"إس 300" بيد النظام السوري.. روسيا تفرض قواعد جديدة للعبة
خبراء عسكريون قالوا لـ"العين الإخبارية" إن المنظومة الروسية ليست موجهه لإسرائيل وحدها بل موجهة لأي قوة تريد أن تتدخل في سوريا.
في عام 2010 وقعت روسيا اتفاقا مع النظام السوري لتسليمه 4 منظومات للدفاع الجوي "إس-300"، غير أن موسكو أعلنت في سبتمبر/أيلول من العام نفسه تعليق توريد المنظومة.
وبعد نحو 8 سنوات، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عقب الهجوم الثلاثي الذي نفذته مقاتلات أمريكية وفرنسية وبريطانية على الأراضي السورية في 14 أبريل/نيسان من العام الجاري، أنها لم تعد ملتزمة أخلاقيا بعدم تسليم جيش النظام السوري تلك المنظومة.
وتزامن ذلك مع تأكيد مصدر عسكري أن قرارا صدر بتسليم هذه الصواريخ لسوريا، للتصدي لأي عدوان قادم.
ومضت شهور ولم تتسلم سوريا المنظومة وفق الوعد الروسي، وذهبت تحليلات حينها إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إلى روسيا أجهضت الصفقة، إلى أن تسببت إسرائيل نفسها في إحياء الوعد الروسي عندما أسقطت في سبتمبر الماضي طائرة "ايل 20" الروسية، التي كانت تقل 15 عسكريا روسيا.
ويرى خبراء عسكريون، استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، أن روسيا وجدت بهذه الحادثة المبرر القوي لإتمام الصفقة، التي يبدو أن ظاهرها حماية الجنود الروس من الهجمات الإسرائيلية، ولكن المغزى الحقيقي لها هو فرض قواعد جديدة للعبة تنتهي معها التصرفات الفردية التي تمارسها أمريكا وإسرائيل وبعض القوى الغربية، ويصبح من الضروري طرق الأبواب الروسية قبل أي تصرف.
ويقول الخبير العسكري الفريق ساهر عبدالرحمن: "إسرائيل لن تجرؤ على تكرار ما فعلته، ولكن هذه الخطوة ليست موجهه لإسرائيل وحدها، هي موجهة لأي قوة تريد أن تتدخل في الأراضي السورية".
ورغم تقليل شون ريان، المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق الذي تقوده أمريكا، من تداعيات تلك الخطوة على أنشطة التحالف، وقال إنها لن تغير من الأمر شيئا، إلا أن الفريق ساهر أكد أنها ستلزم التحالف على التنسيق مع روسيا قبل أي تحرك، اتقاء شر صواريخ تلك المنظومة.
ويتفق الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم مع ما ذهب إليه الفريق ساهر، مؤكدا أن إعلان روسيا إطلاق منظومة للتشويش المغاناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، يؤكد عزمها على إقرار تلك السياسة الجديدة.
ويقول مسلم: "هذه المنظومة تمنع عمل الرادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات، ومن ثم قد تكون موجهة للتعامل مع طائرات (اف 35)، والتي لا تستطيع الرادرات رصدها".
ويرى مسلم أن هذا التصعيد الروسي يعمل على إطالة أمد الصراع في سوريا، ويؤكد حتمية أن الحل لن يكون إلا باتفاق أمريكي روسي.
وكانت موسكو أعلنت، الثلاثاء، عن انتهاء عملية تسليم المنظومة للنظام السوري بالكامل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي أن موسكو سلمت المنظومات الصاروخية لسوريا، والتي تضم 4 منصات إطلاق في إطار توريد “S- 300”.
وحسب بيسكوف فإن العسكريين الروس بدأوا بتدريب خبراء في جيش النظام السوري على استخدام المنظومة الدفاعية، على أن ينتهي التدريب بعد 3 أشهر.
ونشر موقع “روسيا اليوم” فيديو للحظة وصول “S- 300” عبر طائرة نقل عسكرية من نوع “رسلان” إلى قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية السورية.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز