما عارضت شركة "سوني غروب"، المنافسة لـ"مايكروسوفت"، الصفقة بشكل صريح، قائلة إنها "تغير قواعد اللعبة وتشكل تهديداً على الصناعة". كما اعترضت عليها في تحقيقات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسلطت "سوني" الضوء أيضاً على مخاوفها بشأن التأثير المستقبلي لهذه الصفقة على قطاع الألعاب السحابية الواعد.