بنكيران يلقي كرات النار على الجميع.. هيستيريا التصريحات تصيب إخوان المغرب
افتعال للأزمات وإشعال متعمد لنار الخلافات وتوزيع الاتهامات.. نهج إخواني مستمر لأتباع الجماعة المصنفة إرهابية في عدة دول، يتبعونه في كل الأقطار.
ففي المغرب، يتعمد عبد الإله بنكيران أمين حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، بعد هزيمة حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وخروجه من الحكومة، إشعال المعارك الخطابية ومهاجمة المسؤولين في الحكومة المغربية، واتهامهم بمخالفة الدين والفساد، فقط ليعود للمشهد ولو من باب الخلافات والصراعات وعلى حساب الشعب المغربي واستقراره.
واليوم الإثنين، شن بنكيران هجومًا ، في كلمته أمام أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ضمن احتفالات المملكة بعيد العمال والتي نشرها على صفحته بالفيس بوك طال عددا من المسؤولين.
كلمة بنكيران شابها العديد من التجاوزات، فحسب مراقبين لم يتحل بنكيران باللياقة اللازمة لمكانته كرئيس سابق للحكومة المغربية، إذ اتهم الحكومة الحالية بالتنصل من التزاماتها والكذب على المواطنين.
وادعى بنكيران أنه تعرض لمؤامرة لإسقاطه وحزبه في الانتخابات الأخيرة، ووصف معارضيه بأنهم "تماسيح" و"عفاريت".
بنكيران تهكم في الكلمة ذاتها على وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي واصفا إياه بالمجهول، وأنه (أي بنكيران) من عرف الشعب المغربي به، كما اتهم حزب الأصالة والمعاصرة بأنه خطر على الدولة والمغاربة وأنه يتحكم في رقاب الناس.
بنكيران فقد البوصلة
من جانبها ترى شريفة لموير الكاتبة المغربية والباحثة الأكاديمية أن بنكيران ما زال لم يفق من صدمة خروج حزبه من الحكومة، وأن معاركه هدفها البقاء في دائرة ضوء الإعلام السياسي وأن يظل حديث المغاربة.
وقالت لموير في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن " بنكيران ما زال لم يستسغ تقزم حجم حزبه حاليًا داخل المشهد السياسي المغربي، فحزب العدالة والتنمية بوضعه الحالي أصبح منفصلًا عن الواقع، وفقد البوصلة الاجتماعية، وتاهت منه خارطة مستقبله السياسي ".
وأضافت أن "تدبير حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإخوانية للشأن العام المغربي خلال حكومتين متتاليتين كانتا كافيتين للمواطن أن يعرف حقيقة الإخوان وكذب ادعاءاتهم وشعاراتهم، وكشف عدم قدرتهم على إدارة الحكومة بكفاءة، لذا تلاشت ثقة الشعب المغربي فيهم".
وأشارت إلى أن الهزيمة السياسية والاجتماعية التي مني بها حزب بنكيران دفعته لذلك لمحاولاته لانتهاز الفرص لضرب الحكومة من الخلف.
حيلة مكشوفة لسياسي فاشل
ووصفت لموير هجوم بنكيران على الحكومة الحالية بأنه "حيلة مكشوفة لأنه يحاول أن يظهر فيها كمدافع عن البسطاء والمتضررين من الأزمة الاقتصادية العالمية، ليتنصل عن مسؤوليته الحقيقية في تردي الأوضاع الاقتصادية التي عرفها المجتمع المغربي مع تولي حزبه رئاسة الحكومة خلال الولايتين السابقتين".
وتابعت قائلة إنها "ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها بنكيران الحكومة أو الوزير وهبي، فهو يحاول استغلال تصريحات الوزير التي دعا من خلالها لتعديلات تشريعات تشغل الأسرة المغربية، وإلباسها لباسا دينيا لتعوض فشله السياسي، بعد انكشاف حزبه وعدم قدرته على إدارة البلاد بنجاح، فأراد أن يتحول من سياسي فاشل لحامي حمى الدين".
العته السياسي
وقالت لموير "إن تكرار دخول بنكيران في معارك بات يعد ضمن "العته السياسي" نظرا لعدم جدوى المعارك والفتن التي يشعلها".
وأضافت "عليه أن يدرك أن خطابه المتشنج والهستيري لن يعيده للمشهد، وعليه أن يعيد حساباته وتنظيم حزبه وتطوير أفكاره وتنمية قدراته للتناسب مع الدولة المغربية الحديثة".
وأشارت إلى أنه من غير المتوقع أن يصدر أي رد فعل قانوني رسمي ضد تطاول بنكيران، موضحة أن الحكومة الحالية تعرف هدف بنكيران من إشعال الرأي العام.
وقالت إن "أي إجراء أو رد فعل سوف يعطيه أكثر من حجمه، وتبقى تصريحات بنكيران محاولة جديدة للفت انتباه الشارع المغربي ومحاولة للبروز داخل المشهد السياسي لا غير ".
يذكر أن حزب العدالة والتنمية الإخواني بالمغرب مني بهزيمة ساحقة في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2021 بعد حصوله على 13 مقعداً من أصل 125 مقعداً كان قد حصل عليها في انتخابات 2016، كما خسر أمين عام الحزب ورئيس الحكومة وقتها سعد الدين العثماني مقعده في دائرته في هزيمة تعد قاسية على رمز الإخوان في المغرب.