بعد واقعة تسلق الطائرة الضخمة بكابول.. تحقيق أمريكي ينكأ جراح الأفغان
ربما كانت مشاهد تكدس الأفغان في كابول خلال أيام الانسحاب الأمريكي في أغسطس/آب الماضي لا تنسى، لكن أحد تلك المشاهد كان الأقسى على الإطلاق.
فقد تعلق بعض الأفغان يومها بعجلات طائرات أمريكية لدى إقلاعها من أرض المطار، وتعلقت معهم فزعا قلوب وعقول من شاهدوا التسجيل المصور، في مشهد ظل عالقا بذاكرة من تابع الانسحاب الأمريكي.
ووسط وابل من الاتهامات التي طالت الإدارة الأمريكية بسبب فوضى عملية انسحابها وتنصلها من وعودها بإجلاء كافة الأفغان المتعاونين معها، تجدد الجدل بشأن مشهد تعلق أفغان بالطائرة، وقد سقط أحدهم بالفعل جثة هامدة على أرض المدرج أمام مرأى ومسمع من الموجودين.
وقال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تحقيقا أجرته القوات الجوية الأمريكية برأ طاقم طائرة شحن عسكرية أمريكية من طراز C-17 أقلعت من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول في أغسطس/آب الماضي وكان هناك أشخاص معلقون على أجنحتها.
وقالت آن ستيفانيك، المتحدثة باسم القوات الجوية، في بيان، إن المحققين في الحادث المروع، الذي تم فيه اكتشاف أشلاء بشرية في محيط عجلة الطائرة، خلصوا إلى أن طاقم الطائرة كان "ممتثلاً لقواعد الاشتباك المعمول بها".
وأوضحت أن الطاقم "تصرف بشكل مناسب واتخذ حكمًا سليمًا في قراره بالتحليق جواً في أسرع وقت ممكن عندما يواجه وضعًا أمنيًا غير مسبوق وسريع التدهور".
وأجريت التحقيقات بمعرفة قيادة الحركة الجوية بالقوات الجوية والقيادة المركزية للولايات المتحدة.
ولا يزال من غير الواضح بالضبط عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الحادثة التي وقعت يوم 16 أغسطس/آب الماضي حين صعد حشد من الأفغان اليائسين للهروب من البلاد بعد انهيار حكومتهم تحت حكم طالبان، إلى السطح الخارجي للطائرة وسقطوا منها بعد أقلعت الرحلة.
والفيديو المروع، سجلته وسائل الإعلام الأفغانية وتم تداوله حول العالم.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في البنتاجون أن أعضاء طاقم الطائرة الذين أصيبوا بصدمة نفسية أرسلوا في وقت لاحق للتشاور مع المتخصصين في الصحة العقلية وكذلك رجال دين.
وبحسب المتحدثة، فخلال حالة الذعر التي سادت المطار في الأيام التي أعقبت سقوط الحكومة الأفغانية، اضطر الطيارون والقوات الأمريكية إلى اتخاذ قرارات صعبة وفورية.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز