اعترافات مرتزق تشادي تبرئ الجيش الليبي من قصف المدنيين
المعارضة التشادية المسلحة الناشطة داخل الأراضي الليبية تعترف بمقتل 32 من مسلحيها في قصف جوي للجيش الليبي بمدينة مرزق جنوب البلاد
اعترف قيادي من مرتزقة تشاد داخل الأراضي الليبية بتواجد المرتزقة في مدينة مرزق جنوب البلاد ضمن صفوف المليشيات المسلحة التي تقاتل الجيش الليبي.
هذا الاعتراف جاء في تعزية نشرها أحد القيادات التشادية المسلحة الناشطة في الجنوب الليبي ويدعى إبراهيم بن عمر، حيث ذكر، في تدوينة على حسابه الرسمي، أسماء 32 قتيلا من المعارضة التشادية المسلحة استهدفهم طيران الجيش الليبي في مدينة مرزق.
وتنفي هذه التدوينة مزاعم حكومة الوفاق في طرابلس وتبرئ الجيش الليبي من استهداف المدنيين، كما تؤكد أن الغارات في مرزق استهدفت مواقع المرتزقة والمسلحين.
ماذا جرى في مرزق؟
وتستقيم اعترافات القيادي بمرتزقة تشاد مع ما صرح به العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي حول كون القوات الجوية استهدفت 5 مواقع للعصابات التشادية المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي المعتدية على مدينة مرزق، مؤكدا أن الضربات حققت نجاحات مباشرة وكبيرة.
ودارت اشتباكات مؤخرا بمنطقة مرزق، شهدت تكاتف أبناء المدينة ضد مرتزقة المعارضة التشادية، بعد نحو أسبوع من تعرض المدينة لهجوم من مليشيا الإرهابي أبوبكر السوقي التابعة لما يعرف بـ"قوات حماية الجنوب" في محاولة لدخول المدينة.
وكانت غرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي أكدت، الثلاثاء، أن القوات الجوية رصدت تحرك آليات عسكرية تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي؛ فتعاملت معها بمساعدة أهالي مرزق والقوى الأمنية التي قامت بدورها في الدفاع عن المدينة في مواجهة العصابات والمليشيات التشادية التي يستعين بها الإخواني الإرهابي أسامة جويلي لزعزعة الأمن جنوبي البلاد.
ماذا يريد مرتزقة تشاد؟
وبدأ مرتزقة تشاديون الانتشار داخل ليبيا منذ فبراير/شباط 2011، مستغلين الفراغ الأمني في الجنوب بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة.
وعمل كثير منهم في صفوف مليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية بطرابلس، منفذين عمليات عدة على منطقتي الجنوب والهلال النفطي شمالا.
وفي هذا الصدد أكدت عضو مجلس النواب الليبي إنتصار مصطفى أن استهداف المرتزقة التشاديين للمدنيين في مرزق هو مجزرة ضد الإنسانية بكل معنى الكلمة.
وأكدت "مصطفى" أن الجيش الليبي أدى دورا عظيما في محاربة الإرهاب والقضاء عليه في مختلف مناطق ليبيا.
ورأت أنه من غير المستبعد أن تكون حكومة المليشيات في طرابلس لها دور في الهجوم الإرهابي على مرزق خاصة مع البيان الأخير الذي أصدرته ومزاعمها بأن الجيش قصف المدنيين، ثم تبين بالاعترافات مقتل 32 مرتزقا تشاديا نتيجة للضربات الجوية.
ورجحت أن تكون هناك محاولة بائسة لضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي من قبل المرتزقة التشاديين المتحالفين مع السراج لتخفيف الضغط على الإرهابيين في طرابلس.
الإرهاب ليس له عرق ولا وطن
ومن جانبه أكد أبوبكر سليمان أحد أعيان قبلية التبو الليبية أن الإرهابيين الذين هاجموا مدينة مرزق لا يمكن أن يحسبوا على قبيلة ولا عرق معين وإنما هو أيديولوجيا وفكر وأنهم يقاتلون في صف من يدفع لهم.
وطالب سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، الليبيين بالتخلي عن النزعات القبلية والالتفاف حول الجيش الليبي الذي يقارع الإرهاب في كل ربوع ليبيا، فالليبيون وجدوا أن الجيش هو الرهان الأخير على الاستقرار.