مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل.. منصة ملهمة للاستثمار في الشباب
إيمانا منها بأن الشباب هم صناع المستقبل وعماد التنمية، أخذت الإمارات على عاتقها الاهتمام بهم عبر مبادرات ملهمة.
من أبرز تلك المبادرات، كان إطلاق "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" قبل 4 سنوات، برعاية ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ويجسد هذا المجلس الذي ينظمه مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي رؤية الإمارات التنموية، التي تنطلق من أن الشباب هم الثروة الدائمة التي ينبغي العمل على تنميتها وتعظيم الاستفادة منها.
وخلال دوراته المتعاقبة منذ الدورة الافتتاحية مارس/آذار 2017، ثم الدورة الثانية في أكتوبر 2018، ثم الدورة الثالثة مارس/آذار 2021 التي تنطلق الأحد، أضحى المجلس نموذجا ملهما لدول المنطقة في الاستثمار في الشباب وإعداد قادة المستقبل.
كما تحول المجلس إلى جسر تواصل بين الشباب والقادة ومنصة هامة تتيح للشباب الالتقاء بصناع القرار والمسؤولين الحكوميين والمفكرين البارزين والخبراء العالميين للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ورؤاهم، ما يساعدهم في تحديد مساراتهم المهنية والعلمية والتعليمية المستقبلية، وتطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم وخبراتهم، بشكل يعينهم على مواجهة التحديات وإحالتها إلى إنجازات، ومشاركتهم في صناعة المستقبل من خلال تقديم مقترحات وتصورات وأفكار لحلول تعزز دورهم ومساهمتهم في دفع مسيرة تطور المجتمع وتقدم الدولة ورسم ملامح مستقبلها.
وخلال فترة قصيرة، نجح "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل"، بالفعل في تحقيق تلك الأهداف.
تناغم وترابط
ويتضح ذلك بشكل جلي في تتبع الدورات الثلاث، فإذا كانت الدورة الأولى للمجلس شهدت محاضرة تاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات التي شكلت محاور "مئوية الإمارات 2071"، فإن الدورة الثالثة للمجلس التي تنطلق الأحد، تبحث دور الشباب في بناء إمارات المستقبل خلال الخمسين عاما القادمة.
ويطرح المجلس في دورته الثالثة 3 محاور رئيسية هي "عالم متغير"، و"فرص جديدة"، و"الخمسون عاماً القادمة"، وذلك ضمن السعي لمواكبة احتياجات جيل من قادة المستقبل، عبر تجارب افتراضية تفاعلية لتحفيز الشباب وتفعيل دورهم بطرح الأفكار، واستكشاف فرص جديدة تشكل ركيزة مهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات، وهو ما مضت الإمارات بتحقيقه بالفعل من خلال الاستعانة بالشباب في المناصب القيادية في مختلف مواقع العمل الوطني.
وهو ما يبرهن أن هناك تناغما وترابطا بين الأهداف المتتالية لتلك الدورتن تصب جميعها نحو تحقيق هدف واحد هو الاستثمار في قادة المستقبل.
أهمية خاصة
وتحمل الدورة الثالثة أهمية خاصة لأكثر من سبب، أول أنها تأتي بعد شهر من تحقيق الإمارات في 9 فبراير/شباط الماضي إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، الذي كان لشباب الإمارات دور بارز في تحقيقه، كونهم ركيزة هذا المشروع الوطني الذي يمثل رؤية الدولة وقيادتها الرشيدة في الانتقال لمرحلة ما بعد النفط وتأسيس اقتصاد المعرفة.
ويعكس مشروع مسبار الأمل الثقة العالية التي يتمتع بها شباب الإمارات من قبل قيادة الدولة التي تؤمن بدورهم المحوري في تعزيز مسيرة التنمية.
واتخذت الإمارات منذ بداية التفكير في مشروع "مسبار الأمل" قرارا استشرافيا بأن يتم التخطيط والإدارة والتنفيذ على يد فريق إماراتي، وتأكيداً على ذلك فإنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية، التي يقوم عليها المشروع من الخارج، بل تم تصميم مكوناته وتصنيعها وتجميعها محلياً على يد خبرات وإمكانات محلية.
أما المعرفة التقنية اللازمة لذلك فقد تم تطويرها محلياً من خلال تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.
ويعتبر "مسبار الأمل" أحد أهم المشاريع التي برهنت على إبداع الشباب الإماراتي وعكست ما يتمتعون به من إمكانات وخبرات علمية متقدمة، حيث يعمل بالمشروع نحو 200 مهندس وباحث من شباب الدولة الذين نفذوا المطلوب منهم في 6 سنوات فقط منذ ولادة الفكرة إلى انطلاق المسبار، في حين أن المشاريع المشابهة عالمياً استغرقت 10 سنوات لإتمامها، كما أن جهود هؤلاء الشباب أسهمت في جعل تكلفة المشروع نحو 200 مليون دولار وهي أيضا من أقل المشاريع المشابهة تكلفة.
كما تأتي الدورة الثالثة للمجلس في وقت يقوم فيه شباب الإمارات بدور بارز في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز حتى أصبحت دولة الإمارات الثانية عالمياً في سباق التطعيم بعدما أطلقت الحكومة حملة لتلقيح جميع أفراد المجتمع المواطنين والمقيمين ضد الفيروس مجاناً مع تقديم كافة التسهيلات فيما يخص أخذ جرعات التطعيم.
كما تتزامن دورة المجلس هذا العام مع احتفال الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، واستشراف دورها المرتقب في النصف الثاني من مئوية الدولة ، التي شهدت الدورة الأولى لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل ملامح إطلاقها.
الدورة الأولى.. كلمة تاريخية تؤسس للمئوية
وشهدت الدورة الأولى للمجلس التي تم تنظيمها يومي 7 و8 مارس/آذار 2017 ، كلمة تاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عبرت عن رؤية طموحة لمستقبل الإمارات.
وتعد "مئوية الإمارات 2071" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مستمدة من تلك المحاضرة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما يعد "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" خطوة هامة على طريق أهداف "مئوية الإمارات 2071" التي تستهدف تجهيز جيل يحمل راية المستقبل في دولة الإمارات ويتمتع بأعلى المستويات العلمية والقيم الأخلاقية والإيجابية ورفع مكانة الدولة لمنافسة أفضل دول العالم، من خلال الاستثمار في التعليم، حيث يركز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة ويرسخ القيم الأخلاقية والاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية ويخرج عقولا منفتحة على تجارب الدول المتقدمة.
وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته في تلك الدورة التي عبرت عن ثقته بشباب الإمارات الذين وصفهم بأنهم "جيل المهمة والهمة" كونهم الرهان الحقيقي لمستقبل الإمارات، ودعاهم للعمل والاستعداد الجيد للمستقبل.
واستقطب المجلس في دورته الأولى نحو 3 آلاف من الطلبة الجامعيين الإماراتيين تحت سقف واحد، حيث شاركوا في سلسلة من الفعاليات التي سلطت الضوء على الأهداف الاستراتيجية للدولة والدور الحيوي الذي تلعبه أجيال المستقبل في تشكيل اقتصاد دولة الإمارات لمرحلة ما بعد النفط.
وحظي الطلبة المشاركون في المجلس بفرصة المشاركة في الجلسات الحوارية العامة والمعارض التفاعلية إلى جانب التدريب العملي، حيث ألقى مجموعة من المتحدثين من مختلف القطاعات الحكومية الضوء على تجاربهم الشخصية وقصص النجاح لتحفيز الجيل القادم من الشباب الإماراتيين.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المعرض التفاعلي المصاحب لفعاليات المجلس، واطلع خلال الجولة التي شملت عددا من المنصات التفاعلية على أهم البرامج والمشاريع الابتكارية والأفكار التي يعرضها الطلبة والمؤسسات التعليمة والمراكز العلمية.
الدورة الثانية.. ثقة بشباب الإمارات
كما عقدت الدورة الثانية للمجلس يومي 8 و9 أكتوبر 2018، وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جانبا من فعالياتها، حرصا على دعمه لتلك الفعالية الهامة وتواصله مع الشباب.
كما قام بجولة في المعرض المصاحب لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مجددا عن ثقته بالشباب قائلا: "نثق بدور شباب الإمارات الطموح ونؤمن بقدراتهم وإمكاناتهم في صناعة حاضر و مستقبل البلاد.. ونسعى دائما إلى تأهيلهم وتحفيزهم وتمكينهم لاستلام راية الوطن والمضي بها إلى فضاء المجد ترفرف في مختلف الميادين".
ودعا الشباب إلى العمل بجد وإخلاص وعزم لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم فهم صناع المستقبل وقادته وأمله الذين نتطلع من خلالهم إلى مستقبل مزدهر.
وجمع المجلس في دورته الثانية أكثر من 3500 طالب وطالبة مع كبار المسؤولين المحليين والمفكرين البارزين تحت شعار "قادة اليوم يلتقون بقادة الغد".. وذلك خلال أكثر من 300 جلسة وورشة عمل و6 منصات تفاعلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال والقيادة والتنمية والرياضة واللياقة البدنية والثقافة والإعلام.
الدورة الثالثة.. صناعة المستقبل
وتنطلق الدورة الثالثة للمجلس، الأحد، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحت شعار "واقع جديد، آفاق جديدة" بمشاركة قادة وصناع القرار، ومسؤولين حكوميين وخبراء ورواد أعمال عالميين، لتوفير منصة تفاعلية لحوار بناء يعزز خبرات الشباب، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في صناعة المستقبل.
وتضم قائمة المتحدثين في هذه الدورة من المجلس 36 متحدثاً، حيث يوجه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رسالة خاصة للشباب في ختام فعاليات المجلس، فيما يتحدث في جلساته الافتراضية 12 وزيراً، و6 مسؤولين حكوميين على المستوى الاتحادي والمحلي رفيعي المستوى، وعدد من الخبراء الدوليين.
ويتخللها أيضاً مداخلات قصيرة من مجموعة بارزة من رواد الأعمال على المستويين المحلي والعالمي في عدد من المجالات ذات الصلة بمحاوره الرئيسية.
ويستقطب "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" الذي سيبث على حساباته الرئيسية على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من 13 ألف مشارك من الشباب.
كما ستتضمن فعالياته أيضاً الكشف عن نتائج دراسة استطلاعية هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة لمعرفة رؤى الشباب الإماراتي حول أجندة الدولة في الخمسين عاماً القادمة.
ويطرح المجلس 3 محاور رئيسية هي "عالم متغير"، و"فرص جديدة"، و"الخمسون عاماً القادمة"، وذلك ضمن السعي لمواكبة احتياجات جيل من قادة المستقبل، عبر تجارب افتراضية تفاعلية لتحفيز الشباب وتفعيل دورهم بطرح الأفكار، واستكشاف فرص جديدة تشكل ركيزة مهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات.
ويقدم المجلس هذا العام نموذجاً فريداً لإثراء التواصل التفاعلي مع الشباب من خلال تنظيم حوارات تفاعلية افتراضية لتحفيز الشباب على تبادل الرؤى والأفكار والوصول إلى حلول تسهم في صناعة المستقبل، وكذلك ترسيخ ثقافة جديدة قائمة على الابتكار يكون الشباب المحور الرئيس فيها.