المحادثات الأمريكية الروسية.. ماذا يقول الجنود في جبهات القتال؟
بعيدا عن مدينة جنيف السويسرية، حيث تجري محادثات معقدة بين واشنطن وموسكو، محورها كييف، للجنود الأوكرانيين على جبهات القتال رأي آخر.
فعلى الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا يرابط جنود في البرد القارس، عيونهم على تحركات الانفصاليين الموالين لموسكو، دون تعليق آمال كبيرة على المحادثات التي تجمع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، ونظيرته الأمريكية ويندي شيرمان، بجنيف.
ويشكك الجنود الأوكرانيون في أن المحادثات الروسية الأمريكية التي بدأت الإثنين في جنيف، ستحدث فرقا كبيرا.
ومرتديا سترة واقية من الرصاص وخوذة عسكرية، يمشي الجندي ميخايلو البالغ (29 عاما) عبر الخنادق في بلدة أفديفكا الواقعة شمال مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا.
ويقول ميخايلو لوكالة "فرانس برس"، التي التقت جنودا أوكرانيين على جبهات القتال مع الانفصاليين: "أشك في أن أي شيء سيتغير"، لافتا إلى فشل المفاوضات السابقة في إنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص.
نبرة تشاؤم
وبنبرة تشاؤم واضحة، تابع ميخايلو: "بالمعرفة التي نملكها عن عدونا، أنا متأكد بنسبة 100 في المئة من أن المحادثات لن تكون في صالحنا".
وأضاف ميخايلو حاملا بندقيته "أعتقد أن هذه المحادثات لن تزيد الأمور سوءا. أما سياسة ( الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، فهي مسألة أخرى. لن تتغير"، مستطردا " ضمانات عدم الانضمام (أوكرانيا) إلى حلف شمال الأطلسي لن تردعه لأنه يريد إعادة الاتحاد السوفيتي في إصدار جديد"، حسب تعبير الجندي الأوكراني.
لكنه استدرك: "حتى لو توصلوا إلى الاتفاق على أمر ما، فإن الاتفاقات مع روسيا ليست سوى حبر على ورق".
جندي أوكراني آخر يدعى دميترو (29 عاما) قال للوكالة الفرنسية نفسها: إن "العدو يطلق باستمرار طلقات استفزازية"، مشيرا إلى أن الانفصاليين يستخدمون قذائف هاون ورشاشات.
وقبل محادثات جنيف، أصدرت روسيا مسوّدة مقترحات تهدف إلى الحد من توسع حلف شمال الأطلسي.
وتطالب موسكو حلف الأطلسي بعدم قبول أعضاء جدد، كما أنها تريد منع الولايات المتحدة من إنشاء قواعد جديدة في الدول السوفيتية السابقة.
وتتّهم روسيا حلف شمال الأطلسي بعدم التزام تعهده نهاية الحرب الباردة بعدم التوسع شرقا.
وبعد محادثات جنيف، ستلتقي روسيا، الأربعاء، مع الأعضاء الثلاثين في هذا التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، في أول لقاء من نوعه منذ يوليو/تموز 2019.
ومنذ 2014، العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم، تقاتل القوات الأوكرانية انفصاليين موالين للكرملين من أجل استعادة السيطرة على منطقتين متاخمتين لروسيا.
لكن أخيرا، تصاعدت مخاوف من أن موسكو التي حشدت عشرات الآلاف من القوات على جانبها من الحدود، قد تشن هجوما على أوكرانيا.
بيد أن الكرملين نفى مرارا تخطيطه لغزو أوكرانيا، قائلا إن نقل القوات جزء من انتشار روتيني، فيما لم يصدق الرئيس الأمريكي جو بايدن موقف موسكو، وحذر من عواقب وخيمة إذا ما أقدمت الأخيرة على ذلك.
وتشمل الإجراءات المحتملة، ضد روسيا، قطع موسكو عن النظام المصرفي العالمي، وإلغاء خط أنابيب "نورد ستريم 2" الروسي المثير للجدل.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز