ليالي متحف سوسة في تونس.. سهرات موسيقية تمزج الماضي بالحاضر (خاص)
انطلقت الخميس في المتحف الأثري في سوسة بتونس، فعاليات الدورة الـ12 من "ليالي متحف سوسة"، وذلك في الفضاء الخارجي للمتحف بعرض "التانغو العربي" للفنان محمد علي كمون.
وقبل انطلاق العرض، جال الحاضرون بين أروقة متحف سوسة الذي يقع بين أسوار القصبة ذلك المعلم التاريخي الشامخ الذي يعود بناؤه إلى منتصف القرن التاسع ميلادي خلال بدايات العهد الإسلامي بتونس، للاستمتاع بإرث فريد من خلال اللوحات الفسيفسائية المعروضة والمجموعات الفخارية المتنوعة فضلا عن الأثاث الجنائزي من مسلاّت وجرار ونصب نذرية حجرية فريدة.
وتقام هذه التظاهرة التي تتواصل حتى 27 من شهر أغسطس/ آب الجاري، بالتعاون بين وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة (حكومي) بالشراكة مع وكالة إحياء التّراث والتّنمية الثقافيّة (حكومي).
وتتضمن هذه التظاهرة مجموعة من السهرات الفنيّة الموسيقيّة لمجموعة من الفنانين التونسيين.
وقالت جميلة بنور، المسؤولة الإعلامية في "وكالة إحياء التّراث والتّنمية الثقافيّة"، إن "ليالي المتحف بسوسة" هي تظاهرة دأبت على تنظيمها وكالة إحياء التراث والتي تهدف إلى مزيد من التعريف بالمتحف الأثري بسوسة والتشجيع على زيارته وتثمينه والترويج له بأن يكون فضاء مميزا قادرا على احتواء العروض الفنية والثقافية والمزج بين دوره التراثي والاقتصادي والثقافي.
وأكدت أن "هذه التظاهرة تهدف أيضا إلى تثمين رصيدنا الحضاري ومعالمنا التاريخية والترويج لها".
وأوضحت أنه في يوم الجمعة سيكون الجمهور على موعد مع سهرة الموسيقى الكلاسيكيّة والعرض الأوركستر السمفوني بقيادة ناصر العفريت فيما ستخصص سهرة السبت لعرض "ظلال أطلس" للفنان عازف الكمنجة عطيل معاوية بمشاركة الفنانة روضة بن عبد الله ،أما الأحد فيحيي عمر الواعر ونسرين جابر سهرة لموسيقى الجاز والموسيقى الحديثة مع عرض "Musk Quartet".
وتابعت "سيقدم كمال سلام وليليا بن شيخة وميسون فطناسي ورفيق الغربي، الإثنين المقبل عرضا موسيقيا لموسيقى لشارل أزنافزر.
وتختتم هذه التظاهرة في 27 أغسطس/آب الجاري مع سهرة الموسيقى الطربيّة من خلال عرض "سيّدتي" للفنانة نجاة عطيّة.
وعبر محمد علي كمون مخرج عرض الافتتاح عن سعادته بالعودة لهذا المهرجان بعد حفل افتتاح سنة 2016.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذا العرض "التانغو العربي" يشارك فيه المطرب محمد بن صالح والفنانتان منى شطورو وعبير قريع.
وأشار إلى أن البرنامج متكون من أغان منتقاة من الذاكرة الكلاسيكية والشعبية للعالم العربي مع معزوفات وأغنيتين من ألحانه، موضحا أنه اعتمد في التوزيع خاصة على إيقاعات اللاتينو وأساساً نمط التانغو بأنواعه.
وللإشارة فإن تأسيس النواة الأولى لمتحف مدينة سوسة يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وتحديدا إلى سنة 1897.
ويضمّ المتحف الأثري بسوسة في شكله الحالي ثاني أكبر مجموعة فسيفسائية بالبلاد التونسية بعد مجموعة متحف باردو صنع أغلبها بمقاطعة البيزاكيوم الساحلية (منذ العهد السِيفوري من الفترة الرومانية إلى الفترة البيزنطية) والتي تم اكتشافها بهدرمتوم الرومانية وبالمواقع الساحلية الأخرى، على غرار الجم والنفيضة والمكنين وتمترا وأوزيتا.
وفي عام 2012، أعيد افتتاح "المتحف الأثري" بمدينة سوسة (150 كلم جنوب تونس العاصمة)، بعد إغلاقه حوالي 5 سنوات، وبدأت أعمال الترميم لقاعاته التي تحتوي قطعاً أثرية تُمثّل المرحلة المُمتدّة من العصور القديمة في ساحل تونس، وصولاً إلى أوائل القرن السابع الميلادي.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز