بالصور.. الجمعة تعود لمساجد المغرب بفرحة المصلين ودعاء كورونا
الإمام ارتقى المنبر يرتدي جلباباً مغربياً، وعلى كتفيه وضع سلهاماً، ممسكا خطبة عممتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على جميع المساجد
بدت الأجواء كأنها يوم عيد، فرحة وسرور، وابتسامات تكاد تظهر من وراء الكمامات، التي تُغطي الوُجوه خوفاً من كورونا، فأخيراً، بعد 7 أشهر، تفتح المساجد في المغرب أبوابها لصلاة الجُمعة، لكن باحترازات صارمة.
وفي وقت سابق، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، الرفع من عدد المساجد المفتوحة في وجه المصلين إلى 10 آلاف مسجد، مع السماح بإقامة صلاة الجمعة فيها، بعدما كان الأمر في السابق حكرا على الصلوات الخمس.
صوت طال غيابه عن مسامع أهل الحي، يصعد المنبر، ويُنادي في الناس بأحد الأحاديث النبوية، أن أنصتوا واسمعوا للخُطبة ولا تلغوا لأن "من لغا فلا جُمعة له"، يقول بطريقة مغربية، وما إن يصمت حتى يعم الهدوء ويرتفع الأذان.
انتهى الأذان، وارتقى الخطيب المنبر، يرتدي جلباباً مغربياً، وعلى كتفيه وضع سلهاماً (عباءة)، وفي يُسراه عصاً يتكئ عليها، أما اليُمنى فتُمسك خطبتي اليوم اللتان عممتهما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على جميع مساجد المملكة، احتفالا بهذا اليوم الذي طال انتظاره.
وقف الخطيب على أهمية الصلاة في المسجد والتعلق به، مُوضحاً أن إغلاق المساجد في المملكة كان بناء على فتوى شرعية لعُلماء البلاد، درءاً للأذى عن المُصلين وحفظاً لأرواحهم، مُشدداً على أن الخوف من الوباء ينتفي معه شرط الطمأنينة في الصلاة.
ولفت إلى أن الوضع الوبائي في البلاد اليوم لم تعد بعد إلى حالته الطبيعية، ومع ذلك أعيد فتح المساجد للصلوات الخمس قبل 3 أشهر من اليوم، موضحاً أن تعبئة السُلطات لمجهوداتها، مع التزام المُصلين مكن من عدم تسجيل حالات إصابة كثيرة في المساجد، وإغلاق 30 مسجداً فقط مُنذ إعادة فتحها، على الرغم من الأرقام الضخمة التي تُسجلها المملكة يومياً.
وفي أعقاب ذلك، عرج الخطيب على مكانة المسجد في الدين الإسلامي، وفضل المواظبة على الصلاة فيها والحفاظ عليها، ليختم خُطبته بالدعاء لعاهل البلاد، أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، وجموع المغاربة والمُسلمين في العالم، ثُم أقام الصلاة، لكن وسط العديد من الاحترازات.
هذه الاحترازات، بدأت قبل دُخول المُصلين إلى المساجد من خلال مُعاينة حرارتهم والحرص على التباعد فيما بينهم وتعقيم أياديهم.
واعتمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتنسيق مع مُختلف القطاعات المُتدخلة، وذلك لمواكبة استئناف صلاة الجُمعة بمساجد المملكة المفتوحة في وجه الصلوات الخمس، والتي تم رفع عددها إلى عشرين ألف مسجد في مُختلف ربوع المملكة.
واشترطت الوزارة فتح المساجد الجامعة 20 دقيقة قبل دخول وقت الصلاة ليوم الجمعة، مع رفع الأذان عند دخول وقت الصلاة، بالإضافة إلى عدم تجاوز 15 دقيقة كحد أقصى في خُطبة الجمعة، ثم إقفال المساجد فور الانتهاء من صلاة الجمعة.
وبحسب البروتوكول الصحي الذي اعتمدته الوزارة، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن الوزارة دعت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الازدحام أو التدافع عند دخول وخروج المصلين من المساجد، بالإضافة إلى تحديد مواقع الصلاة للمصلين، كلما أمكن ذلك، لاحترام مسافة الأمان بينهم والتي يجب أن لا تقل عن متر ونصف.
وحث البروتوكول على تكثيف عمليات النظافة والتعقيم بالمساجد، باستعمال المواد التي توصي بها المصالح الصحية، مع الحرص على فتح أبواب المساجد ونوافذها لتوفير التهوية الجيدة بها، وعدم تشغيل المكيفات، والإبقاء على إغلاق المرافق الصحية وأماكن الوضوء.
وبحسب الابتسامات التي رصدتها "العين الإخبارية" من المُصلين، فقد عبروا عن فرحتهم بعودة صلاة الجُمعة بعد طول انقطاع بسبب الوباء، مُشددين على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية، حتى لا تتحول بيوت الله إلى بؤر لتفشي الوباء، خاصة أن مُعظم المُقبلين عليها هم من كبار السن.
وفي تصريح له، وصف رجل مُسن قدم على عُكازه للمسجد، هذا اليوم بـ"العيد الكبير"، مُعلقاً بالقول: "الأشهر التي قضيناها دون صلاة الجمعة مرت ثقيلة وكأنها سنوات طوال، لكن ماذا عسانا نفعل، حفظ النفس أولى".
الحاج بوشتى، كما كان يُناديه أحد مُرافقيه، بدا مُتفائلاً لهذه الخطوة، وحذراً في نفس الوقت، إذ حرص على ارتداء كمامته وتعقيم يديه باستمرار، مع تطبيقه الصارم للتباعد الاجتماعي مع باقي معارفه الذين تعودوا على ارتياد نفس المسجد.
الرجل الطاعن في السن، علل لـ"العين الإخبارية" حرصه هذا باعتباره أن "أدنى شعب الإيمان، إماطة الأذى عن الطريق"، مُعلقاً "وأكبر أذى في يومنا هذا هي نشر الفيروس بعدم الامتثال إلى التعليمات الصحية".
رجل وقف قريباً منه، يُدعى رشيد الفاطمي، عبر عن اتفاقه مع الحاج بوشتى، لكنه أضاف أن المساجد يجب أن تُعطي مثالاً للالتزام بالقواعد الصحية، فيما عبر عن تفاؤله بهذه الخطوة قائلا "على الأقل سنجتمع كُل أسبوع لتلهج ألستنا بالدعاء حتى يرفع الله هذا الوباء".
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز