مراد عجال.. من قيادة «سونلغاز» إلى وزارة الطاقة المتجددة في الجزائر

اختار الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مراد عجال، لتولي وزارة الطاقة والطاقات المتجددة، في وقت تسعى فيه البلاد إلى تسريع وتيرة التحول الطاقي، والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة، وصولًا إلى تحقيق التحول الكامل بحلول منتصف القرن الحالي.
وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (ومقرها واشنطن)، فإن مراد عجال يعد من أبرز الأسماء المؤثرة في قطاع الطاقة الجزائري، حيث قاد مجمع سونلغاز لسنوات وحقق معه إنجازات ملموسة عززت مكانته داخل البلاد وخارجها.
ويأتي تعيينه في لحظة دقيقة بالنسبة إلى الجزائر، التي تراهن على توسيع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الإجمالي ضمن خططها للتنويع الاقتصادي وضمان الأمن الطاقي.
مراد عجال.. مسيرة مهنية طويلة
بدأ مراد عجال مسيرته من الميدان، حيث شغل مناصب مدير للتوزيع في ولايات تيسمسيلت وسيبوس بعنابة وسكيكدة، وهو ما أكسبه خبرة عملية مباشرة في إدارة الشبكات والتعامل مع التحديات التقنية والتنظيمية لقطاع الكهرباء والغاز، ما ساعده لاحقًا في صياغة رؤية أكثر شمولًا لإدارة المجمعات الكبرى.
وفي عام 2010، تم تعيينه رئيسًا لمؤسسة الملكية العقارية للصناعات الكهربائية والغازية، وهي مؤسسة تشرف على أصول استراتيجية مهمة، ما أضاف إلى رصيده خبرة مالية وعقارية متقدمة.
بعد ذلك، تولى عام 2012 منصب المدير العام لصندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية لعمال الصناعات الغازية والكهربائية، حيث أولى اهتمامًا خاصًا بالجانب الاجتماعي وتحسين ظروف العاملين، وهو ما انعكس لاحقًا في أسلوب إدارته لمجمع سونلغاز.
كما تولى عجال رئاسة الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز "سادج" (SADEG)، وأسهم خلالها في تطوير سياسات التوزيع وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في مختلف ولايات البلاد. ومع انتقاله إلى قيادة سونلغاز، أصبح لاعبًا محوريًا في رسم السياسات الاستراتيجية لقطاع الطاقة.
إنجازات في "سونلغاز"
خلال فترة قيادته لمجمع سونلغاز، دفعت الجزائر بخطة طموحة لتطوير الطاقات المتجددة بقدرات تصل إلى 15 ألف ميغاواط، مع التركيز على مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
وشكلت هذه الاستراتيجية ركيزة أساسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز مكانة الجزائر في خريطة الطاقة الإقليمية والدولية.
وحصل مراد عجال على اعتراف دولي بجهوده، إذ نال جائزة التميز من أجل المتوسط من برلمان البحر الأبيض المتوسط، تكريمًا لدوره في تعزيز التعاون الأورومتوسطي وتطوير مصادر الطاقة البديلة المستدامة.
تحديات المرحلة المقبلة
مع تسلمه حقيبة وزارة الطاقة المتجددة، يقف مراد عجال أمام جملة من التحديات. في مقدمتها صياغة سياسة وطنية واضحة تُسرّع من وتيرة الانتقال الطاقي، مع الحفاظ على استقرار الإمدادات في ظل تزايد الطلب، خاصة خلال فترات الذروة في الصيف والشتاء.
كما يتعين عليه تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة بقدرة 15 ألف ميغاواط، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة وشراكات محلية ودولية، إضافة إلى تحديث البنية التحتية لشبكات النقل والتوزيع، بما يسمح باستيعاب الإنتاج الجديد وضمان استقراره.
ومن بين أبرز التحديات أيضًا ملف التمويل؛ إذ لا تكفي الموارد المحلية لتغطية كل المشروعات، ما يفرض ضرورة فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوفير بيئة تشريعية مرنة ومحفزة للمستثمرين.
كذلك، سيكون على عجال التركيز على توطين التكنولوجيا، عبر دعم الشركات الوطنية للدخول في مجال تصنيع المعدات الخاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتنمية القدرات البشرية الوطنية من خلال برامج التدريب والبحث العلمي.
رهان الجزائر
تراهن الجزائر على مراد عجال لتحقيق التوازن بين الاستقرار الطاقي والتوجه نحو الطاقات النظيفة، من خلال بناء شراكات إقليمية ودولية قوية، وصياغة قوانين واضحة ومرنة تسرّع وتيرة الإنجاز، مع ضمان الرقابة الصارمة على الجودة والسلامة.
ويُنظر إلى اختياره وزيرًا للطاقة المتجددة كخطوة مدروسة تستند إلى خبرته العميقة في قطاع الطاقة وإدارته لمشروعات كبرى، ما يمنحه القدرة على قيادة مرحلة التحول الطاقي التي تعوّل عليها الجزائر لتعزيز مكانتها كمحور إقليمي في مجال الطاقات المتجددة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز