محمد بن زايد في مصر.. أهمية خاصة لزيارة ضيف كبير
أهمية خاصة تحملها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو الإقليمية والدولية.
فالزيارة التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر تأتي في توقيت مهم، إذ تشهد المنطقة توترات غير مسبوقة على خلفية تهديد إسرائيل بالرد على إيران بعد هجومها الصاروخي عليها ليلة الثلاثاء الماضي، في وقت تواصل فيه هجماتها على غزة ولبنان، مما يجعل مباحثات قادة البلدين خطوة مهمة على طريق مواجهة التحديات المتزايدة.
أول قمة
وتعد هذه أول قمة تجمع زعيمين اثنين من أهم الدول العربية والعالم، بما تحمله الدولتان من أهمية وثقل استراتيجي، بعد التوترات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، الأمر الذي يضفي أهمية خاصة على القمة.
ولعبت دولة الإمارات ومصر أدواراً مهمة في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة، ونجحت بحكمة قيادة الدولتين في تجنيب المنطقة العديد من المحطات، التي كان من شأنها الذهاب بها إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
ويعد التنسيق بينهما ركناً أساسياً لاستقرار المنطقة وصمام أمان لها، وضرورة لمواجهة التحديات التي تواجهها، ويتعاون البلدان لدعم غزة على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية.
وتلعب البلدان -كذلك- دورا بارزا لحل الأزمة السودانية عبر (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي أنشئت حديثا، وتضم دول الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
كذلك يجمع دولة الإمارات ومصر التعاون والتكامل لمواجهة أكبر تحد يواجه البشرية وهو مكافحة تغير المناخ، حيث استضافت مصر ودولة الإمارات قمتي المناخ العالميتين "COP27" و"COP28" عامي 2022 و2023.
عام على حرب غزة
تتزامن الزيارة -كذلك- مع ذكرى مرور عام على حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت يواصل فيه البلدان جهودهما للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ودعم غزة على الصعيد الإنساني.
وتدعو دولة الإمارات ومصر إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات بشكلٍ عاجل وكامل ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وسبق أن أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بجهود الوساطة التي بذلتها الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، للتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الأسرى، بهدف المساعدة في إنهاء الحرب في غزة.
القمة الـ52
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة على صعيد العلاقات الثنائية، كون القمة التي تجمع زعيمي البلدين خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تعد الـ52 التي تجمع بينهما، وهو رقم قياسي يتوج علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين.
ويرتقب أن تتصدر مباحثات الزعيمين سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ودفعها إلى آفاق أرحب في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما.
وتعد هذه هي القمة الثانية التي تجمع الزعيمين خلال نحو شهرين، واللقاء الخامس بينهما خلال عام، بعد لقائهما مطلع أغسطس/آب الماضي في مدينة العلمين الجديدة المصرية، خلال زيارة خاصة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر استمرت عدة أيام، وفي القاهرة مارس/آذار الماضي، إضافة إلى لقائهما خلال مشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" بإكسبو دبي، وخلال مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أعمال "قمة القاهرة للسلام" 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة.
ولا تكاد تمر فترة قصيرة إلا ويعقد قائدا البلدين قمما واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات، وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة، حتى باتت شعوب المنطقة والعالم تترقب تلك القمم والاجتماعات وما سيسفر عنها من نتائج تسهم في الخير والازدهار والاستقرار للمنطقة.
مكانة خاصة
على صعيد العلاقات الثنائية تحمل زيارة رئيس دولة الإمارات لمصر أهمية خاصة، للمكانة الخاصة التي يحظى بها على الصعيدين الرسمي والشعبي، لحبه لمصر ودعمه المتواصل لها.
ولا يكاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يفوت مناسبة منذ ثورة يونيو/حزيران 2013 وحتى اليوم، إلا ويشيد فيها بالدعم الإماراتي لبلاده، وعلاقات الأخوة والمحبة التي تربطه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وعلى الصعيد الشعبي، سبق أن منح المصريون الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي، بعد مبادرته السريعة بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (3 ملايين دولار) لصالح معهد الأورام الذي تعرض لخسائر جراء الحادث الإرهابي الذي وقع في أغسطس/آب 2019 بمنطقة وسط القاهرة.
ومع كل زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر يحرص المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الاحتفاء والترحيب برئيس دولة الإمارات، الذين يصفونه بعاشق مصر، وسط دعوات بأن يُنعم على دولة الإمارات بالنمو والاستقرار وأن يحفظه وأهل الإمارات على وقوفهم إلى جانب مصر على مر التاريخ.