محمد صبحي .. المسرح يرفع الستار عن "الممثل المفكر"
فارس المسرح ومفكره، لقب أطلقه النقاد، واختاره الجمهور للفنان المصري محمد صبحي.
فارس المسرح المصري لقب أطلقه النقاد واختاره الجمهور للفنان المصري محمد صبحي بعد أعمال مسرحية هامة ساهمت في تطوير العمل المسرحي وصنعت عددا من النجوم منهم أحمد آدم ومنى زكي وهاني رمزي، وأيضا توقعت بعض الأحداث الكبيرة التي شهدها العالم ومنها أحداث 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية.
ولصبحي مشوار فني طويل بدأه منذ عام 1968 بأدوار صغيرة، أهلته لخوض أعمال كبيرة وهامة في تاريخ السينما والمسرح بمصر، الذي رفع الستار عن "ممثل مفكر"، يتناول الأحداث بشكل عميق.
مشاركات صبحي برزت في أواخر الستينيات من القرن الماضي، واستطاع أن يجد لنفسه مكانا بين أبناء جيله، خلال مشاركاته السينمائية وبالأخص فيلم "الكرنك"، وبعض الأدوار الصغيرة في بعض المسرحيات.
أولى التجارب المسرحية لمحمد صبحي كان في مسرحية "كومبارس الموسم" التي عرضت عام 1986 مع فريد شوقي وشلبي درغام وليلى طاهر وصلاح طنطاوي ومحمد شعلان، وقدم فيها دورا صغيرا.
شارك صبحي عام 1969 في مسرحية "هاللو شلبي" من بطولة عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح ومديحة كامل ونظيم شعراوي ويوسف عوف وسعد أردش، وقدم دور الطبيب.
ويبدو أن "هاللو شلبي" فتحت شهية صبحي للمسرح بعد أن التقى صديقه وزميل الدراسة لينين الرملي ليقدما عددا من المسرحيات المختلفة والمعروفة بين عام 1975 حتى عام 1980 ومنها "على بيه مظهر" و" انتهى الدرس ياغبي".
اختار صبحي أن يولي اهتماما كبيرا للعمل المسرحي رغم نجاحاته الدرامية والسينمائية، واختار أن يواجه الجمهور على الخشبة التي تخرج منها عباقرة الفن في مصر.
أسس فارس المسرح كما يلقبه بعض النقاد، في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فرقة "ستوديو 80" مع لينين الرملي، وقدما عددا من المسرحيات من خلال الفرقة التي سجلت نجاحا كبيرا خلال عرضها على خشبة المسرح وفي التلفزيون ، ومنها "تخاريف" و"الهمجي" و"إنت حر" و"وجهة نظر" و"بالعربي الفصيح".
مع قدوم التسعينيات انشغل صبحي بالمسلسل الشهير "يوميات ونيس" الذي استمر معه سنوات طويلة وقدمه في 8 أجزاء مختلفة استمرت حتى عام 2013 وأثبت فيه نجاحا كبيرا.
مع نهاية التسعينيات عاد صبحي إلى المسرح بقوة وقدم مسرحيته الشهيرة "ماما أمريكا" عام 1998 من بطولته بمشاركة وهناء الشوربجي وشعبان حسين وعبدالله مشرف ومجدي صبحي ومحمود أبو زيد ، ﺗﺄﻟﻴﻒ محمد صبحي ومهدي يوسف، وهي من إخراجه.
حققت المسرحية نجاحا كبيرا وقت عرضها وتنبأ فيها صبحي بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي ضربت أمريكا وأسقطت برجي التجارة العالمي.
توالت العروض المسرحية الناجحة لمحمد صبحي بعد "ماما أمريكا" حيث قدم 3 في عام واحد ومنها "كارمن" وهي من الأدب الإسباني التي أعاد صياغتها وقدمها عام 2000، بمشاركة الفنانة سيمون وأركان فؤاد وخليل مرسي وعبدالله مشرف ومجدي صبحي، والمسرحية أخرجها صبحي وساعده في الإخراج زوجته الفنانة الراحلة نيفين رامز كمساعد مخرج.
بعد نجاح "كارمن" قدم صبحي "سكة السلامة" بمشاركة سيمون وشعبان حسين وخليل مرسي ومحمود أبو زيد وأيمن عزب، والمسرحية من إخراجه وتأليف سعد الدين وهبة.
أما "لعبة الست" فتعد آخر ما قدم محمد صبحي على خشبة المسرح وهي مستوحاة من الفيلم الشهير "لعبة الست" من بطولة وتأليف الفنان نجيب الريحاني، وشارك صبحي البطولة سيمون وخليل مرسي وشعبان حسين وأمل إبراهيم ومحمود أبو زيد.