انقلاب ميانمار.. نقل سوكي لمكان مجهول وشلل في المؤسسات
كشفت وسائل إعلام محلية في ميانمار النقاب عن نقل الزعيمة المعزولة أونج سان سو كي إلى مكان مجهول، مع تصاعد الضغوط على قادة الانقلاب.
ونقل موقع "ميانمار الآن" الإلكتروني عن مسؤولين في حزب سو كي، قولهم إنها نُقلت إلى مكان لم يتم الكشف عنه من المنزل الذي كانت تعيش فيه قيد الإقامة الجبرية في العاصمة نايبيداو.
وأضاف مسؤولين أن سوكي نُقلت منذ ستة أيام، و"لم نعد نعرف مكان احتجازها".
يأتي ذلك مع تصاعد الضغوط والمظاهرات ضد قادة الانقلاب، حيث انخرطت مختلف فئات الشعب في مظاهرات رافضة للانقلاب الذي وقع مطلع فبراير/شباط الماضي.
وأحدث الفئات التي انضمت للمظاهرات عدد كبير من الموظفين الحكوميين الذين يعملون لصالح الجيش، حيث انضمّوا إلى حركة العصيان المدني المتزايدة التي تهدف إلى إضعاف الجنرالات، من خلال إحداث شلل في المؤسسات البيروقراطية.
وقالت تيدا وهو اسم مستعار لأستاذة جامعية طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن "العسكريين يحتاجون إلى إثبات أنهم يعرفون كيف يديرون بلدًا، لكن إذا لم نعمل نحن الموظفون الحكوميون، خطتهم للاستيلاء على السلطة ستفشل".
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة التي تلت الانقلاب، رفضت تيدا إعطاء دروس عبر الإنترنت، وانضمّت إلى الإضراب الوطني الذي أطلقه العاملون في مجل الصحة، ويختبئ حالياً عدد كبير منهم لتجنّب توقيفهم.
وامتدّت موجة الإضراب عن العمل لتشمل القطاع الخاص في المكاتب والمصانع وهناك العديد من الفروع المصرفية التي اضطُرت للإغلاق.
إلا أن زيادة عدد الموظفين الحكوميين في صفوف المحتجين هو الأمر الذي هزّ المجلس العسكري بشكل خاص.
فمن دون هؤلاء الموظفين، لا يستطيع المجلس جمع الضرائب، ولا إرسال فواتير الكهرباء، ولا تنظيم فحوص كوفيد-19، ببساطة يصبح غير قادر على تسيير أعمال البلد.
ويلوح في الأفق شبح أزمة مالية، بسبب تفشي الوباء وتراجع الاستثمارات الأجنبية.
ويصعب تحديد عدد الموظفين الحكوميين المضربين عن العمل من أصل مليون موظف حكومي في بورما.
ويفيد تحقيق أن إضرابات الموظفين تشمل 24 وزارة ويقدّر مقرر الأمم المتحدة الخاص لميانمار أن ثلاثة أرباع الموظفين الحكوميين توقفوا عن العمل.
وبات غيابهم يشكل عائقاً بالنسبة للنظام.
وقال هذا الأسبوع قائد الجيش مين أونغ هلاينغ الذي نفّذ الانقلاب، إن قرابة ثلث مستشفيات البلاد لا تعمل.
وانتقد غياب المهنية لدى العاملين في قطاع الصحة والمدرّسين وألمح إلى أن الموظفين غير المشاركين في الإضراب سيحصلون على مكافأة، بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية الثلاثاء.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، طُرد موظفون في مكاتب وعاملون وسائقون في وسائل نقل مشتركة من مناصبهم في كافة أنحاء البلاد، بسبب مشاركتهم في الحركة المناهضة للجيش.
تأتي ساعة الحسم لمجلس إدارة الدولة (الاسم الرسمي للمجلس العسكري)، الجمعة موعد دفع رواتب عدد كبير من البورميين وخصوصاً جميع الموظفين الحكوميين، وهو الأول منذ الانقلاب.
وواجه بنك ميانمار الاقتصادي الذي يدفع الرواتب والمعاشات التقاعدية للموظفين الحكوميين مشكلات بسبب الإضرابات، إلا أن وسائل إعلام رسمية أكدت أن المبالغ ستُدفع خلافاً "للشائعات التي لا أساس لها" التي سرت.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز