وزير الأوقاف المصري لـ«العين الإخبارية»: الإخوان «الحاضنة الأم» للتنظيمات الإرهابية

قال وزير الأوقاف المصري، الدكتور أسامة الأزهري، إن جماعة الإخوان هي الحاضنة الأم من الناحية الفكرية والتنظيرية والتأصيلية، لكل التنظيمات والمجموعات المتطرفة والإرهابية.
وفند الأزهري، في حوار مع "العين الإخبارية"، حملات التشويه والأكاذيب التي تطلقها أبواق جماعة الإخوان لتشويه صورة الدولة المصرية في الخارج، وتحدث عن دوافع تلك الحملات.
وينشط تنظيم الإخوان وأبواقه الإعلامية للتحريض على مصر خصوصا في الخارج، عبر استهداف سفاراتها، بزعم التضامن مع غزة، في محاولات مكشوفة للتشكيك في الدور المصري المحوري الداعم للقضية الفلسطينية.
أحفاد الخوارج
وأكد وزير الأوقاف المصري أن تحركات جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في مصر، هى من قبيل محاولات استغلال الوضع القائم والمستجدات في المنطقة، أما تغليفها بمحاولات الانتصار لغزة، فهو لإيغار صدور المصريين وغيرهم على مصر، ثم محاولة ضرب الاستقرار الذي دفع الوطن ثمنه دمًا قبل المال.
وأضاف الأزهري "لكنها أضغاث أحلام عند شياطين، لا يعرفون للحق مسلكًا، ولا للهدى سبيلاً، ولا للرحمة بابًا؛ بل هي عمالة صريحة من أناس باعوا أنفسهم للشيطان قبل ممثليه".
ووفقا للأزهري، فإن "فمن يدعو ويستجيب لدعوات الإخوان للتظاهر أمام السفارات المصرية في الخارج، فهو من أحفاد الخوارج فكرًا وعملاً ونهجًا وسلوكًا، الذين كرهوا الوطن وأهله، ونادوا بما ينادي به الاحتلال".
وتابع الأزهري "من العجيب أن تتحد اتهامات الإخوان واتهامات الاحتلال ضد بلادنا".
صنعتهم التكفير والتفجير
وتحدث الأزهري عن خطورة تنظيم الإخوان، قائلا "لا خير في جماعة قامت على الباطنية في الممارسة، والاحتكار في الاعتقاد، والاحتقار لمن لا يوالهم، والتكفير لمن لا يقول بفكرهم، والتفجير لمن يقاومهم، فالجماعة صنعتها التكفير، وحرفتها التفجير، ولسانهم الكذب، وألدّ أعدائهم الوطن".
وردا على المزاعم التي تطلقها أبواق الجماعة الإعلامية، من تشكيك في الدور المصري، تساءل وزير الأوقاف باستنكار: "أي حق في الزعم بأن مصر تحول دون التخفيف عن أهل غزة، وهي التي قدمت أكثر من ٨٠٪ من المساعدات العالمية مجتمعةً لغزة؟، وأي حق في اتهام مصر بالكارثة المفجعة في غزة وإسرائيل هي دولة الاحتلال؟".
وتابع: "أي حق في اتهام مصر بإغلاق معبر رفح والمعبر مفتوح؟ وأي حق في تحميل مصر المسئولية وبينها وبين غزة معبر واحد أصبح محتلا ومدمرًا من الجهة الفلسطينية بفعل الاحتلال الإسرائيلي، في حين أن الاحتلال له مع غزة ٦ معابر يغلقها جميعًا؟ لماذا لا يتحدث الخونة والمغيبون عن تلك الحقائق؟".
وكانت الدولة المصرية قد أكدت مرارًا أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري في أي وقت، وأن تعثّر دخول المساعدات الإنسانية يعود إلى القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية المسيطِرة على الجانب الفلسطيني من المعبر، بما في ذلك استهداف البنية التحتية له وتعطيل حركة الشاحنات.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة ألقاها في وقت سابق أن مصر لا يمكن أن تقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، مشددا على أن "الدور المصري شريف ومخلص وأمين ولن يتغير. نحن حريصون على إيجاد حلول لإنهاء الحرب".
وأوضح السيسي أن "معبر رفح هو معبر أفراد وتشغيله لا يرتبط بالجانب المصري فقط، بل بالجانب الآخر داخل قطاع غزة"، مؤكدًا ضرورة أن يكون معبر رفح من الجانب الفلسطيني مفتوحا.
حائط صد منيع
وشدد وزير الأوقاف على أن "صمود الدولة المصرية، ورفضها القاطع لتصفية القضية الفلسطينية والسماح بمخطط التهجير الآثم، هو السبب في التضييق على مصر سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، وكيل التهم لها، واستهداف رموزها ومؤسساتها الوطنية، لكن مصر ستظل حائط الصد المنيع في وجه المكائد والمظالم والمؤامرات".
وأشاد الأزهري بجهود رجال الأمن المصري بعد إحباط مخطط إرهابي لحركة حسم التابعة للإخوان، وقال "رجال وزارة الداخلية في يقظة تامة، ويبذلون ويضحون من أجل مواطنيهم ووطنهم، وهم حصن الأمة ودرعها كي يظل وطننا في أمان، والدعاء موصول لهم على الدوام بسداد الرمي والتوفيق".
تجديد الخطاب الديني
وفي سياق متصل، تحدث وزير الأوقاف المصري عن محاور الاستراتيجية الجديدة لتجديد الخطاب الديني في مصر، قائلا: اعتنيت منذ تولي أمانة الوزارة بتنفيذ استراتيجية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتجديد الفكر الديني في مصر، تتضمن ٤ محاور رئيسة مترابطة ومتكاملة.
وأوضح أن المحور الأول هو إطفاء نيران التطرف الديني بكل صوره، والثاني مواجهة أشكال التطرف اللاديني (الإلحاد والانحرافات السلوكية)، فإذا أمكن مواجهة ذلك، ننتقل للمحور الثالث، وهو البناء الطويل الأمد للإنسان فكرًا وشخصيةً وسلوكًا وعلمًا، وصولا إلى المحور الرابع والأهم وهو صناعة الحضارة.
ونبه الأزهري إلى أن "تجديد الخطاب الديني، صنعة علمية مرموقة، وواجب ديني، ووعد رباني"، مشددا على أن "التجديد لا يعني التبديد، ولا يساوي ترك الماضي بقضه وقضيضه، ولا الإقبال على الحاضر والمستقبل دون أساس من تراث قويم وفكر رشيد".
وتابع "تنويع المشارب العلمية والتخصصات الدراسية للمجتهد المجدد ضرورة كي لا ينفصم عن حاضره ومستقبله"، لافتا إلى أن "البناء العلمي يقترن بامتلاك الملَكات اللازمة لإنزال الأحكام على الواقع، واستشراف التنوع في عناصر الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، لمراعاة ذلك عند الحديث في الفقه، وتقديم خطاب ديني يبتعد عن التشرذم والتفكيك والتكفير؛ بل يبث قيم السماحة والرحمة والبناء والاعتدال".
ويذهب وزير الأوقاف، إلى أن جانبا من تجديد الفكر والخطاب الدينيين هو مواجهة جماعة الإخوان وغيرها من التيارات المتطرفة والإرهابية بقوة - كل في ما يخصه؛ بالفكر وبالقانون وبالجهد الأمني، من أجل تحصين الناشئة من تلك الغوائل الفكرية، ولحماية الأوطان من تفكيك وتدمير وتهلكة تريدها الجماعة وفروعها.
وكانت وزارة الأوقاف، قد أطلقت حديثًا، حملة توعوية بعنوان "صحح مفاهيمك"، لتصحيح السلوكيات الاجتماعية والمفاهيم الدينية الخاطئة المنتشرة في المجتمع، والتصدي للظواهر الخطيرة التي تهدد الشباب والمجتمع، والتي تعد ركيزة أساسية في استراتيجية الوزارة لبناء وعي ديني ومجتمعي مستنير.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg
جزيرة ام اند امز