محمد بن راشد: رسالة الإمارات إلى العالم سلام وتسامح
قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن مشارعينا ومبادراتنا تأتي لتخدم شعبنا وأمتنا وتؤكد مكانتنا المتقدمة بين الشعوب
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن رسالة دولة الإمارات إلى العالم ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت وستظل رسالة سلام وأمل وتسامح وتعاون على الخير، وأن ما تقوم به من جهود وما تطلقه من مشاريع وما ترسيه من أسس تصب جميعها في ترسيخ هذا النهج الذي اختارته دولتنا للعبور إلى مستقبل أفضل يحمل أسباب الخير لشعبنا المعطاء وللشعوب الشقيقة والصديقة كافة.
جاء ذلك خلال حضوره اليوم الاثنين أعمال الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي التي نظمها اليوم نادي دبي للصحافة تحت رعايته بمشاركة رموز العمل الإعلامي في الدولة ورؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية ولفيف من كبار الكتاب والمفكرين والأكاديميين وطلبة وطالبات الإعلام.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "سيرا على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تأتي مشارعينا ومبادراتنا لتخدم شعبنا وأمتنا وتؤكد مكانتنا المتقدمة بين الشعوب صانعة النهضة والحضارة، وأيادينا في الإمارات ستبقى دائما ممتدة بالخير لجميع الأشقاء والأصدقاء لنعمل معا نحو مستقبل أفضل ينعم فيه الإنسان بفرص أرحب تمكنه من تحقيق الحياة الكريمة التي يتطلع إليها لنفسه وأبنائه من بعده".
وأضاف: "مهمتنا الأولى ضمان سعادة الناس وإمدادهم بما يعينهم على تحقيق آمالهم وتجاوزها إلى ما هو أرقى وأعلى.. والإعلام شريك مهم وفاعل في ذلك لدوره في تثقيف المجتمع وتعزيز وعيه وتنبيهه لما قد يعترض طريقه من معوقات لتجاوزها وصولا إلى التقدم المنشود".
وحذر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من الأخبار المضللة والأكاذيب المدسوسة والشائعات التي لا أساس لها من الصحة ولا تقصد إلا للإساءة والتقليل من حجم الإنجاز في أي مجال كان ولا تسعى إلا لعرقلة المسيرة بتشتيت الانتباه وإضعاف العزيمة والنيل من الإصرار على التطور.
وقال: "الشائعات والأكاذيب لا تتربص إلا بالنجاح، فهي خطر يجب الاحتياط منه والتنبه لأهدافه الخبيثة والتصدي لها بكل حزم، ومسؤولية الإعلام كبيرة في تفويت الفرصة على أصحابها بما يضمرون من أجندات تخدم مصالح خاصة تضر بصالح الأمة".
وأشاد بأداء مؤسسات الإعلام الإماراتية في المرحلة الراهنة وما قدمته من دور متوازن وموضوعي، حاملة رسالة واضحة حول حقيقة الأوضاع في المنطقة وخلفياتها وتداعياتها بعيدا عما قد يعمد البعض إلى تشويهه وتقديمه إلى الناس على أنه واقع.. وقال: "التزام مؤسساتنا الإعلامية بالطرح الموضوعي والفكر المتزن يرسخ مصداقيتها ويعزز رصيدها لدى المجتمع.. كلمة الحق دائما عالية وكلمة الباطل زاهقة.. نريد إعلامنا أن يكون دائما راية للحق ومنارة للحقيقة".
ولفت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى ضرورة الاهتمام بإعداد أجيال واعية من شباب الإعلاميين المواطنين ليكونوا بمثابة محرك الدفع لعمليات التطوير المستمرة لقدراتنا الإعلامية ليبقى إعلامنا دائما منافسا بمحتوى متميز ورسالة نافعة تؤكد الثوابت وتحفز الطاقات وتشحذ الهمم.
وقال إن شباب الإعلاميين لابد وأن يكونوا مواكبين للمستجدات والمتغيرات من حولهم ملمين بجميع أبعادها. نعول على الشباب وأفكارهم في التطوير. ونجاح الإعلام يبقى مرهونا بقدرته على التعبير بصدق عن المجتمع وكذلك تعريفهم بذات الصدق بما يجري حولهم من أحداث وتطورات ليكون المتلقي قادرا على تكوين قناعاته الشخصية على أساس متين من الحقيقة لا الأوهام والأكاذيب".
واستمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، للكلمة الرئيسة لمنتدى الإعلام الإماراتي التي ألقاها الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، وأكد خلالها أن تقدير قيادة الإمارات للإعلام ودوره الحيوي في مسيرة النهضة الحضارية التي تشهدها البلاد ليس شيئا طارئا ولا جديدا عليها بل هو جزء أصيل منذ تأسيس الدولة، مشيرا إلى أن القادة المؤسسين اهتموا بالتواصل مع وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح لما لها من دور رئيسي في بناء المجتمعات.
وأوضح الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، انتبه باكرا ومنذ بداية تأسيس الدولة إلى دور الإعلام وقدرته على تعزيز التنمية ومسيرة البناء ودوره المحوري في دعم مواقف الدولة والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية ونقل رسائلها الصحيحة إلى العالم بدون تشويه أو تلفيق.
ولفت إلى الوعي المبكر بأهمية الاعلام لدى المغفور له الشيخ زايد الذي تجلى أثناء حرب عام 73 عندما لاحظ رحمه الله عدم تغطية وسائل الاعلام العالمية لوقائع الحرب إلا من وجهة النظر الإسرائيلية، فسارع بالاتصال بالرئيس المصري حينها أنور السادات ليستفسر عن ذلك، حيث أطلعه السادات على أن الوسائل الإعلامية تعمل من مدينة تل أبيب الإسرائيلية نظرا لضعف الإمكانات المادية في مصر، حينها وعلى الفور أمر الشيخ زايد بتوفير طائرة خاصة لنقل المراسلين على نفقته ليطلعوا بشكل حقيقي وواقعي على تلك الحرب، ما وفر رواية مختلفة عنها أكثر وضوحا وعدلا وتوازنا.
وأشار الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى الدور الأساسي للعادات والتقاليد والموروث في دول الخليج الواحد في تشكيل الاستراتيجيات الإعلامية والتي لابد لها أن تستقي أسسها ومبادئها من قيم وخصوصية المجتمع الخليجي لتلعب الدور المأمول منها في التوحيد ولم الصفوف بدل التفرقة والحديث عن الخلافات واللهاث وراء العجائب والإثارة.
ثم استعرض بعض الأرقام المهمة الواردة في التقرير الصادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي التي تشير إلى أنه خلال فترة لم تتجاوز السنوات الخمس خسر العالم العربي أكثر من 833 مليار دولار بسبب ما سمي "الربيع العربي" والذي يجدر أن يسمى "الفصل الملوث".
وأكد أن هذه الأموال التي أنفقت على تأجيج الكراهية وإثارة النعرات والفتن في المجتمعات العربية كان بإمكانها العمل على تنمية مستقبل المنطقة وعلى تعليم الشباب العربي في أرقى الجامعات العالمية.
وتطرق في حديثه إلى عدد من المنجزات والمشاريع الريادية في الإمارات التي تبنتها الدولة بحكمة قيادتها ورؤيتها الثاقبة، مشيرا إلى المبادرات المجتمعية المحلية والعالمية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ليمتد خير الإمارات وعطاؤها إلى أصقاع العالم.
وأكد أن الإمارات تعمل بحكمة وتفاؤل ورؤية مستقبلية متفردة ومستوحاة من قيادتها الوطنية العليا، ولا بد أن يواكب الإعلام الوطني هذا النهج بالقوة والطموح نفسيهما.. منوها إلى أن الإعلام الإماراتي استطاع المسير بوتيرة هادئة متزنة خلاقة قادرة على تجاوز التحديات.
ووجه تحذيرا شديد اللهجة لبعض القوى الإقليمية في المنطقة التي تسعى سياساتها إلى بث روح الفرقة والكراهية والتعصب في بيئتنا العربية المتسامحة، واصفا تلك الدول بالمستنقعات الملوثة والراكدة التي تبث الأمراض والأوبئة الخبيثة لتسميم الأجواء المحيطة إزاء ما اختارته الإمارات لنفسها كنموذج للنهر الجاري وما يمثله من رمز للتطوير والتحديث والتجديد، مشبها إحدى تلك القوى الإقليمية بالحرباء التي تختبئ بين أغصان شجرة الزيتون ليظن العالم أنها الغصن النضير فيما أن الجميع يعلم حقيقتها البائسة كحرباء مقيتة.
حضر الجلسة الرئيسة لمنتدى الإعلام الإماراتي الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام وحشد من قيادات الإعلام المحلي والمختصين والأكاديميين.
وكرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرافقه الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان طالبات الإعلام الفائزات في مسابقة الورقة البحثية التي نظمها نادي دبي للصحافة على هامش الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي ودار موضوعها حول "الأخبار المفبركة".
كما كرّم الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان 26 مؤسسة إعلامية محلية شملت الصحف الصادرة بالعربية والإنجليزية والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية تقديرا للدور الإيجابي الذي قامت به تلك الجهات في تعزيز التلاحم بين أبناء الوطن وتأكيد المواقف الثابتة لدولة الإمارات.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز