بالصور.. المغرب يستقبل 2021 بأزقة فارغة واحتفالات صامتة وترقب للقاح
استقبل المغاربة السنة الجديدة بطريقة لم يألفوها إطلاقا، فالعام عام جائحة، وكما كانت جميع مناسباته مختلفة كذلك كانت نهايته.
شوارع خالية
بضع ساعات قبل منتصف الليل، بدت الأزقة والشوارع خالية إلا من رجال الأمن، أغلقت المقاهي والمطاعم والمحلات، تنفيذا لقرار حظر التجوال عقب الساعة التاسعة ليلا، الذي أعلن عنه قبيل أسابيع استعدادا للمناسبة.
خلت الشوارع من كل مظاهر الاحتفال التي مٌنعت بقرار حكومي خوفا من التجمعات وما قد ينتج عنها من بؤر لفيروس كورونا الذي كان سبب التغير، أما خلف الأبواب الموصدة لجأت فئات من المجتمع إلى الاحتفال في منازلهم، اقتنوا حلوى الميلاد وبعضهم زين شجرة العيد، وآخرون اكتفوا بالتجمع على مائدة العشاء ومشاهدة ما تعرضه القنوات العمومية من سهرات احتفاء بالمناسبة.
في الشوارع وعوض زينة العيد انتشر رجال الأمن في كل مكان وأقاموا الحواجز واتخذوا الإجراءات اللازمة للوقوف على مدى تنفيذ قرار الحظر ومنع الاحتفال، لا يسمحون بمرور إلا فئات قليلة ممن تفرض عليهم طبيعة عملهم التأخر خارجا.
ولعل أهم مظاهر الاحتفال التي شهدتها المملكة هذه السنة، هي بيع زينة شجرة الميلاد في المحلات والمتاجر الكبرى، وأيضا تسويق حلوى الميلاد بأشكال وأنواع مختلفة.
وأقبل المواطنون ساعات قبل إغلاق المحلات على اقتناء حلوياتهم وكل ما يحتاجون إليه، قبل التوجه لمنازلهم، بل شهدت بعض محلات الحلوى اكتظاظا ملحوظا.
وقالت إحدى العاملات بمحل للحلوى: "هذه السنة وعلى الرغم من الرواج الذي عرفه المحل، فإنه لا يقارن بالسنوات الفارطة التي كان فيها الإقبال أكبر، بل حتى العرض كان مضاعفا".
تأفف وتخوف
الإجراءات الاحترازية التي فرضت خلال المناسبة وفرض حظر التجوال، تسبب في تأفف كثيرين وأدى لاستياء عديدين خاصة منهم أصحاب المقاهي والمطاعم والفنادق الذين كانت المناسبة فرصة لهم لخلق رواج ظلوا ينتظرونه طوال سنة الجائحة.
"خالد"، صاحب مطعم بالعاصمة الرباط عبر لـ"العين الإخبارية" عن استيائه الواسع من الإجراءات الاحترازية القائمة، وقال: "كنا نعول على المناسبة لكسر الركود الذي واجهنا طوال شهور مضت، لكن مع قرار فرض الإغلاق قبل الثامنة مساء تبددت كل الآمال، وأصبحت الليلة كسابقاتها من الليالي التي لم نكسب فيها شيئا".
المواطنون أيضا عبروا عن استيائهم من احتفالات رأس السنة، وقال شاب في مقتبل العمر: "اعتدنا سابقا الاحتفال مع الأصدقاء في أحد المطاعم، لكن اليوم سأضطر لدخول البيت باكرا".
الخوف من السلالة الجديدة
مقابل من يعبرون عن تأففهم بعض المواطنين يؤيدون الإجراءات الاحترازية القاضية بمنع الاحتفال السنة الجديدة، معبرين عن تخوفهم من أن تكون التجمعات سببا في انتشار سلالة كورونا الجديدة.
وقالت سيدة في متوسط العمر: "من الأفضل أن نتفادى التجمعات والاحتفالات، وأنا أؤيد كل الإجراءات المتخذة في هذا الصدد، حتى لا نفتح المجال لانتشار السلالة الجديدة لكوفيد، بعد أن بدأنا نشهد تراجعا في الإصابات اليومية لكورونا".
وقال عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب بالرباط في تصريح لـ"العين الإخبارية": "المغرب بقي وفيا لمقاربته الاستباقية، إذ بظهور هذه السلالة الجديدة، ومع ما يتم من احتفالات بنهاية السنة، كان لزاما وضروريا أن تكون هناك صرامة في الإجراءات الاحترازية".
آمال في اللقاح
آمال كثيرة يتشبث بها المواطنون خلال السنة الجديدة لعل أبرزها نهاية كابوس كورونا، وأن يكون اللقاح المنتظر قريبا، الدواء لداء غير شكل الحياة وليس فقط الاحتفالات.
وقالت شابة في مقتبل العمر: "أهم أماني هذه السنة أن يكون اللقاح حل المأساة التي عشناها طوال شهور عديدة، كل ما أرغب به هو أن أستعيد شكل الحياة بدون حواجز أو تخوفات".
وقال رجل في سن متقدمة: "بت أخاف مغادرة البيت خوفا من العدوى، وليس فقط الاحتفال، أنتظر بفارغ الصبر انطلاق التلقيح حتى يتبدد شيء من مخاوفي".
ومن المنتظر أن تنطلق خلال الأيام القادمة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، التي ستستهدف في مرحلة أولى المشتغلين في الصفوف الأمامية مثل رجال الأمن والأطر الصحية وأيضا المسنين وذوي الأمراض المزمنة، وسبق أن أعطى العاهل المغربي تعليماته بأن يكون اللقاح مجانيا.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز