خطاب محمد بن زايد لمنتدى الاقتصادات الرئيسية.. خارطة طريق لمواجهة أكبر تحدٍّ عالمي
وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خلال مشاركته في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ" خارطة طريق للعالم لمواجهة التغيرات المناخية، أكبر تحديات البشرية.
تأتي دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للمشاركة في هذا المنتدى الدولي المهم الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، بعد نحو شهر من توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، لتعكس التقدير الدولي الكبير لدولة الإمارات ولقيادتها، كما تعبر في الوقت نفسه عن ثقة العالم في رؤية القيادة الإماراتية ودورها البارز في مواجهة التحديات العالمية.
ثقة عبر عنها العالم في اختيار دولة الإمارات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
وحصلت دولة الإمارات على أغلبية وازنة من أصوات الدول التي منحت الثقة في تنظيم دورة متميزة تسهم في تبني العالم لتوجه اقتصادي يدعم العمل المناخي، وتحفز المجتمع الدولي لمزيد من التعاون وتسريع وتيرة جهود مواجهة تحدي تغير المناخ.
أيضا ظهرت تلك الثقة جلية خلال إنصات قادة ورؤساء حكومات في 17 دولة من الاقتصادات الكبرى التي تشكّل 80 % من إجمالي الناتج المحلي العالمي ومن عدد سكان العالم شاركوا عبر الفيديو كونفرانس في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ" لخطاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
التعاون الدولي
خطاب رسم خلاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خارطة طريق لمواجهة التغيرات المناخية، تستند على محاور عدة أهمها ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من خلال التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذا التحدي.
دعوة تبعها بتحذير بأن "تداعيات التغير المناخي تنعكس على جميع الدول والمجتمعات وهذه التداعيات في تزايد مستمر، وسيكون لها تكلفة كبيرة على الاقتصاد العالمي وحياة الإنسان والتنوع البيئي."
وبين رئيس دولة الإمارات "أن العالم يمر اليوم بمرحلةٍ حاسمةٍ في مجال العمل المناخي تفرض علينا تسريع الجهود والعمل المشترك".
جهود إماراتية رائدة
دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعالم بتسريع الجهود والعمل المشترك لمواجهة التغيرات المناخية، بين خلالها أن بلاده أخذت بالفعل على عاتقها القيام بدور قيادي ومؤثر في هذا الصدد سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، بل وتحدث عن خطط مستقبلية لدعم تلك الجهود باستثمار كبيرة في مشاريع الطاقة النظيفة.
وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه أن "دولة الإمارات، وفي إطار مضاعفة جهودها لمواجهة التغير المناخي، قد استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة حول العالم وتخطط لاستثمار أكثر من 50 مليار دولار خلال العقد المقبل."
حديث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن استثمار 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة حول العالم، من بينهم 50 مليار دولار تخطط لاستثمارهم خلال العقد المقبل يجسد سعي الإمارات لتعزيز الأخوة الإنسانية واستدامة مبادراتها البيئية من أجل حماية مستقبل الأجيال القادمة.
وبين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "أن دولة الإمارات مُلتزمة بتحقيق مسار تنموي منخفض الانبعاثات وستعمل على تحديث وتقديم إسهاماتها المحددة وطنياً حسب الجدول الزمني المتفق عليه."
وفي إطار جهودها الرائدة لمواجهة تغير المناخ، أعلنت الإمارات نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020، رفع سقف مساهماتها الوطنية في زيادة معدلات خفض الانبعاثات في كافة القطاعات الاقتصادية وصولاً إلى تحقيق انخفاض بنسبة 23.5% عام 2030، وهو ما يعادل خفضاً مطلقاً للانبعاثات بنحو 70 مليون طن.
ومن شأن تلك الخطوة الإماراتية تحفيز الجهود العالمية في هذا الصدد، عبر الإعلان عن رفع سقف مساهماتها الوطنية للعمل من أجل المناخ.
وتسعى دولة الإمارات لتقديم نموذج عالمي فعال للتعامل مع التغير المناخي ومواجهة التحديات التي يفرضها على دول العالم كافة، لحماية مستقبل البشرية من التحدي الأهم الذي يواجهها حاليا، وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
وتوجت الإمارات جهودها في هذا الصدد بالإعلان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن المبادرة الاستراتيجية للسعي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 ، وذلك في خطوة نوعية جعلت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي.
تحديات وإنجازات
رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة، وسعيها دائما إلى تحويل التحديات في إلى فرص تضمن للأجيال القادمة مستقبلاً مشرقاً، ظهرت في خطاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي بين خلاله أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي سعياً إلى ترسيخ قيم السلم والسلام والاستقرار والتعاون كونها ممكنات أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الحاضر والمستقبل وذلك في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة والغذاء ونقص الموارد الأساسية.
وبين في هذا الصدد : أن دولة الإمارات تنظر إلى العمل المناخي كونه فرصة لدفع مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية نحو آفاق جديدة، بالتركيز على حلول عملية يمكن لجميع الدول الاستفادة منها، مؤكداً أن الإمارات ماضية في التزامها شريكاً فاعلاً للمجتمع الدولي في جهود العمل المناخي وحريصة على أن يكون مؤتمر الأطراف "COP28" قادراً على التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة من خلال نهج واقعي وعملي وشامل ومتكامل يضمن مشاركة جميع الدول والأطراف ومناقشة احتياجاتها ومتطلباتها.
نموذج ملهم
الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة تغير المناخ تعد نموذجا ملهما لمختلف دول العالم، لحماية مستقبل البشرية من الخطر الأبرز الذي يواجه العالم حاليا.
وتتمتع دولة الإمارات بسجل حافل من الإنجازات في مجال العمل المناخي الفاعل والدبلوماسية المناخية والتعاون متعدد الأطراف كونها أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاق باريس وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية وأول دولة تعلن مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وهو ما أسهم في اختيارها لاستضافة مؤتمر الأطراف " COP28" في 2023.
كما تبوأت الدولة مراكز الريادة الإقليمية في مجال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة محلياً وعالمياً وأصبحت أول دولة في المنطقة تدير محطة للطاقة النووية لإنتاج الطاقة السلمية الخالية من الانبعاثات الكربونية وتشغل حالياً ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA=
جزيرة ام اند امز