"ماكينة لا تتوقف".. كيف تحول محمد صلاح من هداف إلى صانع ألعاب؟
شهدت الفترة الأخيرة تطورا مذهلا في مسيرة المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، الذي بات بمثابة ماكينة لا تتوقف عن صناعة الأهداف.
ورغم أن صلاح أنهى 6 مواسم بقميص ليفربول كهداف الفريق الأول، وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات، والوصيف في مرة، لكنه تحول مؤخراً إلى صانع أهداف حاسم.
موقع "ذا أتلتيك" الشهير كشف عن التطور الكبير الذي شهده محمد صلاح على مستوى صناعة الأهداف، وذلك في تقرير بعنوان: "صلاح ماكينة تمريرات حاسمة، وليس فقط هدافا".
التقرير أشار إلى أن صلاح لم يعد كما كان يصفونه بالسابق بـ"الجشع" من أجل تسجيل الأهداف، أو "أكثر لاعب أناني" بحسب تصريح غرايم سونيس لاعب ليفربول السابق.
ولكن صلاح بات المنقذ لـ"الريدز" في حالة الحاجة إلى لاعب يمرر تمريرة حاسمة ومتقنة ليصنع هدف الفوز، مثلما حدث ضد نيوكاسل يونايتد، يوم الأحد الماضي، في الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي.
كيف يصنع محمد صلاح أهدافه؟
كانت تمريرة صلاح الحاسمة ضد نيوكاسل هي الثانية له هذا الموسم، بعد صناعة هدف "الريدز" الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم ضد تشيلسي.
في المرة الأولى استقبل صلاح الكرة من على الطرف بعد تمريرة الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، وكان منعزلاً في مواجهة ليفي كولويل، ظهير تشيلسي، تقدم للأمام ولمح لويس دياز فاستدار وحول اتجاهه ثم مرر بشكل متقن.
أما في المرة الثانية، في الوقت بدل الضائع ضد نيوكاسل، وقبل خسارة ليفربول لنقطتين جديدتين في أول 3 جولات، كان صلاح يتراجع للخلف، فوصلته الكرة بشكل عشوائي، فلم يحتاج الكثير من الوقت ليرسل تمريرة طولية مثالية لداروين نونيز الذي تعامل بشكل مثالي معها وحولها ببراعة لداخل الشباك.
أرقام محمد صلاح في صناعة الأهداف
يعتبر صلاح الآن سادس أفضل صناعي الأهداف في تاريخ ليفربول، إلى جانب حقيقة أنه خامس أفضل هداف في تاريخ النادي بـ187 هدفاً.
وصنع صلاح مع ليفربول 76 هدفا، آخرها ضد نيوكاسل، ولا يسبقه في القائمة الذهبية إلا 5 لاعبين، أولهم كيني دالغيش (176)، وستيفن جيرارد (145)، وجون بارنس (101)، وستيف ماكمانامان (85)، وإيان راش (83).
لكن على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن صلاح صاحب المركز الثاني برصيد 60 تمريرة حاسمة، بفارق 32 عن متصدر القائمة جيرارد، ومتفوقاً بفارق تمريرتي الموسم الحالي على ستيف ماكمانامان (58).
تمريرات صلاح الحاسمة بالموسم
تثبت الأرقام كيف تطور صلاح على مستوى صناعة الأهداف في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ موسم 2021-2022 وحتى الآن.
في البداية صنع صلاح 14 هدفاً في موسمه الأول الاستثنائي 2017-2018، ولكنه كان مهتماً أكثر بالتسجيل فأحرز 44 هدفاً، لكنه صنع 13 هدفا في الموسم التالي، و13 فيما بعده.
موسم 2020-2021 شهد تراجع صلاح بالوصول إلى 6 تمريرات حاسمة فقط، وهو الرقم الأقل له مع "الريدز"، في موسم خسر خلاله لقب الهداف في الجولة الأخيرة لصالح هاري كين.
