عمرها 1.7 مليون عام.. أسنان لـ"وحيد القرن" تبوح بأسرار وراثية

العلماء أكدوا أنهم استخدموا تقنية تعرف باسم "الطيف الكتلي" لتتبع تسلسل البروتين القديم في العينة، واسترجاع المعلومات الجينية.

نجح فريق بحثي دنماركي بريطاني في استخراج معلومات وراثية من حفرية لوحيد القرن عمرها 1.7 مليون عام، وذلك بعد تحديد مجموعة كاملة من البروتينات في مينا الأسنان.

• تلقيح وحيد القرن الأبيض صناعيا لإنقاذه من الانقراض

وبحسب الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر" في 11 سبتمبر/أيلول، اكتشفت الحفرية في "دمانيسي" بدولة جورجيا، وتخص أحد الأنواع المنقرضة من الحيوان ويسمى "ستيفانورهينوس" الذي عاش في أوراسيا خلال العصر الجليدي.

وأخذ الباحثون من جامعتي كوبنهاجن بالدنمارك وكامبريدج ببريطانيا، عينات مينا الأسنان من الحفرية القديمة، واستخدموا تقنية تعرف باسم "الطيف الكتلي" التي مكنتهم من تتبع تسلسل البروتين القديم في العينة، واسترجاع المعلومات الجينية التي لم يكن بالإمكان الحصول عليها سابقًا باستخدام اختبار الحمض النووي"DNA".

وكانت أقدم عينة تمكن الباحثون من دراستها باستخدام الحمض النووي عمرها 700 ألف عام، وكانت تخص حصانا، ولكن العينة الجديدة موضع الدراسة تزيد عليها بمليون عام.

وقال الدكتور إنريكو كابيليني، أستاذ علم الآثار بجامعة كوبنهاجن، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع جامعة كامبريدج: "منذ 20 عامًا، تم استخدام الحمض النووي القديم لمعالجة أسئلة حول تطور الأنواع المنقرضة والتكيف والهجرة البشرية، ولكن كانت لدينا قيود يفرضها المدى الزمني للمعلومات المتاحة من خلال الحمض النووي، ولأول مرة أصبح متاحا تجاوز المدة الزمنية المعتادة لحفظ الحمض النووي".

وأشار الدكتور جيسبر أولسن، من مركز مؤسسة نوفو نورديسك لبحوث البروتين بجامعة كوبنهاجن، والمؤلف المشارك بالدراسة، إلى أهمية ما توصلوا إليه من خلال تتبع تسلسل البروتين القديم في العينة.

وأضاف: "تسلسل البروتين القائم على قياس الطيف، سيمكننا من استرداد معلومات وراثية غنية وموثوقة من أحافير الثدييات التي يبلغ عمرها ملايين السنين، بدلاً من آلاف السنين فقط، فهي التكنولوجيا الوحيدة القادرة على توفير الدقة اللازمة لتسلسل كميات ضئيلة من البروتين بهذا العمر".

وعن الدور الذي تلعبه مينا الأسنان في هذه التقنية، أوضح أولسن أن مينا الأسنان وفيرة للغاية وهي دائمة التحمل، ومجموعة البروتينات التي تحتويها تدوم لفترة أطول من الحمض النووي، ولهذا السبب فإن نسبة عالية من السجلات الأحفورية هي أسنان.