الإخوان في فرنسا.. حيل التأسيس وأدوار مشبوهة
قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تفتح "العين الإخبارية" ملف الإخوان الإرهابية وأذرعها في فرنسا، في حلقات متلاحقة.
وتعد الشبكة المرتبطة بالإخوان في فرنسا، من أهم وأخطر شبكات في أوروبا.
وكما هو الحال في المملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية، كانت الجامعات هي بوابة الجيل الأول من الإخوان، إلى فرنسا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
ومن بين الجيل الأول من الإخوان في فرنسا، بعض القيادات التي عادت بلدانهم الأصلية، مثل فيصل مولوي وحسن الترابي إلى لبنان والسودان على الترتيب، بعد فترة نشاط في المنظمات التابعة للجماعة في فرنسا.
فيما بقي آخرون في الأراضي الفرنسية، ولعبوا دورًا رئيسيًا في مد أذرع الإخوان وأنشطتها المشبوهة في البلد الأوروبي.
ولعب النشطاء التونسيون المرتبطون بحركة التيار الإسلامي، رافد حركة النهضة التونسية النشطة في الوقت الحالي، دورًا حاسمًا في تطوير شبكة الإخوان الإرهابية في فرنسا.
ومن بين نشطاء حركة التيار الإسلامي التونسية، وجوه كثيرة نشطة في حركة النهضة منذ ما يعرف بـ"الربيع العربي" في 2011، بعد أن لعبوا أدورا متفاوتة في المنظمات الإخوان في فرنسا في السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
وفي هذه الفترة، كانت العناصر المنحدرة من شمال أفريقيا تسيطر على بيئة الإخوان في فرنسا في العقود الأولى، خاصة الجزائريين والمغاربة والتونسيين، باستثناء طالب السوربون العراقي المولد محمود زهير.
وفي 1983، أسست العناصر الإخوانية ما يعرف بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا"، التي غيرت اسمها في عام 2017 إلى منظمة مسلمو فرنسا، وتعد أحد أهم أذرع الإخوان في البلد الأوروبي.
واتحاد المنظمات الإسلامية هو المنظمة المظلية للإخوان في فرنسا، وتعد من أكبر المنظمات المرتبطة بالجماعة وأكثرها نفوذا في أوروبا. داخل فرنسا.
وعلى غرار ما فعلته الجماعة في عدد من الدول الأوروبية، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا شبكة كبيرة من المنظمات والجمعيات والمساجد، تؤدي مهام مختلفة؛ إذ يعمل بعضها للتأثير على الشباب ودفعه للتطرف مثل منظمة الشباب المسلم، أو السيطرة على الطلاب مثل جمعية الطلاب المسلمين، وعدد من المدارس الخاصة، وعدد من الشركات والمشاريع التجارية التي تمول الأنشطة المشبوهة.
وعلى المستوى الأوروبي، لعبت عناصر الإخوان النشطة في أوروبا دورا كبيرا على مستوى شبكة المنظمات المظلية في أوروبا، إذ تعد شبكة الإخوان الفرنسية واحدة من الشبكات الأكثر نفوذا في القارة.
وتفصيلا، لعبت المجموعة الصغيرة من الأفراد التي قادت شبكة الإخوان في فرنسا في الثمانينيات، دورا كبيرا وغير متناسب مع حجمها في إنشاء وإدارة هيكل جماعة الإخوان في عموم أوروبا، وفق تقرير لمركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا عن هياكل الإخوان في أوروبا.
ولعبت العناصر النشطة في فرنسا دورا مؤثرا في تأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ المنظمة المظلية للإخوان الإرهابية في القارة العجوز، حيث حضرت هذه العناصر اجتماع مدريد عام 1984 الذي شكل الخطوة الأولى في تشكيل المنظمة، ثم شاركت بشكل وثيق في التحركات التي أدت إلى تأسيس المنظمة بشكل رسمي في عام 1989.
ومن الجدير بالذكر أن أربعة من مديري اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الثماني الأوائل، (أحمد جاب الله وزوجته نورا، وفؤاد العلوي، وعبد الله بن منصور) كانوا من كبار قادة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
وبنفس القدر من الدلالة، فإن العنوان الذي قدمه اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، خلال إجراءات التأسيس، في بلدة لا كورنوف التي تبعد ٨ كيلومترات عن وسط باريس، هو نفس عنوان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا حتى اليوم، وهي حقيقة تُظهر ترابطًا لا يمكن إنكاره.
وفي حلقات لاحقة، تعرض "العين الإخبارية" الأدوار الحالية لأذرع الإخوان في فرنسا، على المستوى الأوروبي، ومصير محاولات الجماعة اختراق المجتمع الفرنسي، وممارسة نفوذ على الجاليات المسلمة في فرنسا.