ولكن بداية من الموسم قبل الماضي، بات صلاح ممررا حاسما أساسيا في خطط يورغن كلوب، فصنع 15 هدفاً في موسم 2021-2022، ثم 16 الموسم الماضي، وبالمعدل الحالي قد يتجاوز الرقمين القياسيين هذا الموسم.
وبالنظر إلى أرقام صانعي الأهداف منذ قدوم صلاح لليفربول في 2017 بالدوري الإنجليزي الممتاز، سنجد أن لا أحد يتفوق على الـ60 تمريرة حاسمة للنجم المصري إلا البلجيكي كيفن دي بروين، لاعب مانشستر سيتي، بـ74 تمريرة.
محمد صلاح وكيفية صناعة الأهداف بطرق مختلفة
لقد منح هذا التطور لصلاح الاستمرارية في هجوم ليفربول الذي تغير في السنوات الأخيرة، وحتى قبل رحيل ساديو ماني في صيف 2022، ثم روبرتو فيرمينو في الصيف الحالي.
ضم ليفربول في السنوات الأخيرة داروين نونيز ولويس دياز وكودي غاكبو، لكن رغم هذا يبقى صلاح دوماً في الملعب.
ورغم تشديد التقرير على أن الأهداف في النهاية تبقى ما يعيش عليه صلاح، لكن في الفترة التحضيرية قبل بداية الموسم الحالي ظهر أن النجم المصري يهتم بالجانب الثاني قبل الأهداف.
وصنع صلاح 7 أهداف دفعة واحدة في فترة الإعداد لزملائه ديوغو غوتا ولويس دياز وداروين نونيز والصاعد بوبي كلارك، بينما سجل هدفين فقط.
ومن الأمور كذلك التي ساعدت صلاح في هذا الأمر، هو تطور علاقته بنونيز خلال فترة الإعداد للموسم، وهو ما حول الأخير من صانع أهداف لصلاح للعكس.
وصنع صلاح 3 أهداف لنونيز في فترة الإعداد، ثم هدف نيوكاسل يونايتد، وهو أمر إن عكس فإنه يعكس كيف بات الثنائي على نفس الموجة من التناغم.
وبات صلاح ونونيز يتوقعان ما سيقوم به الآخر، فالأوروغواياني انتظر في الخلف حتى توقف صلاح ووزن تمريرته بدقة وحولها إليه.
بينما في الموسم الماضي كانت توجه تهمة غريبة للثنائي بأنهما يفضلان التمرير لبعضهما البعض حتى لو كان التسديد هو الخيار الأفضل.
وخلال فترة الإعداد للموسم الحالي جاء أول هدف بشكل كوميدي، حيث مرر صلاح كرة لنونيز، لكن الأخير فضل إعادتها للمصري على التسديد، ما فاجأه لكنه احتفظ بهدوئه وأعاد الكرة من جديد لداروين الذي وضع الكرة في المرمى.
خلال ودية غروثر فيورث التي صنع فيها صلاح هدفين لنونيز، كان لاعبو ليفربول يمنحون الكرة للنجم المصري في مساحات واسعة ضد مدافع وحيد، وكان الدولي المصري يمارس مهارات المراوغة بنجاح ثم يمرر.
أما في ودية بايرن ميونخ الألماني، صعد صلاح أكثر للأمام كي يكون أقرب للمرمى، وهذا أتاح له فرصة أكبر للاقتراب من دياز، والذي مرر له ليراوغ الأخير المدافع ويسجل.
وضد ليستر سيتي لم يختلف الوضع كثيراً، حيث حرر جوتا صلاح على الطرف الأيمن، فكان اللاعب المصري يقترب من الصندوق ويحتفظ بهدوئه حتى يجد من يمرر إليه.
مهارة أخرى قام بها صلاح ضد دارمشتاد الألماني، فلقد كان يخلق الخطورة من دون كرة، يضغط بقوة لأخذ الكرة من كريستوف زيميرمان داخل منطقة الجزاء، وهو ما أتاح لجوتا أخذ الكرة والتسديد في الشباك.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز