محمد بن راشد: 2020 سيكون البداية لقفزة تنموية ضخمة
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكد أن الاقتصاد الجديد سيكون محورا رئيسيا في أجندة الخمسين التي نسعى لتحقيقها خلال الخمس سنوات المقبلة
أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أثناء ترؤسه الاجتماع الثاني لمجلس دبي مشروع "حي دبي للمستقبل".
وهو عبارة عن ربط أبراج الإمارات مع مركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي، ليكون أكبر منطقة لصناعة اقتصاد المستقبل في المنطقة، تضم تسهيلات تمويلية وتشريعية غير مسبوقة.
ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوضع مستهدف جديد لحجم تجارة دبي الخارجية غير النفطية، لتصل إلى تريليوني درهم خلال 5 سنوات.
كما وجه بتكثيف وتوحيد جهود الترويج والتسويق الخارجي لدبي عبر إنشاء 50 مكتبا في خمسين دولة حول العالم للترويج التجاري والسياحي والاستثماري لدبي.
ووجه كذلك بإنشاء صندوق بمليار درهم لدعم شركات الاقتصاد الجديد ضمن حي دبي للمستقبل.
وستعمل المنطقة الجديدة على تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للمواهب العالمية والخبرات ورواد الأعمال في مختلف القطاعات، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحول إمارة دبي إلى وجهة أعمال وبيئة استثمارية متكاملة تضم تسهيلات استثنائية، خاصة في مجال الاقتصاد الجديد.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء ترؤسه الاجتماع الثاني لمجلس دبي: "الاقتصاد الجديد أو اقتصاد المستقبل سيكون محورا رئيسيا في أجندة الخمسين هدفا التي نسعى لتحقيقها خلال الخمس سنوات المقبلة".
أضاف: "دبي ستكون عاصمة عالمية للاقتصاد الجديد"، لافتا إلى أن "مجلس دبي سيركز على فتح قطاعات اقتصادية جديدة للإمارة وتحقيق تحولات في قطاعاتها الحالية".
وأضاف "نسعى لقفزة كبيرة في تجارة دبي الخارجية عبر تحفيز وتنشيط وتطوير مستمر لجميع أدواتها اللوجستية والتشريعية والخدماتية وتطوير شراكات دولية جديدة".
وأوضح "خمسون مكتبا لدبي للترويج التجاري والسياحي ستكون في القارات الخمس.. وتوحيد الجهود الخارجية سيحمل نتائج أفضل لاقتصاد دبي".
وقال: "طلبت توجيه رسائل لجميع مديري الدوائر والشخصيات العامة في الإمارة لرفع مقترحات تطويرية لي مباشرة تحقق تحولات إيجابية في مسيرتنا".
وختم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حديثه أثناء ترؤسه الاجتماع الثاني لمجلس دبي قائلا: "عام 2020 سيكون البداية لقفزة تنموية ضخمة، وهو عام التغيير الكبير الذي سينقلنا للعشرين القادمة بكل قوة".
ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوضع مستهدف جديد لحجم تجارة خارجية غير نفطية بحجم يصل إلى تريليوني درهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وكلف سلطان أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي رئيس مجلس إدارة مجموعة "موانئ دبي العالمية"، بمسؤولية هذا الملف وذلك عبر فتح أسواق خارجية جديدة للإمارة وتطوير منظومة الخدمات اللوجستية وتعزيز تنافسية الصادرات المحلية، وذلك من خلال تشكيل لجنة لإدارة هذا الملف وتحقيق الأهداف المرجوة عبر كل الوسائل التحفيزية والترويجية.
وسوف يتعين على اللجنة تقديم خطة خلال 30 يوما من انعقادها، وتتضمن وضع تصور لفتح أسواق جديدة لتجارة دبي الخارجية وعقد شراكات دولية استراتيجية وتعزيز تنافسية الصادرات المحلية واستحداث قطاعات تصدير جديدة وتطوير منظومة الخدمات اللوجستية في الإمارة وترسيخ قدرات الخطوط الملاحية الدولية التي تديرها الإمارة.
إلى ذلك، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء ترؤسه اجتماع مجلس دبي بتوحيد جهود الترويج والتسويق الخارجي لدبي في المجال التجاري والسياحي والاستثماري.
وذلك عبر تأسيس 50 مكتبا للترويج التجاري والسياحي والاستثماري لدبي في 50 دولة حول العالم تتولى توفير مراكز موحدة تستطيع خدمة قطاعات متعددة من المستثمرين والمبدعين والتجار والسياح والمواهب العالمية.
وكذلك تعزيز الحضور الدولي لإمارة دبي وخفض تكاليفها التشغيلية في الخارج ومضاعفة أثر جهودها الترويجية عالميا، بالإضافة إلى زيادة صادرات دبي السلعية والخدمية والعلمية والثقافية والإبداعية وغيرها، علاوة على زيادة إيرادات دبي السياحية والاستثمارية والمالية والعلمية وتعزيز جاذبيتها للكفاءات والمهارات والطلاب وغيرها.
10 مبادرات لدعم اقتصاد المستقبل
وستكون مبادرة "حي دبي للمستقبل" مظلة لمجموعة من المشاريع المشتركة التي سيتم إطلاقها بما يترجم مخرجات وثيقة "4 يناير 2020" التي أعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تعهد فيها بمواصلة العمل على تطوير إمارة دبي.
وذلك عبر دعم احتضان المواهب الوطنية والعالمية، وبناء شراكات جديدة توفر فرص العمل والتمويل لرواد الأعمال والشركات الناشئة، إلى جانب تبني العديد من المبادرات التحفيزية لتسهيل تأسيس شركات جديدة وإطلاق أفكار مبتكرة في مجال تصميم اقتصاد المستقبل.
وسيتم خلال الفترة المقبلة إطلاق عشر مبادرات لدعم اقتصاد المستقبل، عبر توفير بيئة استثمارية وتقنية وتشريعية وخدمية وتحفيزية هي الأفضل والأكثر جذبا من نوعها في المنطقة والعالم.
وفيما يلي عرض تفصيلي للمبادرات العشر الأولى..
صندوق دبي لاقتصاد المستقبل
وهو صندوق بقيمة مليار درهم مخصص لرواد اقتصاد المستقبل في دبي والمنطقة بهدف توفير أشكال الدعم كافة والتسهيلات اللازم للشركات التكنولوجية الناشئة خاصة في المراحل التأسيسية الأولى.
ويهدف الصندوق إلى تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة في المنطقة لتأسيس شركات اقتصاد المستقبل، وزيادة مساهمة شركات اقتصاد المستقبل في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى دعم استثمارات القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية في شركات اقتصاد المستقبل بدبي.
مكتب شركات اقتصاد المستقبل
سوف يتم تأسيس مكتب لشركات اقتصاد المستقبل معني بإصدار إقامات خاصة لرواد المستقبل مدتها 5 سنوات.
كما يوفر خدمات إصدار رخص المشاريع المبتكرة، إلى جانب توفير تسهيلات بنكية لرواد اقتصاد المستقبل، وتوفير خدمات قانونية لرواد الأعمال بمعايير عالمية، وتوفير مساحات عمل مرنة، بالإضافة إلى توفير خدمات تدريبية وورش عمل.
رخص تشريعية لابتكار وتجربة تقنيات اقتصاد المستقبل
تحت هذه المبادرة، سيكون بإمكان رواد اقتصاد المستقبل، من خلال مختبر التشريعات ومنطقة 2071، الحصول على رخص تشريعية لتجربة ابتكاراتهم في مساحات مخصصة، لذلك تكون مناطق تجريبية. ومن شأن هذه المناطق التجريبية أن تساهم في دعم اقتصاد إمارة دبي.
ومن الأمثلة على المناطق التجريبية للابتكار منطقة تجربة السيارات ذاتية القيادة، ومنطقة تجربة الطائرات دون طيار للاستخدامات المدنية، ومنطقة تجربة الذكاء الاصطناعي في المستشفيات، ومنطقة تجربة الواقع الافتراضي والمعزز في المراكز التجارية.
