تفوق على الأساطير.. كيف يعبث محمد صلاح بثوابت كرة القدم؟
استحوذ النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، على الأضواء منذ انطلاقة الموسم الحالي، بالنظر لمستوياته المذهلة مع "الريدز".
صلاح الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم برصيد 16 هدفا، وبفارق 6 أهداف عن أقرب ملاحقيه، ينجح في هز شباك المنافسين بشكل دائم رغم أنه لا يلعب في مركز المهاجم الصريح (رقم 9).
صلاح يلعب على الطرف ويعتمد على قدراته المهارية والبدنية، عكس أغلب المهاجمين في الوقت الحالي، من نوعية الثنائي الفرنسي؛ كريم بنزيما في ريال مدريد وكيليان مبابي في باريس سان جيرمان، وكذلك البولندي روبرت ليفاندوفسكي مع بايرن ميونخ.
سام والاس رئيس تحرير قسم كرة القدم في صحيفة "تيليجراف" البريطانية، أشار في تقرير له إلى أن "صلاح كسر التصور القديم بشأن المهاجمين"، وذلك في تقرير بعنوان: "تألق صلاح ينهي مفهوم مهاجم القلب التقليدي".
التقرير أشار إلى أن المفهوم القديم للمهاجم التقليدي رقم 9، تلاشى سريعا مع صلاح، والدليل تفوقه في أرقام الأهداف على الثلاثي بنزيما ومبابي وليفاندوفسكي.
الكاتب استعان بإحصائيات صلاح التهديفية هذا الموسم، والمتمثلة في 16 هدفا و9 تمريرات حاسمة مقابل أسيست وحيد لليفاندوفسكي، الذي يتفوق على "مو" بـ3 أهداف على مستوى التسجيل.
في المقابل، كيليان مبابي لم يسجل إلا 9 أهداف وصنع 8، بينما بنزيما على صعيد الفرص المصنوعة منح زملاءه 37 فرصة، لكنه يبتعد عن صلاح بـ4.
مركز محمد صلاح
يقول والاس عن صلاح: "كيف يمكن أن تصف هذا اللاعب؟ هو ليس مهاجما صريحا، وليس جناحا ولا حتى اللاعب رقم 10 (صانع لعب)، هو النموذج المثالي الحديث للاعب متعدد المزايا الهجومية، فهو قادر على التكيف في طريقة 3-3-4، وهو لاعب قادر على اللعب يسارا أو يمينا، وإرسال الكرات في الزاوية البعيدة مثلما فعل في تعادل 2-2 مع تشيلسي الأحد الماضي".
"لقد سار على خطى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في استغلال المساحات الواسعة عبر المراوغة والاستحواذ"، حسب والاس.
وبحسب والاس أيضا "لا يمكن لمهاجمي الصفوة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم أن يقتربوا من صلاح مع وضع قائمة من المهاجمين مثل (ساديو) ماني وديوجو (جوتا) في ليفربول وجايمي فاردي (ليستر سيتي) وميشيل أنطونيو (وست هام) ورافينيا (ليدز) وهيونج سون مين (توتنهام) وإيميلي رو (أرسنال) وحتى رونالدو أسطورة مانشستر يونايتد".
التقرير شدد على أن فريقا مثل مانشستر سيتي حامل لقب البريميرليج أو تشيلسي بطل دوري أبطال أوروبا، لا يمتلكون مهاجماً من نوعية صلاح، مما يجعل لاعب الريدز هو الأبرز بين مهاجمي فرق القمة في إنجلترا.
وبات اللاعب رقم 9 الآن في البريميرليج، هو الفخ الذي يخدم نوعية المهاجمين من أمثال صلاح، وأكبر دليل على ذلك البرازيلي روبيرتو فيرمينو زميله في ليفربول، إذ إن "مو" لديه أسلوب قادر على التكيف في كافة المراكز وجذب المدافعين، حسب والاس.
مقارنة مع الأساطير
قارن الكاتب البريطاني بين صلاح ومهاجمي الدوري الإنجليزي في آخر عشر سنوات، بداية من واين روني وروبن فان بيرسي في مانشستر يونايتد، وكذا ديمبا با في تشيلسي وماريو بالوتيلي وإيدين دجيكو في مانشستر سيتي.
وبحسب الكاتب فإن "هؤلاء الأفذاذ ما كانوا إلا نموذجاً للمهاجم الكلاسيكي الذي يسجل من منطقة الجزاء، لكن ما يقدمه صلاح أثبت أن مفهوم المهاجم القديم قد تغير تماما".
ولم يعد المهاجم في العصر الحديث هو من يقضي معظم الوقت في منطقة الجزاء بحثا عن وصول الكرة، والدليل أن عدد لمسات المهاجمين في عام 2012، للكرة خارج منطقة الجزاء كان أقل كثيراً مما عليه الوضع الآن.
وبلغت نسبة لمس الكرة خارج منطقة الجزاء لصلاح وجوتا وفاردي حتى الآن 19.2% من إجمالي اللمسات مقارنة بنسبة 12.8 لمهاجمي البريميرليج قبل 10 سنوات.