تفسير علمي للغز «جليد المريخ».. السر في «تأثير البسكويت بالكريمة» (خاص)
عادة، إذا كدّست كتباً فوق بعضها البعض، فقد تنسحق الموجودة في الأسفل، وربما تنزلق قليلاً بسبب الضغط الناتج عن الكتب الموجودة أعلاها.
وتوقّع العلماء حدوث شيء مماثل مع الجليد الموجود على المريخ، فقد اعتقدوا أن الجليد سوف يتدفق أو يتحرك ببطء بسبب وزنه وجاذبيته، مثلما تتدفق الأنهار الجليدية على الأرض، وتوقعوا رؤية علامات هذه الحركة، مثل التغيرات في المناظر الطبيعية أو تشكيلات معينة.
ولمدة 50 عاماً، ورُغْم توقع تدفق الجليد، لم يتمكن العلماء من العثور على أي دليل على هذه الحركة على المريخ.
وأظهرت صور عالية الدقة أن القمم الجليدية ظلت إلى حد كبير في مكانها دون أي تدفق ملحوظ، وهو الأمر الذي كان محيراً.
وقرر العالم إسحاق سميث من معهد علوم الكواكب بجامعة يورك الكندية، التحقيق في سبب عدم تحرك الجليد كما هو متوقع، وقدم أربعة تفسيرات مختلفة، قيل إنه ينحاز إلى الرابع والأخير منها، في دراسة نشرتها دورية "إيكاروس".
التفسيرات الأربعة هي أن يكون "الجليد بارد جداً لدرجة أنه يصعب تدفقه"، أو "يحتوي على شوائب (مثل الغبار أو الأوساخ) تجعله أقل قدرة على الحركة"، أو "يكون عبارة عن خليط ثابت يمنع التدفق بطريقة ما"، وأخيراً "يتكون من طبقات مختلفة، بعضها أكثر صلابة وبعضها أكثر ليونة، مما قد يؤثر على قدرته على الحركة".
ووجد سميث أن التفسير الوحيد الذي يطابق الملاحظات، هو التفسير الأخير المتعلق بـ"البنية الطبقية للجليد"، والتي تشبه "تأثير البسكويت بالكريمة"، كما يشرح جون ألبرت، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة زيورخ بسويسرا، لـ"العين الإخبارية".
يقول ألبرت: "تخيل أن لديك كومة من البسكويت بالكريمة، حيث تشبه الطبقات الصلبة منه، الطبقات الصلبة من الجليد، وتمثل الكريمة الناعمة الطبقات الناعمة من الجليد، فإذا قمت بالضغط على كومة البسكويت، فقد يكون هناك القليل من الحركة لأن الطبقات الصلبة تقاوم الضغط أكثر من طبقات الكريمة الناعمة، التي قد تنضغط قليلاً، لكن المجموعة الإجمالية لا تتحرك كثيراً بفعل تأثير مقاومة طبقات البسكويت الصلبة".
ويضيف: "بالمثل، فإنه على المريخ، تحتوي القمم الجليدية القطبية على طبقات من الجليد الصلب وطبقات من مواد أكثر ليونة، ويؤدي هذا الهيكل الطبقي إلى إبطاء أي حركة محتملة بشكل كبير، مما يجعل الجليد غير متحرك بشكل أساسي".