الفيلم التونسي"وحلة".. دراما نفسية تطرح مسائل وجودية (خاص)
قدم المخرج التونسي نادر الرحموني عرضا لفيلمه الجديد "وحلة (مأزق)" بقاعة "الكوليزي" في العاصمة تونس.
وفيلم "وحلة" هو العمل الروائي الطويل الأول في رصيد المخرج التونسي نادر الرحموني.
الفيلم من بطولة النجوم التونسيين، مهذب الرميلي وريم الرياحي ومحمد مراد وسلمى المحجوبي.
ويندرج في دائرة أفلام الدراما النفسية أو ما يعبر عنه بالسيكودراما.
ويتناول الفيلم قصة شاب يدعى" ياسين" وهو طالب في الطب يهوى الموسيقى ينجح في الحفاظ على توازنه النفسي، بالرغم من تسلط والده وضعف والدته.
وتتطوّر الأحداث بين أب متسلّط وأم كئيبة، وأخ متهور وعائلة مختلّة التوازنات النفسية، واستطاع ياسين أن يحرر ذاته من كل تلك التأثيرات النفسية، وذلك بفضل شغفه بالموسيقى التي تداوي الجروح، وبفضل زميلته" ليلى"، الطالبة في كلية الطب، التي دخلت حياته ودفعته إلى طرح أسئلة وجوديّة عميقة عن ماهية الحبّ، ودرجة تأثيره على العلاقات الإنسانية.
وقد مثل الفيلم إدانة واضحة للمجتمع الأبوي الذي يمارس سلطته على الأسرة ويضبط لها حدود ممارساتها وتصرفاته.
ومن خلال الفيلم اعتمد الرحموني بدرجة كبيرة على التحليل النفسي للظواهر المجتمعية التي تناولها والتي انتهت بكسر حاجز الخوف من خلال آخر مشهد في الفيلم والذي تم خلاله تحرير العصافير المسجونة داخل القفص.
وقال نادر الرحموني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إنّ فيلم "وحلة" انطلق عرضه في قاعات السينما في تونس ابتداء من يوم 11 سبتمبر/ أيلول وفي فرنسا خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وكشف عن أنّ الفيلم واقعي حيث يعالج قضايا اجتماعية وتدور أحداثه حول عائلة في ظاهرها عادية، لكنّها تعيش التوازن غير المضمون داخليا وتمرّ بأحداث مختلفة تجعل الشخصيات تتطور وتتغير.
واعتبر أن فيلم "وحلة" يعد أول فيلم روائي طويل في مسيرته الفنية التي انطلقت بداياتها في المسرح، موضحا أن هذا الفيلم هو بمثابة التجربة والمغامرة حيث جمع فيها كل المجالات التي يتقنها من علم النفس والسينما والمسرح.
وتابع "أردت من خلال هذا الفيلم أن أجعل الجمهور يتساءل عن ماهية الحب ودرجة تأثيره في العلاقات الإنسانية بشكل عام والأسرة بشكل خاص".
وأشار إلى أن الفيلم راوح بين مشاعر الانتصار والانكسار والألم والفرح والنجاح والفشل.
وأضاف "أنا أقيم بالخارج متنقلا بين فرنسا وبريطانيا وتونس وأعمل مع شركات كبرى في الهندسة الإعلامية وتعلقت بالسينما والمسرح منذ فترة المراهقة والشباب، إذ كنت منخرطًا في نوادي السينما كما تلقيت تكوينًا في المسرح بمؤسسة (التياترو) في تونس كما تلقيت تكوينا بالأكاديمية البريطانية للفنون الدرامية وبكونسارفتوار سانتا مونيكا بالولايات المتحدة الأمريكية".