خيارات سكنية مخفضة لرواد اقتصاد المستقبل
بموجب هذه المبادرة، يستطيع رواد اقتصاد المستقبل الاستفادة من الخيارات السكنية المتاحة بسعر يقل عن 3000 درهم شهريا للوحدة السكنية. ولهذا الغرض سوف تقوم منطقة 2071 بعقد شراكات مع مطورين عقاريين لتوفير خيارات سكنية بالسعر المستهدف.
نافذة موحدة للتمويل والاستشارات لرواد اقتصاد المستقبل
من خلال هذه المبادرة، سوف يتم تخصيص مساحة ضمن منطقة 2071 كنافذة موحدة للعديد من رواد الأعمال وأصحاب الخبرات والمستثمرين في اقتصاد المستقبل، بحيث تستطيع شركات اقتصاد المستقبل عبر هذه النافذة الحصول على التمويل والاستشارات اللازمة لبدء أنشطتها وتوسيعها.
بورصة جديدة لشركات اقتصاد المستقبل
وهي بورصة مخصصة لشركات اقتصاد المستقبل تحت مظلة مركز دبي المالي العالمي، تتيح المجال لها للحصول على التمويل ورفع رأس المال وفق نظام أكثر مرونة.
وتهدف هذه البورصة إلى توفير البنية التحتية اللازمة لشركات اقتصاد المستقبل من أجل الحصول على التمويل والتقليل من أعباء إجراءات الاكتتابات العامة الأولية، وذلك لتحفيز المستثمرين على الاستثمار وتداول الأسهم، مع تسهيل طرق بيع حصصهم الاستثمارية.
أكبر مساحة لحاضنات ومسرعات شركات اقتصاد المستقبل
سوف تكون هذه أكبر حاضنة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمساعدة شركات اقتصاد المستقبل في مراحلها التأسيسية الأولى، من خلال توفير التدريب في مجال الابتكار وتطوير النماذج الأولية، إضافة إلى توفير الفرصة للاستفادة من خدمات شبكة الشركاء والمرافق المتاحة.
مركز أبحاث اقتصاد المستقبل
سوف يسهم مركز أبحاث اقتصاد المستقبل في تصميم البحوث التطبيقية من خلال العديد من المختبرات المتخصصة "في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وغيرهما"، حيث يشكل المركز منصة للأبحاث العلمية والتعاون المشترك مع القطاع الحكومي والخاص.
ومن الأمثلة على المختبرات المتخصصة، تحت مظلة المركز، مختبر الأنظمة الروبوتية، الذي يهدف إلى دعم وتوحيد جهود الجهات الرئيسية في تطوير قطاعات علوم الكمبيوتر والروبوتات من أجل القطاعين الحكومي والخاص.
تخريج شركات اقتصاد المستقبل من الجامعات الوطنية
وهو برنامج يهدف إلى ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع طلاب الجامعات، الحكومية والخاصة في الدولة، على تأسيس شركات اقتصادية، حيث يعمل الطلاب في مرحلة التسريع على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى شركات اقتصاد المستقبل.
وسوف يوفر البرنامج العديد من الخدمات المساندة لدعم الطلاب المبتكرين، تشمل تخصيص مساحات للعمل، وتقديم التوجيه والإرشاد، وتوفير مواد تعليمية وتثقيفية، علاوة على توفير فرص للحصول على المنح والتمويل من جهات حكومية وخاصة.
مؤتمرات دولية عن اقتصاد وشركات المستقبل
سوف يستضيف حي دبي للمستقبل أكبر وأهم الفعاليات والمؤتمرات الدولية الساعية إلى توفير منصات عالمية لرواد اقتصاد المستقبل للتواصل من خلالها واستشراف آفاق النمو وعرض مشاريعهم أمام جمهور أكبر.
أفضل منطقة متكاملة لرواد الأعمال
ويضم مشروع "حي دبي للمستقبل" 3 مناطق بارزة في دبي تشمل مركز دبي التجاري العالمي ومنطقة أبراج الإمارات ومركز دبي المالي العالمي، حيث ساهمت جميعها منذ تأسيسها في تحقيق نجاحات كبيرة في اقتصاد دبي ودولة الإمارات، حيث سيتم الربط فيما بين هذه المناطق بواسطة جسر مستوحى تصميمه من متحف المستقبل.
وسوف سيسهم التكامل بين مركز دبي التجاري العالمي وأبراج الإمارات ومركز دبي المالي العالمي في جعل "حي دبي للمستقبل" أكبر منطقة للابتكار على مستوى العالم، ما يعمل ترسيخ مكانة دبي الريادية أكبر مركز اقتصادي في المنطقة، وتوفير المزيد من فرص النجاح لرواد الأعمال الذين يتطلعون إلى النمو والتوسع في أسواق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
مركز دبي التجاري العالمي.. رؤية للمستقبل
يشكل مركز دبي التجاري العالمي شاهدا على نجاح دبي في تطوير قطاعي التجارة والسياحة وتنويع النشاط الاقتصادي في الإمارة.
وقد أعلن المركز خططا ومشاريع مستقبلية تدعم مبادرة حي دبي للمستقبل، حيث تتضمن تقديم مجموعة من الحوافز لأصحاب المشاريع ورواد الأعمال عبر توفير خيارات مناسبة للمساكن والمكاتب.
وكان المركز قد احتفل مؤخرا بالذكرى الأربعين لتدشينه في عام 1979، حيث كان آنذاك أعلى مبنى في المنطقة بطوابقه الـ29 ليصبح أيقونة إماراتية تظهر على الأوراق النقدية من فئة "100 درهم".
وتبلغ المساحة الإجمالية لمركز دبي التجاري العالمي 1.3 مليون قدم مربع. ومنذ افتتاحه حتى اليوم أضاف ما يزيد على 200 مليار درهم إلى إجمالي الناتج المحلي في إمارة دبي.
واستضاف أكثر من 5000 فعالية تجارية متنوعة، كما استقطب خلال العقود الماضية أكثر من 30 مليون زائر تجاري، منهم 12 مليون زائر من الأسواق العالمية.
أبراج الإمارات.. وجهة حكومية وابتكارية
إلى ذلك، شكل افتتاح أبراج الإمارات في عام 1999 معلما رئيسيا في دبي، وتحولت أبراج الإمارات في الآونة الأخيرة إلى مساحة عمل متكاملة ومصممة بشكل هادف لربط الجهات الحكومية والشركات العالمية والناشئة والمستثمرين والشباب والجمهور من أجل المشاركة في خلق المستقبل.
وتضم منطقة الأبراج العديد من الجهات الحكومية والمبادرات الرائدة مثل مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومنطقة 2071 ومتحف المستقبل ومكتب المستقبل المصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تشكل إضافة مهمة لمسيرة دبي نحو الريادة العالمية في قطاعات التكنولوجيا والابتكار.
كما تضم مقر مؤسسة دبي للمستقبل التي تكرس جهودها في تصميم المستقبل من خلال العمل على تطوير الدراسات والأبحاث لتمكين صناع القرار من استشراف المستقبل وتزويد أفراد المجتمع بمهارات المستقبل ونشر ثقافة الابتكار وتسريع الأعمال من خلال الشراكات الفعالة بين الجهات الحكومية والخاصة والشركات العالمية والناشئة.
مركز دبي المالي العالمي.. 15 عاما من الإنجازات
احتفل مركز دبي المالي العالمي "DIFC" في شهر يناير/كانون الثاني الماضي بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه ونجاحه في استكشاف اتجاهات جديدة في قطاع الخدمات المالية.
ويعد من أهم المراكز المالية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ويضم حاليا أكثر من 23 ألف موظف في أكثر من 2000 شركة.
وأطلق مركز دبي المالي العالمي فنتيك هايف "FinTech Hive" في عام 2017 في إطار جهوده المستمرة لتعزيز ريادة دبي في مجال تبني التكنولوجيا الحديثة، والجمع بين المؤسسات المالية والجهات الحكومية وشركات التكنولوجيا ورجال الأعمال المبدعين للعمل على تطوير تقنيات مبتكرة تلبي الاحتياجات المتغيرة للقطاع المالي في المنطقة.