من بريمن الألمانية.. الإخوان تكرر استراتيجية «مكشوفة» لـ«الخداع»
في بريمن، سقط وجه جديد من وجوه الإخوان الإرهابية، لكنه يصر على اتباع استراتيجية "مكشوفة ومكررة" لأذرع الجماعة، على أمل البقاء.
إذ ظهرت إلى العلن في الأيام الماضية، الراوبط بين جماعة الإخوان الإرهابية ومنظمة تنشط في مدينة بريمن الألمانية، تسمى "رابطة الجامعات الإسلامية في بريمن"، ما حرك انتقادات كبيرة لهذه المنظمة.
ووجهت منظمات محلية، اتهامات لـ"رابطة الجامعات الإسلامية في بريمن"، بأنها قريبة من الإخوان التي تصنفها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في بريمن، على أنها "متطرفة"، وتخضع عناصرها للرقابة.
وكعادة أذرع الإخوان، لجأت الرابطة إلى استراتيجية مكشوفة للدفاع عن نفسها، ونفت "علاقاتها بالإخوان"، بل أنها قالت إن المنظمات المحلية التي توجه إليها الاتهام، يستندون لمحاضرة نظمتها الرابطة، وشارك بها عنصر مرتبط بالإخوان كمتحدث رئيسي.
وتابعت الرابطة "لم نكن على علم بأن المتحدث مرتبط بالإخوان، ولو كنا نعلم لرفضنا مشاركته"، مضيفة "الخطاب في المحاضرة لم يكن سياسيا، والمحاضرة نفسها جرت قبل عامين".
والعديد من المنظمات التي باتت مكشوفة للسلطات الأوروبية بأنها مرتبطة بالإخوان، تنفي صراحة الانتماء للجماعة، وتلجأ إلى الإنكار أولا، ثم فتح تحقيق داخلي وإعلانه على الملأ في أي روابط مع الإخوان، وأخيرا مرحلة تغيير الاسم في محاولة لغسيل السمعة، وهو ما حدث مع منظمة الجالية المسلمة الألمانية في 2018، والتي غيرت اسمها من منظمة المجتمع الإسلامي الألماني.
ومؤخرا، نشر مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية، والمعني برصد ورقابة وتحليل أنشطة منظمات الإسلام السياسي، دراسة عن روابط مؤسسة رابطة الثقافة النمساوية بالإخوان الإرهابية، كشفت أيضا بشكل كبير استراتيجيات الخداع التي تتبعها الجماعة.
الدراسة التي تعد أول ربط رسمي بين "رابطة الثقافة" وتنظيم الإخوان، تعتبر قفزة كبيرة في مسار مكافحة الجماعة في أوروبا، إذ أنها كشفت الروابط السرية، سواء شخصية أو مؤسسية، التي تربط منظمات الجماعة الفرعية في القارة العجوز.
منظمات تمويه
وخلٌصت الدراسة التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها إلى أن جماعة الإخوان أنشأت نظامًا معقدًا من المنظمات غير الوطنية، ومعاهد التدريس والفتوى والفروع المحلية المختلفة في أوروبا.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه المنظمات الفرعية لا تكشف عن ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين الدولية، عادة، واستدلت بتعبير أيمن علي مستشار الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، الذي يقول إن تلك المنظمات "تنسق مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها غير مرتبطة بها بعلاقات عضوية مباشرة".
لكن الدراسة حللت بيانات ومصادر جديدة تشمل صفحات رابطة الثقافة النمساوية على المنصات الاجتماعية، فضلا عن صفحات وأنشطة أعضائها وقياداتها، والأحداث التي نظمتها المنظمة، والأفكار التي تتبانها وتنشرها في منشوراتها.
وانتهت الدراسة إلى أنه "على الرغم من أن رابطة الثقافة تنفي أية صلة بجماعة الإخوان المسلمين الدولية، إلا أنها في الواقع تحافظ على اتصالات وثيقة سرية مع أشخاص من بيئة الإخوان المسلمين في أوروبا، مع التركيز على ألمانيا، وكذلك مع المقر الرئيسي للجماعة في مصر".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الواضح أن رابطة الثقافة مدمجة في شبكة المنظمات الدولية من بيئة الإخوان المسلمين، بما في ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا".