قصة صفقة.. ميلان يستعين بـ"الفول السوداني" للتعاقد مع كاكا
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة، علما أن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى الصفقات المثيرة التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن صانع الألعاب البرازيلي ريكاردو كاكا وانتقاله من ساو باولو إلى ميلان الإيطالي.
بداية واعدة
بدأ كاكا مسيرته مع نادي ساو باولو، وهو في سن الثامنة، ثم وقع أول عقد مع النادي البرازيلي العملاق، حينما بلغ 15 عاما.
تم تصعيد كاكا للفريق الأول بنادي ساو باولو عام 2001، لتظهر موهبة كبيرة، جذبت أنظار كبار الأندية الأوروبية ومن بينهم ميلان.
استمر كاكا في ساو باولو من 2001 إلى 2003، واستطاع خلال هذه الفترة تسجيل 23 هدفا في 58 مباراة، مكتفيا بتحقيق بطولة وحيدة رفقة الفريق البرازيلي.
فضلا عن ذلك، فإن فترة ساو باولو تخللها تتويج كاكا مع منتخب البرازيل بكأس العالم 2002، علما أنه لم يلعب دورا كبيرا في البطولة، حيث ظل معظم الأوقات على دكة البدلاء، إذ اكتفى بالمشاركة لمدة 25 دقيقة فقط خلال الانتصار على كوستاريكا بدور المجموعات بنتيجة 5-2.
صفقة الفول السوداني
قرر كاكا في صيف 2003 الرحيل وخوض تجربة الاحتراف الأوروبية، وفي هذه الأوقات، ظهر ميلان إلى جانب أندية إسبانية وإنجليزية، وذلك للظفر بتوقيع الفتى البرازيلي الأنيق.
وبعد منافسة من عدة أندية، استطاع ميلان الحصول على توقيع اللاعب البرازيلي مقابل 8.5 مليون يورو.
حصول ميلان على كاكا بهذا المبلغ الزهيد، بالنظر لموهبته الكبيرة، دفع سيلفيو بيرلسكوني مالك النادي اللومباردي، لوصف صفقة انتقال اللاعب لفريقه بـ"الفول السوداني".
يقول بيرلسكوني: "لقد استطعنا الحصول على موهبة استثنائية بمبلغ زهيد، إنه مثل الفول السوداني، الذي له مذاق رائع وبثمن بسيط".
مسيرة أسطورية
مسيرة كاكا مع ميلان كانت استثنائية وأسطورية، حيث استطاع خلال الفترة من 2003 إلى 2009، قيادة الفريق إلى تحقيق 5 بطولات محلية وقارية بواقع الدوري الإيطالي والسوبر المحلي، فضلا عن دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
ظفر ميلان بدوري أبطال أوروبا عام 2007، ولعب كاكا دورا رئيسيا في تتويج الفريق به، ما جعله يحصل في نفس السنة على جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وأيضا جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول".
ولكن، منذ العام 2008، بدأ ميلان يواجه مصاعب اقتصادية كبيرة، جعلته في أزمات تخص القدرة على ضم أسماء كبيرة، أو تحمل تكلفة رواتب اللاعبين الكبار، وهو ما جعل أعين كبار القارة الأوروبية تبحث استغلال الأمر، لضم نجوم النادي اللومباردي وعلى رأسهم كاكا.
وتبعا لهذه الأزمة، وافق كاكا على الرحيل في صيف 2009 صوب ريال مدريد بمقابل مادي بلغ 68.5 مليون يورو.