مولدوفا «الأوروبية».. استفتاء انضمام وانتخابات رئاسية
تقف مولدوفا على أعتاب لحظة فارقة، تفك ارتباطها بالحقبة السوفياتية وتنقلها إلى أحضان القارة العجوز.
إذ بدأ المولدوفيون، الأحد، التصويت بمراكز الاقتراع في انتخابات رئاسية واستفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
- لماذا عقر كلب رئيسة مولدوفا نظيرها النمساوي؟ (فيديو)
- أمريكا: روسيا تسعى لزعزعة استقرار مولدوفا وإخضاعها
تلك العملية التي تعد اختبارا لتحوّل الجمهورية السوفياتية السابقة التي يقطنها قرابة 2.6 مليون شخص، نحو أوروبا في عهد الرئيسة مايا ساندو، الموالية للغرب، الساعية للفوز بولاية ثانية.
وفُتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) تزامنا مع عزف النشيد الوطني عبر مكبرات الصوت في العاصمة.
وتقفل المراكز عند التاسعة ليلا، على أن تبدأ النتائج الأولية بالصدور بعد ساعة من ذلك.
مفترق طرق
وقال رئيس وزراء مولدوفا دورين ريسيان إن "بلادنا على مفترق طرق، مجموعة من اللصوص تحاول خداع الناس وتعدهم بالمال وتعطيهم آمالا زائفة"، داعيا مواطنيه إلى "اليقظة".
وأوقفت الشرطة مئات الأشخاص خلال الفترة الماضية، وحذّرت من أن ما قد يصل إلى ربع الأصوات قد يكون تمّ شراؤها بأموال مصدرها روسيا.
وفازت ساندو بالرئاسة عام 2020 بمواجهة مرشح مدعوم من روسيا، وفي أعقاب عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا مطلع 2022، أعلنت قطع علاقات بلادها مع موسكو، وتقديم طلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكررت الرئيسة التحذير من المساعي الروسية للتدخل في العملية الانتخابية في مولدوفا، وهو ما نفته موسكو.
وهذا الأسبوع، أكّدت واشنطن عزمها على مساعدة كيشيناو على التصدّي "للتدخّلات الروسية" في عملية الاقتراع.
وأعلن الاتحاد الأوروبي من جانبه، فرض عقوبات على خمسة أشخاص وجمعية موالية لموسكو في مولدافيا بتهمة السعي لزعزعة استقرار البلاد عشية الانتخابات.
الأوفر حظا
وتعد ساندو البالغة 52 عاما والخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي، المرشحة الأوفر حظا للفوز، في مواجهة 10 منافسين.
يأتي هذا رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى حصولها على 35,8% من الأصوات، وهي نسبة غير كافية لحسم النتيجة من الدورة الأولى وتقودها لجولة إعادة مقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
وقامت ساندو بجولات انتخابية في الآونة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد، اعتبرت خلالها أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيساعد على تحسين مستوى المعيشة في إحدى أفقر دول القارة.
وقالت ساندو في تجمع انتخابي "مصير بلادنا لعقود مقبلة يعتمد على هذا القرار" في انتخابات الأحد.
في المقابل، يرى منتقدو رئيسة البلاد إنها لم تقم بما يكفي لمكافحة التضخم وإصلاح القضاء.
ومن أبرز منافسيها ألكسندر ستيانوغلو (57 عاما)، وهو مدّعٍ عام سابق مدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا، ويتوقع أن يحصل على نحو 9% من الأصوات، وريناتو أوساتي (45 عاما)، وهو رئيس بلدية سابق لبالتي ثاني كبرى مدن مولدافيا، ويتوقع أن ينال 6.4%.
انضمام «شبه محسوم» لأوروبا
وبشأن استفتاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أظهرت استطلاعات الرأي أن 55.1% من الناخبين سيصوّتون بـ"نعم"، في حين قال 34.5% إنهم سيرفضون الانضمام للتكتل القاري.
ويطرح الاستفتاء على الناخبين سؤالا عما إذا كانوا يوافقون على تعديل الدستور لجعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفا لمولدافيا التي بدأت في يونيو/حزيران مفاوضات الانضمام إلى التكتل المؤلف من 27 دولة.
ولتصبح النتيجة نافذة، يتوجب ألا تقلّ نسبة المشاركة عن 33%، فيما دعت أحزاب موالية لروسيا إلى المقاطعة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg
جزيرة ام اند امز