فوائد بالجملة.. ماذا سيكسب المغرب من تنظيم كأس العالم 2030؟
فاز الملف الثلاثي المشترك المقدم من المغرب وإسبانيا والبرتغال بحق تنظيم كأس العالم 2030، كأول نسخة من المونديال تقام في قارتين مختلفتين.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميا (الأربعاء) فوز الملف المشترك المقدم من المغرب والبرتغال وإسبانيا بحق استضافة كأس العالم 2030، باستثناء أول 3 مباريات، حيث قرر إقامتها في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي
وحقق البلد العربي أول خطوة في حلم احتضان نهائيات المونديال للمرة الأولى في تاريخه، خاصة أنه قام باستثمارات ضخمة في البنية التحية خلال العقود الأخيرة بشكل خاص.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أعلن في شهر مارس/ آذار الماضي عن تقديم المملكة المغربية ملف ترشح مشتركا، بمعية إسبانيا والبرتغال، من أجل احتضان كأس العالم 2023، وذلك في رسالة تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى على هامش منحه جائزة التميز لسنة 2022 من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).
واكدت كل المؤشرات الأولية أن الملف المغربي ينطلق هذه المرة بحظوظ وافرة من أجل نيل ثقة الهيكل المشرف على الكرة العالمية لعدة اعتبارات رياضية وغير رياضية، قبل أن يزف الملك محمد السادس البشرى (الأربعاء) معلنا موافقة الفيفا على الملف المشترك لاستضافة المونديال بعد المقبل.
وترصد "العين الرياضية" عبر التقرير جملة الفوائد التي من المنتظر أن يكسبها المغرب من احتضان نهائيات كأس العالم.
التوهج العالمي
احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم سيزيد من إشعاع المملكة على الصعيد الخارجي كأحد النماذج الناجحة في العالم العربي وفي القارة الأفريقية.
وستكون المملكة المغربية محط أنظار العالم بأسره لفترة قد تزيد على الشهر مدة إقامة البطولة، ستكون خلالها عاصمة لكرة القدم العالمية.
ومما لا شك فيه أن تنظيم نهائيات كأس العالم سيزيد من الإشعاع العالمي للمغرب، كما سيسهم بشكل كبير في تعزيز مكانتها كقوة إقليمية وأفريقية.
وكان المنتخب المغرب حقق المركز الرابع في كأس العالم 2022 كاول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز على مر تاريخ البطولة.
الترويج للوجهة السياحية المغربية
تعتبر المغرب إحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم في ظل امتلاكها تقاليد كبيرى في السياحة الجبلية وسياحة المدن القديمة، بجانب السياحة الصحراية.
هذا التنوع في المشهد السياحي ستًضاف إليه السياحة الرياضية التي ستأخذ أبعادا استثنائية بعد الفوز باستضافة نهائيات كأس العالم 2030.
ومن المنتظر أن يستقطب المغرب على الأقل مليون مشجع من كل أصقاع العالم بعد فوز ملفه الخاص بتنظيم النسخة بعد المقبلة من المونديال.
ووفقا لعدة خبراء، فإن احتضان المغرب لكأس العالم سيسهم بشكل كبير في مزيد من الازدهار للقطاع السياحي الذي يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
وتخطط وزارة السياحة المغربية للوصول إلى 26 مليون سائح سنويا في أفق عام 2030، وهو رقم قد يرتفع أكثر بعد احتضان المغرب للمسابقة الأبرز في العالم.
ويتابع كأس العالم قرابة 4 مليارات نسمة حول العالم، مما سيدعم مكانة المغرب كوجهة سياحية جذابة عقب انتهاء المسابقة.
مكاسب اقتصادية
سيحصل المغرب على عائدات مالية ضخمة من تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
وكانت قطر حصلت على عائدات مالية مباشرة وغير مباشرة تناهز الـ17 مليار دولار من احتضانها النسخة الأخيرة من المونديال.
وبجانب الأرباح المالية، سيصبح المغرب قبلة المستثمرين من كل أرجاء العالم، باعتباره يشكل نموذجا ناجحا، بجانب توافر بنية تحتية ومناخ اقتصادي يشجعان على الاستثمارات الضخمة.
فضلا عن ذلك، فإن احتضان كأس العالم سيجعل من المغرب خلية عمل من أجل إنجاح هذا التحدي، مما سيوفر فرص عمل جديدة تقدر بعشرات الآلاف.
من جهة أخرى، سيتم استثمار مبالغ كبيرة من أجل مزيد من تطوير البنية التحتية، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات النقل والنزل والملاعب.
وفي هذا الصدد، بدأت الدراسات بخصوص مشروع إنجاز القطار الفائق السرعة "TGV" الذي سيربط بين مراكش وأغادير، و الذي تصل مسافته إلى 320 كم.
مواصلة النهضة الرياضية
تعيش المملكة المغربية منذ عدة سنوات على وقع نهضة رياضية كبيرة جعلتها تسيطر على الكرة الأفريقية، بجانب احتلال المركز الرابع خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة.
واحتكرت الأندية المغربية جميع مسابقات الأندية الأفريقية في موسم 2021-2022، حيث فاز الوداد بلقب دوري أبطال أفريقيا في حين فاز نهضة بركان بكأس الكونفدرالية وأيضا بطولة السوبر.
السيطرة المغربية على الكرة الأفريقية تجسدت أيضا من خلال ترشح منتخب السيدات لنهائيات كأس العالم، وتأهله لثمن النهائي، فضلا عن فوز منتخب تحت 23 بلقب بطولة كاس أمم أفريقيا.
هذا التوهج القاري والدولي للمغرب سيتواصل بشكل أقوى بعد فوز الملف المشترك بشرف احتضان كأس العالم 2030 ونيله ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ويقتضي تنظيم مسابقة كبرى مثل المونديال توافر بنية تحتية متطورة للغاية على مستوى الملاعب التي ستحتضن المباريات وملاعب التدريبات.
وتبعا لذلك، سيقوم المغرب ببناء ملاعب جديدة بجانب القيام بعمليات تطوير للملاعب الحالية وملاعب التدريبات، وهو ما ستستفيد منه الأجيال القادمة بشكل خاص.