اشتباكات بين المليشيات بطرابلس.. حرب شوارع ونزوح واستنفار طبي
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة، وما زالت مستمرة، بين مليشيا دعم الاستقرار ومليشيات 444، في العاصمة الليبية طرابلس.
وكشفت مصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات التي اندلعت وتيرتها فجر الجمعة، ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، بمنطقة صلاح الدين وطريق السدرة، جنوبي العاصمة طرابلس.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات 444، التي قالت إنها صدت هجوماً فجر اليوم على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، أسرت عناصر من مليشيا دعم الاستقرار، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
حرب شوارع
وأكدت مصادر "العين الإخبارية"، نزوح بعض العائلات إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين.
وأوضحت أن هناك رتلا من السيارات المسلحة وصل لمنطقة قصر بن غشير وتتجمع في الجزيرة، فيما وصل رتل آخر من السيارات المصفحة قادمًا من مدينة الزاوية، محذرة من تصاعد الأحداث خلال الساعات المقبلة.
وأشارت إلى أن هناك طائرات مسيرة تركية تحوم في منطقة الاشتباكات في العاصمة طرابلس، فيما تحولت الاشتباكات إلى حرب شوارع بين المليشيات.
استنفار طبي
وقالت إن هناك حالة استنفار من الطواقم الطبية في مركز طرابلس الطبي ومستشفى الخضراء العام بعد وصول عدد من الجرحى جراء الاشتباكات الدائرة بين المليشيات في طرابلس.
فوضى المليشيات.. هجوم مسلح على تمركز أمني لـ"الداخلية" غربي ليبيا
تأتي اشتباكات المليشيات المسلحة، بعد أقل من أسبوع على أحداث عنيفة شهدتها مدينة الزاوية غربي ليبيا بين المليشيات، ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين.
وأكد مصادر وشهود عيان من المدينة حينها لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات ما يعرف بـ"البحث الجنائي" بقيادة محمد بحرون "الفار" التابعة لوزارة الداخلية ومليشيات ما يعرف بـ"دعم الاستقرار" التابعة نظاميا إلى المجلس الرئاسي، دخلتا في اشتباكات عنيفة، مشيرة إلى أن الاشتباكات امتدت لعدة مناطق بمحيط المدينة من بينها منطقة جودائم شرقي الزاوية.
أضرار مادية
وأسفرت الاشتباكات عن أضرار مادية بعدد من المنازل، من بينها منزل عائلة انبية الذي شهد أضرارا بالغة وحريقا، إلى جانب مقتل شخصين وإصابة عدد آخر من الجانبين، وتصفية المليشياوي البارز محمد الرميح الملقب بـ"العنفوق".
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أعربت الأسبوع الماضي عن استيائها الشديد حيال ضعف النظام الأمني بمناطق الساحل الغربي بغرب البلاد، وما جاورها، وما له من تأثير على تعميق الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد.
وأهابت المنظمة الحقوقية بالجهات المُختصة وعلى رأسها حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في إيقاف الاشتباكات الدائرة هُناك فورًا، وضمان سلامة السكان وتجنيبهم ويلات الحروب، مطالبة وزارة الداخلية ومكتب النائب العام بفتح تحقيق شامل في ملابسات هذه الاشتباكات وأهمية ملاحقة المسؤولين عن هذه الاشتباكات وضمان تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم.
معضلة المليشيات
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليمات إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية، باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف الاشتباكات في المدينة، إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعمًا من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق أن اقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.