صفحة جديدة بين المغرب وفرنسا.. شراكة واعدة لـ30 عاما
بعد طول جمود في العلاقات بين المغرب وفرنسا. دشنت دبلوماسيتا البلدين صفحة جديدة، عنوانها الدعم المتبادل والشراكة الواعدة.
إذ كسرت زيارة قائد الدبلوماسية الفرنسية، ستيفان سيغورنيه، الجليد المتراكم لفترة طويلة في العلاقات بين البلدين، التي وصلت حد التوتر في أكثر من مرة.
- إعلان شراكة.. فرنسا تلقي بثقلها خلف رؤية المغرب بملف «الصحراء»
- شقيقات الملك محمد السادس في الإليزيه.. الدفء يعود لعلاقات فرنسا-المغرب
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، في مؤتمر صحفي رفقة نظيره المغربي ناصر بوريطة، عن نية البلدين المُضي قدما نحو تعميق العلاقات عبر شراكة تدوم لثلاثة عقود.
دعم الحكم الذاتي
ملف الصحراء المغربية، القضية الوطنية الأولى بالنسبة للمملكة، كانت النقطة الأبرز في جدول أعمال وزير الخارجية الفرنسي، بحسب تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي. حيث أعرب عن دعم فرنسا الصريح، للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
سيغورني، أكد للصحفيين، أن المغرب بإمكانه التعويل على فرنسا من خلال مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وأكد المسؤول الدبلوماسي الفرنسي، أن باريس لديها موقف واضح بشأن ملف الصحراء، مشدداً على وجود رغبة لديها في إيجاد حل للنزاع، وذلك في إطار مقترح يرضي كلا الطرفين.
وفي أعقاب ذلك، دعا سيغورنيه، المبعوث الأممي إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، إلى إعادة المفاوضات بين أطراف النزاع، معبراً عن دعمه للجهود الأممية في هذا الصدد.
ولم يكتف المسؤول الفرنسي بدعم الطرح المغربي لحلحلة النزاع، إذ تجاوزه للإشادة بالجهود المغربية لتنمية العديد من المناطق في الأقاليم الجنوبية، مؤكداً دعم باريس لهذه الجهود التنموية.
شراكة استثنائية
"علاقات غير عادية"، هكذا وصف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ما يجمع الرباط وباريس. مؤكداً أنها "قائمة على أسس مصالح متبادلة"، ناهيك عن كونها "متفردة ولا مثيل لها ومتجذرة في التاريخ".
ووصف المسؤول الدبلوماسي المغربي فرنسا بكونها "شريكا مميزا للمغرب، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو إنسانيا".
ولفت إلى أن المرحلة الحالية من العلاقات في تجدد ونمو وتطور، على أكثر من صعيد ومستوى.
نفس الاتجاه مضى فيه وزير الخارجية الفرنسي، مؤكداً أن تفضيله والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارة المغرب كأول زيارة للمنطقة، لما يوجد من رابط استثنائي بين البلدين، يجب المحافظة عليه.
ليؤكد بعدها عمل البلدين على بناء شراكة تمتد على مدى الـ30 عاماً المقبلة، دون ذكر تفاصيل هذه الشراكة، مكتفيا بالتأكيد على أن المغرب عرف تطورا كبيرا في ظل حكم الملك محمد السادس.
مفتاح التقارب
حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، أكد لـ"العين الإخبارية" أن هذه الزيارة بمثابة إعلان رسمي لنهاية الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين البلدين، والتي دامت لفترة طويلة.
بلوان، أوضح أيضاً، أن هذه الزيارة هي محطة تتوج مسارا طويلا من الجهود الثنائية لرأب الصدع بين البلدين، وشكلت أيضاً دفعة قوية للعلاقات بين الرباط وباريس.
وتحدث بلوان عن عدة نقاط أساسية من شأنها تقوية العلاقات بين البلدين، أولها الموقف الفرنسي من ملف الصحراء، وهو الملف الذي تعتبره المملكة المغربية معيار تحديد مستوى العلاقات والشراكات مع الدول. وثانيها، الشراكة بمنطق "رابح رابح".
ووفق المصدر ذاته، فإن إعلان وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيغورني، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وتأكيده على أن فرنسا "تعي جيداً أن قضية الصحراء وجودية بالنسبة للمغرب والمغاربة"، يعكسان وجود دعم للطرح المغربي.
شراكة متعددة
النقطة الثانية، وفق بلوان، تتمثل في منطق الشراكات بين البلدين، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة بالقول إن "العلاقات بين البلدين هي علاقات تجمع دولة بدولة"، وفيه إشارة إلى قوة المغرب على العديد من المستويات.
وتابع الخبير المغربي "هذه المسألة، تفرض على فرنسا التخلي عن منطقها السابق المتسم نوعاً ما بالتعالي".
وأوضح بلوان أن "العلاقات المغربية الفرنسية محكومة بالتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.. الشيء الذي يجعل تقوية العلاقات الثنائية أمراً ضرورياً".
وعلى رأس هذه المصالح المشتركة، يأتي التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، خاصة لما له من أهمية قصوى في إحلال الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء بشكل عام، على حد قول بلوان.
الخبير المغربي قال أيضا، إن المصالح المشتركة تتطلب شراكة قوية ومتعددة الأبعاد، وهو ما جاء في حديث الوزير الفرنسي، الذي أعلن سعي بلاده إلى "شراكة تمتد على مدى الـ 30 عاماً المقبلة".
ووفق بلوان، تشمل هذه الشراكة، إلى جانب التعاون الأمني والسياسي وأيضاً مجال الهجرة، مجالات أخرى كالطاقات النظيفة، التي سجل المغرب فيها تميزاً كبيراً.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز