انتخابات كاف تربك حسابات رئاسة اتحاد الكرة الجزائري
بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يمر بأحد أسوأ مراحله منذ بداية القرن الحالي، فما السبب؟
يمر هذه الأيام بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "فاف" بأحد أسوأ مراحله منذ بداية القرن الحالي، حيث أسالت انتخابات رئاسته الكثير من الحبر حتى قبل إجرائها.
وفي سيناريو لم تتوقعه الأقلام والأصوات الصحفية ولا الفاعلون في المشهد الكروي الجزائري، لم تتسلم لجنة الترشيحات أي ملف للترشح لانتخابات رئاسة الفاف، حتى من رئيس الاتحادية المنتهية ولايته، محمد روراوة، في آخر أجل لإيداع ملفات الترشح الذي ينتهي هذه الليلة، وهو ما زاد من حالة الغموض التي تكتنف مصير الاتحادية.
وأعلن محمد زرواطي عضو لجنة الترشيحات المكلفة باستقبال ملفات المترشحين لرئاسة الفاف ورئيس شبيبة الساروة، أن اللجنة لم تتسلم أي ملف ترشح حتى الآن، للانتخابات المزمع إجراؤها يوم 20 مارس المقبل، متوقعا تمديد آجال الترشيحات لاستقبال ملفات الترشح، مشيرا إلى أنه من صلاحيات اللجنة تمديد الآجال.
محمد روراوة رئيس الاتحادية المنتهية ولايته، والذي لم يقرر بعد خلافة نفسه على رأس الاتحادية الجزائرية، ينشغل في الوقت الراهن بخلافة نفسه في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" عن منطقة شمال إفريقيا في انتخابات أخرى مقررة في 16 مارس المقبل، وهي الانتخابات التي يرى عدد من المحللين الرياضيين واللاعبين السابقين في تصريحات لـ"بوابة العين الإخبارية" أنها قد تحدد ترشحه لرئاسة الفاف من عدمه، في وقت تحدثت الصحافة الجزائرية عن محفوظ قرباج رئيس الرابطة الجزائرية المحترفة، كبديل محتمل لروراوة في حال عدم ترشحه، خاصة وأن قرباج أعرب عن استعداده للترشح إذا ما قرر روراوة التنحي أولا، وإذا ما تلقى الضوء الأخضر من الوصايا ثانيا.
"بوابة العين الإخبارية" حاولت فهم الأسباب الحقيقية لحالة الغموض والترقب التي تعيشها الاتحادية الجزائرية في ظل عدم ترشح أي شخص لرئاسة هذه الاتحادية، فكانت البداية من المدرب السابق للمنتخبات الوطنية الجزائرية، عبد الرحمن مهداوي، الذي اعتبر في اتصال هاتفي إنه لا يمكن إنكار ما حققه روراوة لكرة القدم الجزائرية خاصة على الصعيد الدولي، لكنه كشف في الوقت نفسه عن الأسباب الحقيقية التي حالت دون وجود ترشيحات لرئاسة الفاف، مرجعا ذلك إلى أن "عدم إعلان روراوة الانسحاب ومغادرة الفاف هو الذي أجبر الجميع على عدم الترشح، وأن الترشح في ظل الدعم الذي يلقاه رورواة من داخل الاتحادية لن يكون في صالحهم"، واصفا الدعم الذي يتلقاه هذا الرجل " بأنه يتعدى بيت الفاف إلى الدعم السياسي وعلى أعلى مستوى".
وعن احتمالات تأثير ما يحدث على سمعة الاتحادية الجزائرية قاريا ودوليا، دعا المدرب السابق للمنتخبات الوطنية الجزائرية "إلى ضرورة إيجاد حل سريع حفاظا على سمعة الاتحادية الجزائرية، من خلال ضمان انتخابات شفافة تترشح لها مختلف الكفاءات".
اللاعب الدولي الجزائري السابق وأسطورة كرة القدم الجزائرية عمر بطروني أرجع عدم وجود ملفات ترشح لرئاسة الفاف إلى "اقتناع الجميع بأن الانتخابات محسومة لصالح محمد روراوة"، متهما في الوقت ذاته رجل الفاف الأول "بالاستيلاء على كرة القدم والاتحادية الجزائرية معا"، على حد وصفه.
بطروني أعرب أيضا "لبوابة العين الإخبارية" وبنبرة الحزن، عن استغرابه من سيطرة شخص واحد على أهم رياضة للجزائريين، في وقت تم تهميش عدد من الكفاءات الرياضية التي تحسن تسيير كرة القدم وتقدم الأفضل لها".
الأسطورة بطروني وفي إجابته عن سؤال يتعلق بمدى قانونية ترشح روراوة فقط مع قوانين الفاف والفيفا، حيث قال: "مادامت قوانين الاحتراف في الجزائر تتعارض مع قوانين الفيفا فما بالكم بترشح شخص واحد فقط، خاصة إذا كان روراوة".
أما المحلل الرياضي، رفيق وحيد، فيرى "أن التركيبة الحالية للجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي يطغى عليها طابع الولاء لشخص الرئيس الحالي للاتحادية هي التي تمنع أي محاولات ترشح من أي كان ضد روراوة".
رفيق وحيد كشف أيضا لبوابة العين الإخبارية عن أن الانتخابات الحالية تم حسمها عندما تم تعيين عدد من رؤساء الرابطات الولائية والجهوية بدل انتخابهم داخل هذه الرابطات وبأمر مباشر من روراوة (على حد تعبيره)، وهم الرؤساء الذين يشكلون المكتب الفدرالي للاتحادية".
وفي إجابته عن قانونية ترشح شخص واحد فقط لهذه الانتخابات، قال المحلل الرياضي: "إن كثيرا من قوانين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تتعارض مع القوانين الدولية"، كما "دعا الجهات الوصية للانتباه لهذا الخلل القانوني وإعادة النظر فيها تفاديا "لأي مهزلة مع الفيفا".
ولتفادي هذه المهزلة، يرى بعض المراقبين أن لجنة الترشيحات لانتخابات الفاف لم يبقى أمامها سوى البحث عن اقتراح حل عملي لتفادي أي تعقيدات قانونية قد تضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم للتدخل من أجل تسوية أمور الفاف".
للإشارة، فان الجدل الحاصل في الجزائر بخصوص بقاء رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أو انسحابه، أخذ أبعادا أخرى، بعد الأداء الهزيل للمنتخب الوطني الجزائري في كأس أمم إفريقيا التي جرت في الجابون، وخروجه من الدور الأول بهزيمة وتعادلين.
كما تسارعت الأحداث بعدها، بين شن كثير من وسائل الاعلام الجزائرية هجوما لاذعا على روراوة ومطالبته بالرحيل، إلى تدخل وزير الرياضة الجزائري الذي طالب روراوة في تصريح مفاجئ "بالاستقالة"، وهو التصريح الذي استدعى تدخل الحكومة الجزائرية، بعد طلب الفيفا توضيحات حول الموضوع المتعلق بتدخل الوزير الجزائري في شؤون الاتحادية.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA==
جزيرة ام اند امز