حصاد زيارة محمد بن زايد لقطر.. حفاوة بالغة ومباحثات هامة ورسائل قوية
زيارة هامة في توقيت مهم، أجرى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الإثنين، مباحثات رسمية مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر .
والمباحثات تركزت حول تعزيز العلاقات سبل، وتعزيز التضامن الخليجي ودعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، إضافة إلى تبادل التهاني بالمناسبات الوطنية وتحقيق الإنجازات في البلدين.
وتعكس الزيارة حرص البلدين على التشاور فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها ودفعها إلى الأمام على المستويات كافة .
وحملت الزيارة رسائل ودلالات هامة من حيث التوقيت والمضمون، زاد من أهميتها ما تضمنته من مشاهد ومباحثات ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي.
حفاوة بالغة.. 5 مشاهد
وقوبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة بحفاوة بالغة وترحيب كبير من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ظهرت ملامحها في 5 مشاهد وهي :
تقدم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر مستقبلي ومودعي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مستهل وختام الزيارة.
- حرص الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على إظهار الترحيب الكبير بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر إجراء مراسم استقبال رسمية له لدى وصوله إلى الديوان الأميري في العاصمة الدوحة.
- توجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المنصة الرئيسة عقب وصولهما الديوان الأميري، حيث عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات ودولة قطر، بعدها تفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرس الشرف.
- قيام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بقيادة السيارة التي استقلها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه في لفتة تعكس تقديرا كبيرا لضيف البلاد، وقوة العلاقات التي تربط الزعيمين.
- سادت الزيارة منذ بدايتها وحتى ختامها أجواء ودية، حيث لم تفارق الابتسامة وجوه الزعيمين خلال الاستقبال والوداع والمباحثات الرسمية.
- غرد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عير حسابه في موقع "تويتر" مرحبا بزيارة رئيس دولة الإمارات، وقال "أرحب بأخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الدوحة الذي أتاحت لنا زيارته التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين بلدينا، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها سبل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة."
مباحثات هامة
وعقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر مباحثات رسمية في الديوان الأميري بالدوحة، تضمنت العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون المشترك وتنميته في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين، وذلك في إطار أواصر الأخوة التي تجمع البلدين وشعبيهما والحرص المشترك على ترسيخها.
ورحب أمير قطر في بداية اللقاء برئيس دولة الإمارات في بلده وبين أهله وهنأه باحتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الــ 51 متمنياً للإمارات وشعبها دوام التقدم والازدهار في ظل قيادته، وأعرب عن تطلعه أن تسهم الزيارة في تطوير التعاون المشترك بين البلدين والدفع بها إلى مستويات أرحب.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التهنئة لأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشعب القطري بنجاح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، والذي يعد نجاحاً وفخراً لجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي عامة.
وأشار إلى أن نجاح دولة قطر في استضافة هذه الفعالية العالمية يجسد قدرة أبناء المنطقة والدول العربية على استضافة مختلف الأحداث العالمية وتنظيمها بنجاح وكفاءة كبيرين.
كما أعرب عن شكره وتقديره لأخيه أمير قطر لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق خلال الزيارة.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ودفعها إلى آفاق أرحب وأوسع من التعاون المثمر، بما يعود بالخير والازدهار على البلدين، ويخدم مصالحهما المشتركة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.
كما بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أهمية تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطلعاتها نحو التنمية والتقدم والرخاء.
كما استعرض الجانبان خلال اللقاء عدداً من القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
تعزيز العلاقات
الزيارة وما تضمنته من مباحثات حملت رسالة واضحة بوجود رغبة متبادلة وإرادة مشتركة في تعزيز العلاقات، وظهر ذلك في قيام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بتوجيه الدعوة لرئيس دولة الإمارات لزيارة بلاده، وحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تلبية الدعوة.
وتعد تلك هي أول زيارة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى قطر منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
ويعد اللقاء الذي جمع الزعيمين هو الثالث منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة أمير قطر إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي بوفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
كما سبق وجمعهما لقاء خلال مشاركتهما في قمة جدة "للأمن والتنمية" التي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق في 16 يوليو/تموز الماضي.
وأكد القادة خلال مشاركتهم في القمة "رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية".
وجاءت القمة الإماراتية القطرية بما تضمنته من مباحثات هامة، في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، وسط إيمان مشترك بأهمية بناء توافق إقليمي يضمن السلام والاستقرار في المنطقة ككل ويعود على دولها بالنفع والفائدة، وخصوصا في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها النظام الدولي، ولا سيما بعد الأزمة الأوكرانية الروسية.
دعم التضامن الخليجي
أيضا يحمل اللقاء أهمية خاصة كونه يأتي قبيل أيام من قمة خليجية مرتقب عقدها في وقت لاحق من الشهر الجاري، الأمر الذي يعكس حرص القائدين على تعزيز التضامن الخليجي.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما أهمية تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطلعاتها نحو التنمية والتقدم والرخاء.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان آثر في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الــ51 للدولة التي تحتفل به الإمارات هذه الأيام، التأكيد على حرص بلاده على تعزيز التضامن العربي والخليجي، مؤكدا أن هذه الدول تمتلك من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى.
وتترجم الزيارة على أرض الواقع حرص الإمارات على تعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس بها قبل 41 عاما.
أيضا تأتي الزيارة فيما تحتفل الإمارات باليوم الوطني الـ 51 وتستعد قطر للاحتفال بيومها الوطني 18 ديسمبر الجاري.
أيام وطنية مشتركة، تجمع قلوب الشعبين وتجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر والمصير المشترك الذي يجمعهما والمستقبل الواعد لتلك العلاقات.
وهنأ أمير قطر خلال المباحثات أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الــ 51 متمنياً للإمارات وشعبها دوام التقدم والازدهار في ظل قيادته.
مونديال قطر
أيضا من الدلالات الهامة من حيث التوقيت هي أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لقطر تأتي في وقت تستضيف الدوحة مونديال 2022 ، فيما تعد أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الكروي الكبير.
وتشكل الزيارة رسالة دعم إماراتي ومساندة لجهود قطر في استضافة البطولة، أيضا رسالة فخر وفرح بهذا الإنجاز القطري، وهي رسائل عبر عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات في مواقف عدة.
وخلال المباحثات، جدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التهنئة لأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشعب القطري بنجاح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 الذي يعد نجاحاً وفخراً لجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي عامة.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه في موقع "تويتر" بالتزامن مع الزيارة ، مهنئا قطر بنجاح المونديال، قائلا :" وصلت إلى الدوحة التي تستضيف بنجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، نبارك لأخي تميم بن حمد والشعب القطري الشقيق هذا التميز، وتمنياتي لهم دوام التوفيق والنجاح، وسعدت ببحث العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة."
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى اتصالا هاتفيا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هنأه خلاله على افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، مؤكداً دعم الإمارات لقطر ومساندة جهودها في استضافة البطولة.
ومن جانبه، عبر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تهنئته، متمنياً للشيخ محمد بن زايد آل نهيان موفور الصحة والعافية، ولدولة الإمارات مزيداً من التقدم والرخاء.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد حضر حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تلبية لدعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وفي إطار العلاقات الأخوية بين الدولتين والروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين.
وكشفت الهيئة العامة للطيران المدني الإمارات قبل أيام عن ارتفاع الحركة الجوية بين دولة الإمارات ودولة قطر بنسبة 360 في المائة في شهر نوفمبر الماضي مقارنة بالشهر السابق عليه تزامنا مع انطلاق منافسات بطولة كأس العالم.
علاقات تاريخية
ويتوقع أن تسهم زيارة الشيخ محمد زايد آل نهيان لقطر في إحداث نقلة نوعية في العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتعد العلاقات بين البلدين متجذرة منذ القدم حيث تربط شعبيهما علاقات القرابة والأخوة والجيرة والثقافة والعادات والتاريخ المشترك وهي تزداد رسوخا يوما بعد يوم.
وحرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ نشأة الاتحاد على توطيد أواصر الأخوة والمحبة مع دولة وشعب قطر إلى أقصى حد ممكن وكذا فعلت من بعده القيادة الرشيدة وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل ويكمل المسيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتمت مأسسة العلاقات بين البلدين حرصا على تطويرها بشكل مستدام عبر عدة لجان من بينها اللجنة العليا الإماراتية القطرية.
وضمن أحدث الزيارات المتبادلة بين البلدين، أجرى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي زيارة لقطر في 28 يونيو/ حزيران الماضي ، التقى خلالها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وبحث الجانبان - خلال اللقاء - العلاقات الأخوية الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك لما فيه الخير والتقدم والتنمية لشعبيهما الشقيقين وبما يحقق مصالحهما المشتركة ويعزز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
ويمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فيما ينعكس تعظيم التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات على رخاء وازدهار الشعبين الشقيقين، ويدفع قدما عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك.
ومثلت المشاركة القطرية المتميزة في إكسبو 2020 دبي، الذي استضافته الإمارات كأول دولة في الشرق الأوسط على مدار 6 شهور وتم اختتامه نهاية مارس/ آذار الماضي العلاقات الأخوية بين البلدين.
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز